مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: بيان نكارة قصة زواج سعد الأسود السلمي

بيان نكارة قصة زواج سعد الأسود السلمي



أما بعد :
 
فقد سئلت عن قصة زواج سعد الأسود السلمي وهي منتشرة جداً في مواقع التواصل

والجواب : أنها قصة منكرة انفرد بها راو منكر الحديث

وإليك القصة :" عد الأسود السلمي ، ثم الذكواني. روى الحسن و قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم- وقال: يا رسول الله أدمامتي تمنعني من دخول الجنة؟ فقال له النبي- صلى الله عليه وسلم-: لا ،و الذي نفسي بيده ما اتقيت ربك عز وجل ، و آمنت بما جاء به رسوله.قال :قد شهدت أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله فمالي يارسول الله ؟؟ قال : لك ماللقوم ، و عليك ماعليهم ، و أنت أخوهم. ؛ فقالسعد: يا رسول الله لقد عرضت نفسي على كل أصحابك فلم يقبلني أحد زوجا لابنته؛ فتألم النبي- صلى الله عليه وسلم- من مقولته وقال له: "يا سعد، اذهب إلى دار عمرو بن وهب وأقرئه مني السلام وقل له النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول لك زوجني ابنتك.


فذهب سعد إلىدار عمرو بن وهب, وعندما خرج إليه عمرو قال له: النبي- صلى الله عليه وسلم- يقرؤك السلام ويقول لك زوجني ابنتك؛ وكان عمرو بن وهب من أشراف الأنصار ووجهائهم وكان عدد كبير من شباب المسلمين يترددون عليه ليخطبوا ابنته؛ ولكنه عندما رأى سعدا بدت عليه علامات الدهشة ووقفمتحيرًا, وعندما رأته زوجته قالت: ما بالك يا عمرو؟ فقال لها أرسل إلينا النبي- صلى الله عليه وسلم- سعد السلمي لأزوجه ابنتي وهذه رسالة النبي- صلى الله عليه وسلم- إلي؛ فقالت له زوجته : اعتذر له وأمهله حتى نفكر ثم نردعليه؛ فاعتذر عمرو بن وهب لسعد؛ فرجع سعد وكان عمرو بن وهب وزوجته لا يزالا يتهامسان, فرأتهما ابنتهما وسألت أباها: يا أبتاه فيم تتهامسان؟ فقال لها: يا بنيه لقد أرسل إلينا النبي- صلى الله عليه وسلم- سعد السلمي ليخطبك .. ففرحت وأخذت تردد "أرسل إلينا النبي .. أرسل إلينا النبي" وهي سعيدة وفرحة ؛ فقالوا لها أرسل إليك ليخطبك لسعد السلمي وأنتِ لا تعرفين من هو سعد؟ قالت يا أبي أذهب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- قبل أن يفضحناالوحي؛ وقل له رضينا بما يُرضيك يا رسول الله؛ فذهب عمرو بن وهب إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- وقال: يا رسول الله رضينا بما يرضيك، والتقى عمرو بن وهب بسعد السلمي عند النبي- صلى الله عليه وسلم- وقال النبي: "يا سعد أمْهِر زوجتك ولو بخاتم من فضة؛ فقال سعد: يا رسول الله ليس معي حتى خاتم من حديد؛ فنظر النبي- صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه وقال لهم: أعينوا أخاكم؛ فجمعوا لهمالاً كثيرًا وقدموه لسعد، فقال النبي- صلى الله عليه وسلم- لسعد: اذهب وجهز كل ماتحتاجه وأحضر كل ما تحب أن يكون معك. فذهب سعد إلى السوق و سمع هو في طريقه مناديًا ينادي (يا خيل الله أركبي.... يا خيل الله أركبي.... حي على الجهاد.... حي على الجهاد) ففرح سعد لأن ظروفه السابقة لم تكن تؤهله لأن يكون مقاتلاً ومجاهدًا في سبيل الله وأن يكون خاطبًا للحور العين؛ فلما وجد ما يعد به نفسه للجهاد ذهبإلى السوق وأحضر كل ما يحتاجه من سيفٍ ورمح وفرَسٍ؛ حتى أصبح قادرًا على القتال؛ وعندما امتَطى جَواده وهَمَّ أن يذهب إلى القتال؛ قال: والله إني لأخاف أن أفسد على المسلمين أن يتحيَّروا في أمري إذا رَأوني فِي سَاحة القتال فيقولوا لقد ترك سَعد عَروسه .. فتلثمحتى يحفظ على نفسه سره وحتى لا يشغل المسلمين به ونزل إلى القتال وهو عازم أن يكون أول شهيد وأن يقتل من المشركين ما يستطيع حتى يتقبله الله؛ حتى أن بعض الصحابةقالوا يا رسول الله أبشر لقد رأينا الملائكة تحارب معنا وهم يقصدون سعدا؛ وعندما انتهت المعركة وبدأ النبي- صلى الله عليه وسلم- يتفقد الجرحى والقتلى وجد الرجل الملثم وكشف لثامه ورأى الصحابة هذا الرجل الملثم .. قالوا يا رسول الله هذا من كنا نظنه ملكًا من الملائكة وعندما رفع اللثام وجده (سعدًا السلمي)؛ فبكى النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم قام ثم ضحك؛ فقال الصحابة: يا رسول الله ما أبكاك؟ قال بكيت لفراق سعد؛ قالوا: وما أضحك؛ قال ضحكت عندما وجدت الحور العين يتسابقن عليه؛ وقال النبي- صلى الله عليه وسلم – "كل ما تركه سعد أرسلوه لزوجه ولبيت عمرو بن وهب ..."

قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء :" 1683- مُحَمد بْن عُمَر بْن صالح الكلاعي من أهل حماة قرية من قرى حمص.
منكر الحديث عن ثقات الناس.
حَدَّثَنَا بَهْلُولُ بْنُ إِسْحَاقَ بِهِ بَهْلُولُ الأَنْبَارِيُّ، وَعَبد اللَّهِ بْنُ مُحَمد بْنِ عَبد الْعَزِيزِ، قَالا: حَدَّثَنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيد، حَدَّثَنا مُحَمد بْن عُمَر بْن صالح الكلاعي فِي قَرْيَةٍ مِنَ الْقُرَى يُقَالُ لَهَا حَمَاةُ فِي نَاحِيَةِ حِمْصَ عَنِ الْحَسَنِ وَقَتَادَةَ، عَن أَنَس"

فهذا محمد بن عمر بن صالح انفرد بهذا الخبر ونص ابن عدي على أنه منكر الحديث وما ذكر له إلا هذا الحديث فهو منكر

وواضح أنه منكر يعني موضوع بدليل انفراد هذا الراوي الشامي عن إمامين بصريين وهما قتادة والحسن من دون كل تلاميذهما

والمحفوظ قصة جليبيب وهي مختلفة عدة اختلافات عن قصة سعد الأسود الأسلمي فلا ذكر فيها لسواد جليبيب ولا لإعانة الصحابة له على المهر مع فروق أخرى

قال أحمد في مسنده 19784 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ كِنَانَةَ بْنِ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيِّ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الْأَسْلَمِيِّ، أَنَّ جُلَيْبِيبًا كَانَ امْرَأً يَدْخُلُ عَلَى النِّسَاءِ، يَمُرُّ بِهِنَّ وَيُلَاعِبُهُنَّ فَقُلْتُ لِامْرَأَتِي: لَا يَدْخُلَنَّ عَلَيْكُمْ جُلَيْبِيبٌ؛ فَإِنَّهُ إِنْ دَخَلَ عَلَيْكُمْ، لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَنَّ. قَالَ: وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ إِذَا كَانَ لِأَحَدِهِمْ أَيِّمٌ لَمْ يُزَوِّجْهَا حَتَّى يَعْلَمَ هَلْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا حَاجَةٌ؟ أَمْ لَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: «زَوِّجْنِي ابْنَتَكَ» . فَقَالَ: نِعِمَّ وَكَرَامَةٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَنُعْمَ عَيْنِي. قَالَ: «إِنِّي لَسْتُ أُرِيدُهَا لِنَفْسِي» . قَالَ: فَلِمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «لِجُلَيْبِيبٍ» .: قَالَ: فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُشَاوِرُ أُمَّهَا فَأَتَى أُمَّهَا فَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ ابْنَتَكِ. فَقَالَتْ: نِعِمَّ. وَنُعْمَةُ عَيْنِي. فَقَالَ: إِنَّهُ لَيْسَ يَخْطُبُهَا لِنَفْسِهِ إِنَّمَا يَخْطُبُهَا لِجُلَيْبِيبٍ. فَقَالَتْ: أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ أَجُلَيْبِيبٌ إنية؟ لَا. لَعَمْرُ اللَّهِ لَا  نُزَوَّجُهُ. فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَقُومَ لِيَأْتِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيُخْبِرَهُ بِمَا قَالَتْ أُمُّهَا: قَالَتِ الْجَارِيَةُ: مَنْ خَطَبَنِي إِلَيْكُمْ؟ فَأَخْبَرَتْهَا أُمُّهَا فَقَالَتْ: أَتَرُدُّونَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرَهُ؟ ادْفَعُونِي؛ فَإِنَّهُ لَمْ يُضَيِّعْنِي. فَانْطَلَقَ أَبُوهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: شَأْنَكَ بِهَا فَزَوَّجَهَا جُلَيْبِيبًا قَالَ: فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ لَهُ. قَالَ: فَلَمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ قَالَ لِأَصْحَابِهِ: «هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: نَفْقِدُ فُلَانًا وَنَفْقِدُ فُلَانًا. قَالَ: «انْظُرُوا هَلْ تَفْقِدُونَ مِنْ أَحَدٍ؟» قَالُوا: لَا. قَالَ: «لَكِنِّي أَفْقِدُ جُلَيْبِيبًا» . قَالَ: «فَاطْلُبُوهُ فِي الْقَتْلَى» . قَالَ: فَطَلَبُوهُ فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَا هُوَ ذَا إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً وَقَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ. هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، ثُمَّ وَضَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَاعِدَيْهِ وَحُفِرَ لَهُ مَا لَهُ سَرِيرٌ إِلَّا سَاعِدَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ وَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ، وَلَمْ يُذْكَرْ أَنَّهُ غَسَّلَهُ. قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ مِنْهَا. وَحَدَّثَ إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ثَابِتًا قَالَ: هَلْ تَعْلَمْ مَا دَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ صُبَّ عَلَيْهَا الْخَيْرَ صَبًّا، وَلَا تَجْعَلْ عَيْشَهَا كَدًّا كَدًّا» . قَالَ فَمَا كَانَ فِي الْأَنْصَارِ أَيِّمٌ أَنْفَقَ  مِنْهَا. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: مَا حَدَّثَ بِهِ فِي الدُّنْيَا أَحَدٌ إِلَّا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ مَا أَحْسَنَهُ مِنْ حَدِيثٍ
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي