الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد صنف أحمد بن أحمد بن شملان ويختصر
اسمه بأحمد شملان كتاباً اسمه مجموع الفوائد المنظومة
وأحمد هذا من طلبة العلم في اليمن كان من
طلبة دماج في زمان الوادعي ثم صار مدرساً وحاز تزكيات من الريمي والسالمي والرازحي
والذماري
ولذا تنشر رسائله في المواقع التي لا تقبل
إلا بتزكيات !
وله عناية بالتأليف ويكتب أموراً نافعة
غير أنه له سقطات منها ما هو ليس خاصاً به بل هو شامل لكل من على طريقته في تلك
البلاد من تعظيم لجماعة من أهل البدع خصوصاً الزيدية المتوسطة كابن الوزير
والصنعاني ، وجنوح لطريقة الظاهرية وزهد ظاهر بالآثار مع عناية عظيمة بكلام
المعاصرين
وهناك أمور تختص به هو بالذات كالتسامح
الظاهر مع بعض المعاصرين ممن يجرحهم إخوته كمحمد المختار الشنقيطي إذ ينقل عنه
كثيراً
وقد جاء في كتابه المذكور ص194 :" المسائل
الخلافية في الرؤية
وفي دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي
ما نصه : المسائل الخلافية في الرؤية : هل رأى النبي ربه في المعراج ؟ هل يرى الله
سبحانه في المنام ؟ وهل يجيز العقل رؤيته في الدنيا "
أقول : ومن جعل الغراب له دليلاً يمر به
على جيف الكلاب
محمد الحسن ولد الددو ليس من بابتكم
وأحيلك على رجل أحسب أنك ترتضيه أو على
الأقل ترتضي جرحه لاعتباره مميعاً عنده وهو عبد العزيز الريس فله شريط بعنوان ( وانكشف
غطاء محمد الحسن ولد الددو ) ، بين فيه من مخالفات هذا الرجل الشيء العظيم
ومسألة رؤية الله في المنام إجماعية وليست
خلافية
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
يرى- أي الله عز وجل- في المنام يحصل
للقلوب من المكاشفات والمشاهدات ما يناسب حالها
ومن الناس من تقوى مشاهدة قلبه حتى يظن
أنه رأى ذلك بعينه وهو غالط ومشاهدات القلوب تحصل بحسب إيمان العبد ومعرفته وصورة
مثالية اهـ. (2/336)
وقال في بيان تلبيس الجهمية (1/326) من
طبعة مجمع الملك فهد :" وإذا كان كذلك ، فالإنسان يرى ربه في المنام ويخاطبه
فهذا حقٌ في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله نفسه مثل ما رأى في المنام ، فإن
سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلاُ ، ولكن لا بد أن يكون الصورة التي
رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه ، فإن كان إيمانه وإعتقاده حقاً ، أتي من
الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك ، وإلا كان بالعكس . قال بعض المشايخ : إذا رأى
العبد ربه في صورة ، كانت تلك الصورة حجاباً بينه وبين الله . وما زال الصالحون
يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلاً ينكر ذلك "
وقال الدارمي في الرد على المريسي (2/ 738)
:" وَإِنَّمَا هَذِهِ الرُّؤْيَةُ كَانَتْ فِي الْمَنَامِ، وَفِي الْمَنَام
يُمكن رُؤْيَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى كُلِّ حَال وَفِي كل صُورَة"
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وإذا كان كذلك فالإنسان قد يرى ربه في
المنام ويخاطبه فهذا حق
في الرؤيا ولا يجوز أن يعتقد أن الله في
نفسه مثل ما رأى في المنام فإن سائر ما يرى في المنام لا يجب أن يكون مماثلا ولكن
لا بد أن تكون الصورة التي رآه فيها مناسبة ومشابهة لاعتقاده في ربه فإن كان
إيمانه واعتقاده مطابقا أتي من الصور وسمع من الكلام ما يناسب ذلك وإلا كان بالعكس
قال بعض المشايخ إذا رأى العبد ربه في صورة كانت تلك الصورة حجابا بينه وبين الله .
وما زال الصالحون وغيرهم يرون ربهم في المنام ويخاطبهم وما أظن عاقلا ينكر ذلك فإن
وجود هذا مما لا يمكن دفعه إذ الرؤيا تقع للإنسان بغير اختياره وهذه مسألة معروفة وقد
ذكرها العلماء من أصحابنا وغيرهم في أصول الدين وحكوا عن طائفة من المعتزلة وغيرهم
إنكار رؤية الله والنقل بذلك متواتر عمن رأى ربه في المنام ولكن لعلهم قالوا لا
يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام
ويكونون من فرط سلبهم ونفيهم نفوا أن تكون رؤية الله في المنام رؤية صحيحة كسائر
ما يرى في المنام فهذا مما يقوله المتجهمة وهو باطل مخالف لما اتفق عليه سلف الأمة
وأئمتها بل ولما اتفق عليه عامة عقلاء بني آدم. وليس في رؤية الله في المنام نقص
ولا عيب يتعلق به سبحانه وتعالى وإنما ذلك بحسب حال الرائي وصحة إيمانه وفساده
واستقامة حاله وانحرافه .( بيان تلبيس الجهمية 1/73)
وكذا نقل النووي والقرطبي الإجماع على
جواز ذلك فيبدو أنه مذهب الأشاعرة أيضاً
وقد ثبت عن بعض السلف رؤية الله في المنام
قال البغوي في الجعديات
1063 : حدثنا يوسف بن موسى ، نا جرير ، عن
رقبة قال :
رأيت رب العزة جل ثناؤه في المنام ، فقال : وعزتي
لأكرمن مثواه . يعني سليمان التيمي .
وهذا إسناد قوي ورقبة بن مصقلة من ثقات
المحدثين من طبقة كبار أتباع التابعين
وما روى أبو نعيم في الحلية (10/113) : سَمِعْتُ
سُلَيْمَانَ بْنَ أَحْمَدَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ شُرَيْحَ بْنَ يُونُسَ، يَقُولُ: " رَأَيْتُ
رَبَّ الْعِزَّةِ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لِي: يَا شُرَيْحُ، سَلْ حَاجَتَكَ
فَقُلْتُ: رُحْمَاكَ يُسْرٌ يُسْرٌ "
وهذا إسناد صحيح
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم