مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: من عيون حكايات العفو : ثامنوني فيه وتركته لوجهك

من عيون حكايات العفو : ثامنوني فيه وتركته لوجهك



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

جاء في سؤالات ابن محرز  قال علي _ يعني ابن المديني _  فقلت لسفيان أن ابن مهدي حدثنا بهذا الحديث عن نعيم التميمي عن عاصم فقال سفيان وأنا ايضا إنما سمعته من نعيم التميمى قال علي

ثم قال لى سفيان تدري ما كانت قصة نعيم التميمي هذا كان قد قتل رجلا ثم انه قد تقشف بعد فجاء إلى ولي المقتول فقال إني قتلت فلانا فدونك فاقتص قال فقال له الولي لست اقتلك إلا عند السلطان قال فمضى معه إلى السلطان قال فقال السلطان اعف عنه ولك دية قال لا افعل قال اعف عنه ولك ديتان قال لا أفعل قال اعف عنه ولك ثلاث ديات قال لا افعل قال فخلى بينه وبينه فذهب به ليقتله فلما أوقفه ورأى صبره رفع الولى رأسه إلى السماء فقال اللهم ان هؤلاء ثامنونى فى دية هذا وانى قد تركته لوجهك قال فمضى نعيم فاحتفر لنفسه قبرا فكان اذا كان الليل دخله فلم يزل فيه احسبه قال يبكى ويدعو ويتضرع حتى إذا طلع الفجر واذن المؤذن قال لبيك يارب ثم خرج الى الصلاة.

أقول : تأمل رفع رأسه إلى السماء لما استقر في الفطر أن الله في السماء _ يعني في العلو _ 

وهذا العافي يرجى له ما في قوله تعالى : ( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )

قال الخرائطي في مكارم الأخلاق  378 - حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي يَوْمًا: إِنَّ فَضْلًا الْأَنْمَاطِيَّ جَاءَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: " اجْعَلْنِي فِي حِلٍّ قَالَ: لَا جَعَلْتُ أَحَدًا فِي حِلٍّ أَبَدًا، قَالَ: فَتَبَسَّمَ، فَلَمَّا مَضَتْ أَيَّامٌ قَالَ: يَا بُنَيَّ، مَرَرْتُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40] ، فَنَظَرْتُ فِي تَفْسِيرِهَا، فَإِذَا هُوَ: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ قَامَ مُنَادٍ، فَنَادَى: لَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ كَانَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ، فَلَا يَقُومُ إِلَّا مَنْ عَفَا، فَجَعَلْتُ الْمَيِّتَ فِي حِلٍّ مِنْ ضَرْبِهِ إِيَّايَ ثُمَّ جَعَلَ يَقُولُ: وَمَا عَلَى رَجُلٍ أَلَّا يُعَذِّبَ اللَّهُ بِسَبَبِهِ أَحَدًا "
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي