الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال يحيى بن سلام في تفسيره حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُوَيْمِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ
بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْبَرْقَ أَوِ الْوَدْقَ فَلا يُشِرْ إِلَيْهِ
وَلْيَنْعَتْ»
إبراهيم بن محمد هو الكذاب المعروف غير أن
الشافعي احتج بخبره وعضده بفعل الناس
قال الشافعي رحمه الله في الأم - رَحِمَهُ
اللَّهُ تَعَالَى -: أَخْبَرَنَا مَنْ لَا أَتَّهِمُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ " إذَا رَأَى
أَحَدُكُمْ الْبَرْقَ أَوْ الْوَدْقَ فَلَا يُشِيرُ إلَيْهِ، وَلْيَصِفْ،
وَلْيَنْعَتْ " (قَالَ الشَّافِعِيُّ) : وَلَمْ تَزَلْ الْعَرَبُ تَكْرَهُ
الْإِشَارَةَ إلَيْهِ فِي الرَّعْدِ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ أَخْبَرَنَا
الشَّافِعِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يَقُولُ: الرَّعْدُ
مَلَكٌ، وَالْبَرْقُ أَجْنِحَةُ الْمَلَكِ يَسُقْنَ السَّحَابَ (قَالَ
الشَّافِعِيُّ) : مَا أَشْبَهَ مَا قَالَ مُجَاهِدٌ بِظَاهِرِ الْقُرْآنِ،
أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ مَا سَمِعْت بِأَحَدٍ ذَهَبَ الْبَرْقُ
بِبَصَرِهِ كَأَنَّهُ ذَهَبَ إلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَكَادُ
الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} [البقرة: 20]
وكل الشافعية يتابعون إمامهم في هذا
حتى قال المعلمي وقد نشأ نشأة شافعية كما
في مجموعة آثاره ( 24/198) :" حديث الشافعي (5) عن عروة أنه قال: "إذا
رأى أحدكم البرق أو الوَدْقَ فلا يشر إليه".
لعل السلف - والله أعلم - كرهوا الإشارة
إلى المطر فرارًا من التشبه بقوم هود إذ قالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف:
24]"
فإن قيل : كيف يحتج الشافعي بقول عروة بن
الزبير ؟
فيقال : هذه هي المنهجية السلفية التي لا
يفهمها كثير من المتأخرين فالشافعي احتج بمثل هذا لخصوصية في عروة وهي أنه ابن
صحابي وأمه صحابية وجده صحابي وأخوه صحابي ، ثم إنه ما أنكر عليه أحد والشافعي عضد
قوله بفعل الناس
على أن أثر عروة هذا فيه الأسلمي وهو كذاب
ولكن الشافعي كان يصدقه ، وما ذكره الشافعي من كراهية العرب في هذا الباب هو ما
ينبغي أن ينظر له
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم