الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد قال الأول
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت *** أتاح
لها لسان حسود
وإن فضائل علماء الحديث طويت وجعلها
كثيرون فأتاح الله أمثال الزنديق عدنان إبراهيم يتكلمون فيهم لنبرز للناس قوة
حذقهم وفقههم وتدجيل المعترضين وتدليسهم
فمن ذلك ما يذكره عدنان إبراهيم من أن
حريز بن عثمان وهو عالم معروف على حد تعبير عدنان يقول بأن حديث أنت مني بمنزلة
هارون من موسى صوابه أنت مني بمنزلة قارون من موسى
ثم يعلق عدنان بأن هذا الراوي كيف يوثق
وهو ناصبي ويكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
فيقال : عدنان إبراهيم من أكثر الناس
تشككاً بالنقل حتى أنه لينكر المتواترات كعذاب القبر والرجم والدجال وغيرها فكيف
يصدق أي شيء يجده عن راو دون أن ينظر في سنده
ألا يخالف هذا الأسس العلمية ؟
فإنه لا يجوز اتهام مسلم بشيء دون بينة
ومجرد ذكر الشيء في الكتب لا يجعله صحيحاً
خصوصاً إذا صح عنه ما يناقضها
فالخبر الذي اعتمده عدنان روى الْخَطِيب فِي تَارِيخه من طَرِيق عبد
الْوَهَّاب بن الضَّحَّاك عَن اسماعيل بن عياش قَالَ سَمِعت حريز بن عُثْمَان
قَالَ هَذَا الَّذِي يرويهِ النَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ سولم قَالَ
لعَلي
أَنْت مني بمنزل هَارُون من مُوسَى حق
وَلَكِن أَخطَأ السَّامع قلت فَمَا هُوَ فَقَالَ انما هُوَ
أَنْت مني بِمَنْزِلَة قَارون من مُوسَى
قلت عَمَّن ترويه قَالَ سَمِعت الْوَلِيد بن عبد الْملك يَقُوله وَهُوَ على
الْمِنْبَر قَالَ الْخَطِيب عبد الْوَهَّاب بن الضَّحَّاك كَانَ مَعْرُوفا
بِالْكَذِبِ فَلَا يَصح الِاحْتِجَاج بقوله
فها أنت ترى أن الخطيب البغدادي نبه بعد
هذه الرواية أنها لا تصح عن حريز وأنها من طريق عبد الوهاب بن الضحاك الكذاب
المعروف !
فهنا عدنان الذي يكذب الثقات يعتمد رواية
كذاب !
وليعلم أن حريز بن عثمان اختلفوا في
ناصبيته وقد برأه كثيرون من ذلك وللأخ حمود الكثيري بحث في هذه المسألة وقد نقل
عنه نصوصاً تنص على أنه يبرأ من سب علي بن أبي طالب
قال ابن معين في تاريخه برواية الدوري عنه:
سمعت يحيى يقول سمعت على بن عياش يقول
سمعت حريز بن عثمان الرحبي يقول لرجل ويحك أما تتقي الله تزعم أني شتمت عليا لا
والله ما شتمت عليا قط.
-قال العقيلي: حدثنا محمد بن إسماعيل قال:
حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال: حدثنا شبابة قال: سمعت حريز بن عثمان قال له رجل:
يا أبا عمر بلغني أنك لا تترحم على علي قال: فقال له: اسكت ما أنت وهذا، ثم التفت
إلي فقال: رحمه الله مائة مرة.
قلت: إسناده صحيح.
قال ابن معين في تاريخه من رواية الدوري:حدثنا
محمد قال: حدثنا عباس قال: سمعت يحيى قال: سمعت علي بن عياش يقول: سمعت حريز بن
عثمان يقول لرجل: ويحك تزعم أني أشتم عليا، والله ما شتمت عليا قط
- قال الخطيب البغدادي:قال: أخبرنا
البرقاني، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قال: أخبرنا الحسين بن
إدريس، قال: أخبرنا ابن عمار، قال: حريز بن عثمان يتهمونه أنه كان يتنقص عليا،
ويروون عنه ويحتجون بحديثه وما يتركونه
قلت:إسناده صحيح البرقاني وهو أحمد بن
محمد بن أحمد بن غالب مترجم في تاريخ الخطيب وغيرها من كتب التراجم قال عنه الخطيب:ثقة
ومحمد الهروي انظر ترجمته في تاريخ
الإسلام للذهبي(8/380) فقد ذكر عن السمعاني أنه قال :شيخ ثقة والحسين بن إدريس
المشهور بابن خرم ثقة تُكلم فيه بغير حجة انظر اللسان(3/147)، وابن عمار هو هشام
هو السلمي المعروف صدوق انظر التقريب.
وهشام بن عمار لم يرو عن حريز.
- قال عبد الله في معرفة العلل والرجال(2/347):
سمعته يقول: سعيد بن عبد العزيز فوق صفوان بن عمرو فقلت له: فوق صفوان قال: نعم
قلت فحريز بن عثمان الرحبي قال: سعيد فوقه قلت له فهو فوق صفوان أعني حريزاً قال
نعم حريز فوق صفوان قلت فالأوزاعي قال هؤلاء كلهم ثقات وابن جابر معهم يعني عبد
الرحمن بن يزيد بن جابر.
أقول:وهذا توثيق رفيع الدرجة من الإمام
أحمد بل ظاهر كلامه رحمه الله قرنه مع الأوزاعي الإمام السني ولم يذكر رحمه الله
النصب فيبدو أنه لم يثبت عند الإمام أحمد ذلك عنه.
وقد ورد عن الإمام أحمد نفي للبدعة عن
حريز ولكن ليست بدعة النصب بل القدر؛قال أبو داود في سؤالاته[288]: سمعت أحمد وذكر
له حريز وأبو بكر بن أبي مريم وصفوان فقال ليس فيهم مثل حريز ليس أثبت منه ولم يكن
يرى القدر
هذا مستفاد من بحث الأخ ومن أراد المزيد
فليراجع بحث أخينا حمود
وليعلم أن حريز بن عثمان ليس له في
البخاري إلا حديثين فقط !
وليس له في مسلم أي حديث
أما حديثيه اللذين في البخاري
فقال البخاري في صحيحه 3509 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ
الوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ
النَّصْرِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ وَاثِلَةَ بْنَ الأَسْقَعِ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الفِرَى أَنْ
يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ يُرِيَ عَيْنَهُ مَا لَمْ تَرَ،
أَوْ يَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ
يَقُلْ»
وهذا الحديث لم ينفرد به حريز بل تابعه
1_عبد الوهاب بن بخت وحديثه في مسند
الشافعي
2_ سعيد بن أبي أيوب وحديثه عند الخرائطي
في مساويء الأخلاق
وروى هذا الحديث عن واثلة أيضاً ربيعة بن
يزيد وحديثه عند أحمد في المسند
وهناك طرق أخرى وشاهد من حديث ابن عمر في
أمر الرؤيا وشواهد متواترة في أمر الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم والحديث في
النهي عن الكذب فهو موافق لمقاصد الشريعة العامة مع صحة إسناده والرؤيا جزء من
النبوة فناسب أن يكون الكذب فيها مقروناً بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
فهذا خبر مقطوع بصحته
وأما الحديث الثاني فقال البخاري 3546 - حَدَّثَنَا
عِصَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَ
اللَّهِ بْنَ بُسْرٍ صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: أَرَأَيْتَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ شَيْخًا؟ قَالَ: «كَانَ فِي
عَنْفَقَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ»
وهذا خبر في صفة النبي صلى الله عليه وسلم
الخلقية وما ذكره توبع عليه من كل من وصف النبي صلى الله عليه وسلم
قال البخاري في صحيحه 3547 - حَدَّثَنِي
ابْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ خَالِدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: سَمِعْتُ
أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَصِفُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «كَانَ
رَبْعَةً مِنَ القَوْمِ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلاَ بِالقَصِيرِ، أَزْهَرَ
اللَّوْنِ لَيْسَ بِأَبْيَضَ، أَمْهَقَ وَلاَ آدَمَ، لَيْسَ بِجَعْدٍ قَطَطٍ،
وَلاَ سَبْطٍ رَجِلٍ أُنْزِلَ عَلَيْهِ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ، فَلَبِثَ
بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ،
وَقُبِضَ وَلَيْسَ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعَرَةً بَيْضَاءَ» قَالَ
رَبِيعَةُ: «فَرَأَيْتُ شَعَرًا مِنْ شَعَرِهِ، فَإِذَا هُوَ أَحْمَرُ فَسَأَلْتُ
فَقِيلَ احْمَرَّ مِنَ الطِّيبِ»
والحقيقة التي لا يريد عدنان إخبار الناس
بها بل لعله يجهلها والإنصاف أن تذكر أن البخاري وغيره من المحدثين احتجوا بأخبار
الرواة الشيعة المفضلة أكثر من احتجاجهم بأخبار النواصب بل لم يحتج البخاري بخبر
انفرد به ناصبي
فالشيعة الذي يفضلون علياً على عثمان
وتشيعهم متفاوت كعبيد الله بن موسى والأعمش وأبي إسحاق السبيعي وخالد بن مخلد
وغيرهم كثير من الكوفيين أسانيدهم تملأ الصحيح
وقد احتج الأئمة بأحاديث علي بن الحسين
وأحاديث محمد بن علي الباقر ولم يحتج أحد بأحاديث يزيد بن معاوية أو عبد الملك بن
مروان أو نظرائهم
وفضائل أهل البيت تملأ الكتب
وهذا فقط لإسقاط تلك الدعاوى التافهة التي
يرددها الجهلة بالسنة كعدنان وحسن المالكي وغيرهم ممن لا يفهم شيئاً في هذا العلم
والعجيب أنهم يصدقون أي رواية باطلة توافق
هواهم ويكذبون بالصحيح الثابت
ومن الجهل العظيم قول عدنان إبراهيم في
حديث سحر النبي أن فيه تفرداً غريباً
والواقع أن الحديث ليس فيه تفرد في أي
طبقة من طبقاته
وإليك تفصيل الأمر
فحديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم رواه
صحابيان
عائشة وزيد بن أرقم
فأما حديث عائشة فمداره على هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة
وقد رواه عن هشام بن عروة جمع يبلغون
التواتر وهم
1_ يحيى بن سعيد القطان وحديثه عند أحمد
في المسند (24237)
2_ عيسى بن يونس وحديثه عند البخاري في
الصحيح (3268) وإسحاق راهوية في مسنده ( وهو شيخ البخاري ) والنسائي في الكبرى
3_ حماد بن أسامة وحديثه عند البخاري في
الصحيح (5766) وأحمد في مسنده (24348)
4_ أنس بن عياض وحديثه عند البخاري في
الصحيح (6391)
5_ عبد الله بن نمير وحديثه عند ابن ماجه
في سننه (3545) وابن حبان في صحيحه (6583) وأحمد في مسنده وابن أبي شيبة في المصنف
6_ سفيان بن عيينة وحديثه عند الشافعي في
مسنده (289) والحميدي في مسنده
7_ معمر بن راشد وحديثه عند أحمد في
المسند (24347)
8_ وهيب بن خالد وحديثه عند أحمد في مسنده
(24650)
9_ الليث بن سعد وحديثه في فوائد ابن مندة
التي انتقاها من عوالي الليث
أقول : هؤلاء جميعاً ثقات وهم من بلدان
شتى ففيهم الكوفي والبصري والمصري والمكي وأحاديثهم مبثوثة في مصادر شتى وليس
بينها أي تناقض
فكأن هشام بن عروة يحدثك مباشرة
ومن هو هشام بن عروة
هو هشام بن عروة بن الزبير جده الزبير
المبشر بالجنة وجدته أسماء بنت أبي بكر ابنة الصديق وخالة أبيه عائشة زوج النبي
صلى الله عليه وسلم اتفقت الأمة على تزكيته وروى عنه جميع الناس من العراقيين
والحجازيين والشاميين والمصريين واحتجوا بأحاديثه
وهو هنا يحكي قصة لم يمكن أن تنسى
وقد اعتضد خبره بعواضد
أولها رواية بقية إخواته لهذا الخبر
قال البخاري في صحيحه 5765 - حَدَّثَنِي
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُيَيْنَةَ، يَقُولُ: أَوَّلُ
مَنْ حَدَّثَنَا بِهِ ابْنُ جُرَيْجٍ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي آلُ عُرْوَةَ، عَنْ
عُرْوَةَ، فَسَأَلْتُ هِشَامًا، عَنْهُ، فَحَدَّثَنَا عَنْ أَبِيهِ، عَنْ
عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
فذكر حديث السحر وكذا ذكره الحميدي شيخ
البخاري في مسنده باللفظ نفسه
والعاضد الثاني اعتضد بمرسل الزهري فقد
شهد الزهري على النبي صلى الله عليه وسلم أنه سحره بعض أهل الذمة فلم يفعل بهم
شيئاً
والعاضد الثالث حديث زيد بن أرقم
قال أحمد في مسنده 19267 - حَدَّثَنَا
أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: " سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، قَالَ: فَاشْتَكَى لِذَلِكَ أَيَّامًا، قَالَ: فَجَاءَهُ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: إِنَّ رَجُلًا مِنَ الْيَهُودِ سَحَرَكَ،
عَقَدَ لَكَ عُقَدًا فِي بِئْرِ كَذَا وَكَذَا، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا مَنْ يَجِيءُ
بِهَا، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ، فَاسْتَخْرَجَهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَحَلَّهَا. قَالَ: فَقَامَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنَّمَا نُشِطَ مِنْ عِقَالٍ "،
فَمَا ذَكَرَ لِذَلِكَ الْيَهُودِيِّ، وَلَا رَآهُ فِي وَجْهِهِ قَطُّ حَتَّى
مَاتَ
ورواه عن أبي معاوية جمع منهم أبو بكر بن
أبي شيبة
فإن قيل : ألا يعارض هذا الحديث القرآن
حيث يزعم المشركون أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مسحوراً
فيقال : معارضة القرآن لا يمكن أن تخفى
على كل هؤلاء الأئمة وهم أعلم بالقرآن منا ، والوارد في الآية أن النبي صلى الله
عليه وسلم مسحور يعني كان ولا يزال والوارد في الحديث أنه سحر وشفي ، ثم إن السحر
الذي تكلم عنه المشركون هو السحر المؤثر على العقل بحيث يصير المرء مجنوناً لا
يدري ما يقول والسحر الوارد في الحديث ليس كذلك وإنما كان يخيل إليه أنه يفعل
الشيء ولم يفعله من أمر دنياه ولم يؤثر ذلك على الوحي بشيء وكل من له معرفة بالسحر
يعرف أنه متفاوت في أثره على الناس وكان النبي صلى الله عليه وسلم في عقله ويعي ما
يقول
وإلا فقد جاء في القرآن ( يخيل إليه من
سحرهم أنها تسعى ) فهذا نبي الله موسى سحر بصره فكشف الله ذلك عنه فليس الأنبياء
بمعصومين من أن يصيبهم ضرر المشركين ولكنهم عصموا من أن يصيبهم الضرر الذي يمنع من
بلوغ الوحي عمن أراد الله أن يبلغه
وقد قتل بعض الأنبياء وعذبوا وسموا
وقد قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث :"
وَمِنْ قَبْلِ ذَلِكَ، مَا جَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ السَّبِيلَ عَلَى النَّبِيِّينَ.
وَالسِّحْرُ أَيْسَرُ خَطْبًا مِنَ
الْقَتْلِ وَالطَّبْخِ وَالتَّعْذِيبِ"
وهناك أجوبة عديدة في هذا الباب جمعها عدة
فلتراجع
وليعلم أن الله عز وجل قد ابتلى نبيه صلى
الله عليه وسلم في ذاته بابتلاءات عظيمة ليبلغ في ذلك منزلة أراد له بلوغها وليكون
أسوة لمن بعده
فابتلي بتكذيب المشركين وتسليط سفهائهم
عليه وهجائهم له بالشعر ومقاطعتهم لقومه وتطليق بناته وتعذيب أصحابه ثم ابتلي
بالهجرة ومجاهدة أعداء الدين وما حصل له في أحد من شج رأسه وكسر رباعيته وما حصل
لأصحابه في بئر معونة من الغدر وحادثة الإفك وأذية المنافقين وغدر اليهود وما حصل
يوم الخندق وفقده لحمزة وجعفر وزيد وغيرهم من أصحابه ، ثم أذيته بالسم والسحر من
اليهود كل هذا حتى لا يبقى بلاء يصابه المرء في ذات الله عز وجل إلا وقد سبقه إليه
خير خلق الله فإذا أصابه شيء من ذلك لم يظن هذا حصل لهوانه على الله بل أكرم خلق
الله على الله أصابه ذلك
ومن جهل أتباع عدنان إبراهيم رأيت أحدهم
يزعم أن كعب الأحبار من رجال البخاري ومن يقرأ يظن أن كعباً رحمه الله له أحاديث
في البخاري والواقع أنه ذكر في البخاري في بعض الحوادث وليس له أي حديث في صحيح
البخاري !
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم