مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: نقض طعن الرافضة في الكسائي صاحب اللغة ...

نقض طعن الرافضة في الكسائي صاحب اللغة ...



أما بعد :
 

فمن دجل الرافضة وهواهم أنهم يكذبون بالروايات الصحيحة الثابتة في فضائل الصحابة وكل رواية مخالفة لعقائدهم ، ثم هم يصدقون أي رواية فيها ثلب لرجل يبغضونه لكونه يروي الحديث أو له عناية بالقرآن

فمن ذلك نشرهم أن الكسائي كان يشرب الشراب ويأتي الغلمان

جاء في معجم الأدباء لياقوت الحموي :" من «مجالسات ثعلب» : وصف ابن الأعرابي الكسائي فقال: كان أعلم الناس على رهق فيه، يريد إتيان ما يكره لأنه كان يشرب الشراب ويأتي الغلمان"

اعلم رحمك الله أولاً أن الكسائي علي بن حمزة ليس مشهوراً برواية الحديث لهذا لم يخرج له في الكتب الستة وإنما اشتهر بالعناية بالقرآن نحواً ورواية للقراءة والقراءات هي صيغ أداء للحرف العثماني المجمع عليه ، مع معرفة له بالأحرف الأخرى

فالطعن فيه لا يفيدهم شيئاً في الطعن في أي ثابت من ثوابت الدين

وهؤلاء الروافض يزعمون اتباع القرآن فهل يجوز قذف مسلم برواية يرويها واحد فقط !

أليس قذف المحصن يلزم منه الإتيان بأربعة شهود ؟

اعلم وفقك الله لطاعته أن الكسائي ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل والبخاري في التاريخ الكبير ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً

وترجم له ابن حبان في الثقات ، وكذا ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وذكر اشتهاره بالقراءة وطرفاً من أخباره

وأما الخبر المذكور فهو في كتاب مجالسات ثعلب مؤلفه الحسن بن محمد ابن مقسم

قال الذهبي في الميزان :" 7402 - محمد بن الحسن بن مقسم، أبو بكر المقرئ النحوي، أحد الائمة.
تكلموا فيه.
وقد سمع أبا مسلم الكجى وطبقته.
ووثقه الخطيب، لكنه قد استتيب من قراءة مالا يصح نقله، وكان يقرأ بذلك في المحراب ويعتمد على ما يسوغ في العربية، وإن لم يعرف له قارئ.
مات بعد الخمسين وثلاثمائة"

فهو رجل مطعون فيه فهل تقبل روايته في نسبة أمر عظيم لرجل اشتهر بالعدالة كالكسائي ، وهو الذي ثبت عليه الغلط في القرآن حتى استتيب من ذلك فقرأ قراءة لا يعرفها الناس فاستتابوه

فتأمل كيف يتعلق الروافض بقشة

وقال ياقوت في معجمه :" قال يعقوب: يريد تمتلىء حتى تفيض، ونصب قوله يحيا بأهلا على الحكاية.
وحدث عبد الله بن جعفر عن عليّ بن مهدي عن أحمد بن الحارث الخراز قال «2» : كان الكسائي ممن وسم بالتعليم، وكان كسب به مالا إلا أنه حكي عنه أنه أقام غلاما ممن عنده في الكتّاب وقام يفسق به، وجاء بعض الكتاب ليسلّم عليه فرآه الكسائي ولم يره الغلام، فجلس الكسائي في مكانه وبقي الغلام قائما مبهوتا، فلما دخل الكاتب قال للكسائي: ما شأن هذا الغلام قائما؟ قال: وقع الفعل عليه فانتصب"

فتأمل قوله ( حكي ) فهذا لا يثبت فيه شيء وأصل الخبر ينقله ياقوت من كتاب  عبد الرحمن بن علي اليزدادي اللغوي ولا يعرف مكانته في الجرح والتعديل

فهكذا يكون الروافض اعتمدوا في الطعن على الكسائي بروايات ضعيفة ومنقطعة في أمر عظيم

والعجيب كل هذه الطعون في كتاب ياقوت الحموي وياقوت متهم بأنه ناصبي _ وأنا برأته في مقال من هذا ولكن الرافضة يعدون من هو خير ناصبيا_

فكيف يعتدون برواية المتهم بالنصب ؟
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي