مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: محمد إلياس إمام التبليغ تلقى الطريقة في المنام !

محمد إلياس إمام التبليغ تلقى الطريقة في المنام !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

جاء في كتاب ملفوظات مولانا محمد إلياس ص51 :" في هذه الأيام تلقى علي العلوم الصحيحة في المنام ، فحاولوا أن يأتيني النوم كثيراً وكاشفت على هذه الطريقة في التبليغ في المنام أيضاً "

أقول : هذا هو محمد إلياس مؤسس جماعة التبليغ وقد كان ماتردياً جهمياً ، دينوبنديا قبورياً جشتياً خرافياً

وانظر العجب إذ يتلقى هذا العلم في المنام !

وما فاز إلا النوم !

بل يجتهد في أن يأتيه النوم الكثير ليتعلم أكثر

والمنامات ما هي إلا مبشرات لا مشرعات وهؤلاء هم الصحابة والتابعون وعلماء المسلمين بل وأهل البدع كلهم كان يجتهد في تحصيل العلم لا أحد منهم يتكل على النوم

وقد كان الأخيار من أولياء الله عز وجل يرحلون في طلب الحديث

والعجيب أن متقدمي الصوفية كانوا أهل سهر وقلة نوم فانقلب الحال في هؤلاء الخلوف

وإذا كان عمر بن الخطاب المحدث الملهم قد احتاج إلى علم غيره من الصحابة كما في حديث الاستئذان وحديث توريث المرأة من دية زوجها وفي حادثة الطاعون فكيف بمن هو دونه

ويأتي هو الخرافيون في آخر الزمان ويحدث طريقة في التبليغ وكأن النبي والصحابة ما كانوا كيف يبلغون الناس وكيف يرجعون بهم إلى الدين ويتستر على إحداثه في الدين الذي لم يأخذه من النص الواضح ولا من مسالك السلف بالتمسح بالمنامات

وقد قال النووي الأشعري في شرح مسلم وهو معتمد عندهم  :" فَإِنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ رُؤْيَتَهُ صَحِيحَةٌ وَلَيْسَتْ مِنْ أَضْغَاثِ الْأَحْلَامِ وَتَلْبِيسِ الشَّيْطَانِ وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ إِثْبَاتُ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ بِهِ لِأَنَّ حَالَةَ النَّوْمِ لَيْسَتْ حَالَةَ ضَبْطٍ وَتَحْقِيقٍ لِمَا يَسْمَعُهُ الرَّائِي وَقَدِ اتَّفَقُوا عَلَى أَنَّ مِنْ شَرْطِ مَنْ تُقْبَلُ رِوَايَتُهُ وَشَهَادَتُهُ أَنْ يَكُونَ مُتَيَقِّظًا لَا مغفلا ولا سىء الْحِفْظِ وَلَا كَثِيرَ الْخَطَأِ وَلَا مُخْتَلَّ الضَّبْطِ وَالنَّائِمُ لَيْسَ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَلَمْ تُقْبَلْ رِوَايَتُهُ لِاخْتِلَالِ ضَبْطِهِ هَذَا كُلُّهُ فِي مَنَامٍ يَتَعَلَّقُ بِإِثْبَاتِ حُكْمٍ عَلَى خِلَافِ مَا يَحْكُمُ بِهِ الْوُلَاةُ أَمَّا إِذَا رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُهُ بِفِعْلِ مَا هُوَ مَنْدُوبٌ إِلَيْهِ أَوْ يَنْهَاهُ عَنْ مَنْهِيٍّ عَنْهُ أَوْ يُرْشِدُهُ إِلَى فِعْلِ مَصْلَحَةٍ فَلَا خِلَافَ فِي اسْتِحْبَابِ الْعَمَلِ عَلَى وَفْقِهِ لِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ حُكْمًا بِمُجَرَّدِ الْمَنَامِ"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: [الرؤيا المحضة التي لا دليل على صحتها لا يجوز أن يثبت بها شيء بالاتفاق.] مجموع الفتاوى 27/457

وقال ابن حزم الظاهري[ الشرائع لا تُؤْخَذ بالمنامات ] المحلى 6 / 507 .( مستفاد من بعض الأبحاث )

قال الشاطبي: [وعلى الجملة فلا يستدل بالرؤيا في الأحكام إلا ضعيف المنّة نعم يأتي المرئي تأنيساً وبشارة ونذارة خاصة بحيث لا يقطعون بمقتضاها حكماً ولا يبنون عليها أصلاً وهو الاعتدال في أخذها حسبما فهم من الشرع فيها ] الاعتصام 1/322.

ومن نظر في كتاب الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي لرأى عجباً مما ساقه عن أخيار الأمة في الرحلة الطويلة في طلب الحديث

وهذا يتلقى منهجاً كاملاً يزعم أنه سينقذ الأمة في المنام !

ولو لم يكن في هذه الجماعة سوى تعظيم هذا الرجل ونشر كتبه وإظهاره على أنه إمام مصلح كمحمد بن عبد الوهاب لكفى بها وإن كان المنتسب لهذه الجماعة ليس على عقيدته بالتفصيل خصوصاً وأنه حتى من لم يكن على عقيدة محمد إلياس في الغالب لا يجهر بمخالفته أو طرح المسائل التي تخالف اعتقاده بل ينشغل بالدعوة للفضائل

قال ابن أبي حاتم في تفسيره 6513 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ ثنا مُوسَى ابن إِسْمَاعِيلَ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كُلُوا ذَبَائِحَ نَصَارَى بَنِي تَغْلِبَ. فَإِنَّ اللَّهَ يَقُولُ:
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ فَلَوْ لَمْ يَكُونُوا مِنْهُمْ إِلا بِالْوِلايَةِ لَكَانُوا مِنْهُمْ

نصارى بني تغلب لم يتمسكوا من النصرانية بشيء سوى شرب الخمر كما يقول علي ومع ذلك رأى ابن عباس إلحاقهم بالنصارى لأنهم يوالون النصارى ويقولون عن أنفسهم نصارى

فمن والى التبليغيين وقال عن نفسه ( تبليغي ) وشاركهم في اجتماعاتهم فهو ملحق بمحمد إلياس ومن كان على شاكلته كيف لا وهو المؤسس

وقال ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة  أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ الْهَاشِمِيُّ قِرَاءَةً قَالَ: أَخْبَرَنَا الدَّارَقُطْنِيُّ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ إِسْمَاعِيل بْن بكر السكري قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيَّ يَقُولُ قلت: لأبي عبد اللَّه أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ أَرَى رَجُلا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبِدْعَةِ أَتْرُكُ كَلامَهُ قَالَ: لا أو تعلمه أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْتَهُ مَعَهُ صَاحِبُ بِدْعَةٍ فَإِنْ تَرَكَ كَلامَهُ فَكَلِّمْهُ وَإِلا فَأَلْحِقْهُ بِهِ

وأما فتيا من أفتى بالخروج معهم لمن يرى نفسه على علم فهذه فتيا على تجري على أصول أهل السنة في عدم تكثير سواد أهل البدع ومقارنتهم ولو كانت ثمة رغبة صادقة عندهم في التعلم وهم الذين يزعمون أنهم دعاة لأتوا للعلم

قال الخطيب في تاريخ بغداد (1275) -[5: 83] أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْهَمَذَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَمْرُوسٍ إِمْلاءً، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ بُدَيْلٍ الْكُوفِيَّ قَاضِينَا، قَالَ: بَعَثَ إِلَيَّ الْمُعْتَزِّ رَسُولا بَعْدَ رَسُولٍ، فَلَبِسْتُ كُمَّتِي، وَلَبِسْتُ نَعْلَيَّ طَاقٍ، فَأَتَيْتُ بَابَهُ، فَقَالَ الْحَاجِبُ: يَا شَيْخُ نَعْلَيْكَ! فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، وَدَخَلْتُ الْبَابَ الثَّانِي، فَقَالَ الْحَاجِبُ: نَعْلَيْكَ، فَلَمْ أَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَدَخَلْتُ إِلَى الثَّالِثِ، فَقَالَ: يَا شَيْخُ، نَعْلَيْكَ، فَقُلْتُ: أَبِالوَادِ الْمَقْدِسِ أَنَا فَأَخْلَعُ نَعْلَيَّ؟! فَدَخَلْتُ بِنَعْلَيَّ فَرَفَعَ مَجْلِسِي وَجَلَسْتُ عَلَى مُصَلاهُ، فَقَالَ: أَتْعَبْنَاكَ أَبَا جَعْفَرٍ؟ فَقُلْتُ: أَتْعبْتَنِي وَأَذْعَرْتَنِي، فَكَيْفَ بِكَ إِذَا سُئِلْتَ عَنِّي؟ فَقَالَ: مَا أَرَدْنَا إِلا الْخَيْرَ، أَرَدْنَا نَسْمَعُ الْعِلْمَ، فَقُلْتُ: وَتَسْمَعُ الْعِلْمَ أَيْضًا؟ أَلا جِئْتَنِي؟ فَإِنَّ الْعِلْمَ يُؤْتَى وَلا يَأْتِي.

وهم يقرأون في رياض الصالحين الأخبار الواردة ( من سلك طريقاً يلتمس به علماً ) فهلا عملوا بهذا
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي