الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
قال الطبري في تفسيره :" وهذه
الأقوال، وإن كانت غير بعيدات المعنى مما تحتمله الآية من التأويل، فإن تأويل أهل
التأويل من علماء سلف الأمة بخلافها، فلذلك لم نستجز صرف تأويل الآية إلى معنى
منها"
فعلق محمود شاكر بقوله :" ليت من
تهور من أهل زماننا، فاجترأ على جعل كتاب ربه منبعا يستقى منه ما يشاء لأهوائه
وأهواء أصحاب السلطان - سمع ما يقول أبو جعفر، فيما تجيزه لغة العرب، فكيف بما هو
تهجم على كلام ربه بغير علم ولا هدى ولا حجة؟ اللهم إنا نبرأ إليك منهم، ونستعيذ
بك أن نضل على آثارهم"
وهذا كلام جليل من الرجلين
ويتأكد هذا في الأخبار الغيبية التي
يتوارد عليها أهل التفسير ويجمعون عليها ويدفعها المتأخرون بسهولة
كالوارد في هم يوسف وهاروت وماروت وأن
إبليس كان من الملائكة وقصة سليمان مع الجني الذي تشكل بشكله وقصة الغرانيق ورفع
إدريس وغيرها
مما وجد في أهل عصرنا من ينكرها مع اتفاق
عامة أهل التأويل عليها
وقد تكلمت على هذا الأمر في تقويم
المعاصرين
ومن كلمات الطبري الرائقة قوله :" حَسَرْتُ
كَفِّي عَنِ السِّربالِ آخُذُهُ ... فَرْدًا يُجَرُّ عَلى أيْدِي المُفَدّينا (2)
يريد: حسرت السربال عن كفي، ونحو ذلك من
المقلوب، وفي إجماع أهل التأويل على خلاف هذا القول، الكفاية المغنية عن الاستشهاد
على فساده بغيره"
فجعل مجرد مخالفته لكلام السلف دليلاً على
فساده
وكان الطبري يدفع ما ينفرد به الحسن أو
مجاهد أو السدي إذا خالفه البقية ويستدل على فساد قوله بمخالفة البقية له فكيف بمن
هو دونهم
وهذه قاعدة جيدة في الرد على المعطلة وإن كانت عامة تحريفاتهم لا تحتملها اللغة أصلاً
وأما محمود شاكر فيشكو أقواماً جعلوا كتاب الله منبعاً للاشتراكية لما ازدهرت ثم للديمقراطية لما ازدهرت واليوم للإنسانية ومباديء الماسونية لما طغت بالتحريف والاجتزاء ومخالفة السلف حتى ظهر من يقول أن اليهود والنصارى ليسوا كفاراً !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم