الخميس، 7 مايو 2015

لطيفة فقهية : كراهية الإشارة إلى المطر والبرق في مذهب الشافعي



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال يحيى بن سلام في تفسيره حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُوَيْمِرٍ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الْبَرْقَ أَوِ الْوَدْقَ فَلا يُشِرْ إِلَيْهِ وَلْيَنْعَتْ»

إبراهيم بن محمد هو الكذاب المعروف غير أن الشافعي احتج بخبره وعضده بفعل الناس

قال الشافعي رحمه الله في الأم - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: أَخْبَرَنَا مَنْ لَا أَتَّهِمُ قَالَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ " إذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الْبَرْقَ أَوْ الْوَدْقَ فَلَا يُشِيرُ إلَيْهِ، وَلْيَصِفْ، وَلْيَنْعَتْ " (قَالَ الشَّافِعِيُّ) : وَلَمْ تَزَلْ الْعَرَبُ تَكْرَهُ الْإِشَارَةَ إلَيْهِ فِي الرَّعْدِ، أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ قَالَ أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ أَنَّ مُجَاهِدًا كَانَ يَقُولُ: الرَّعْدُ مَلَكٌ، وَالْبَرْقُ أَجْنِحَةُ الْمَلَكِ يَسُقْنَ السَّحَابَ (قَالَ الشَّافِعِيُّ) : مَا أَشْبَهَ مَا قَالَ مُجَاهِدٌ بِظَاهِرِ الْقُرْآنِ، أَخْبَرَنَا الثِّقَةُ عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ قَالَ مَا سَمِعْت بِأَحَدٍ ذَهَبَ الْبَرْقُ بِبَصَرِهِ كَأَنَّهُ ذَهَبَ إلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} [البقرة: 20]

وكل الشافعية يتابعون إمامهم في هذا

حتى قال المعلمي وقد نشأ نشأة شافعية كما في مجموعة آثاره ( 24/198) :" حديث الشافعي (5) عن عروة أنه قال: "إذا رأى أحدكم البرق أو الوَدْقَ فلا يشر إليه".
لعل السلف - والله أعلم - كرهوا الإشارة إلى المطر فرارًا من التشبه بقوم هود إذ قالوا: {هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا} [الأحقاف: 24]"

فإن قيل : كيف يحتج الشافعي بقول عروة بن الزبير ؟

فيقال : هذه هي المنهجية السلفية التي لا يفهمها كثير من المتأخرين فالشافعي احتج بمثل هذا لخصوصية في عروة وهي أنه ابن صحابي وأمه صحابية وجده صحابي وأخوه صحابي ، ثم إنه ما أنكر عليه أحد والشافعي عضد قوله بفعل الناس

على أن أثر عروة هذا فيه الأسلمي وهو كذاب ولكن الشافعي كان يصدقه ، وما ذكره الشافعي من كراهية العرب في هذا الباب هو ما ينبغي أن ينظر له
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم