مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: باب فيما خالف فيه الزيدية زيد بن علي !

باب فيما خالف فيه الزيدية زيد بن علي !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فقد سبق لي أن كتبت أن الأثر القديم للرافضة على الزيدية وحققت أن مسند زيد بن علي إنما يروى من طريق نصر بن مزاحم الرافضي المتروك علاوة على كونه ينتهي إلى أبي خالد الواسطي الكذاب

وهو كتاب مختلق ظاهرة الصنعة عليه فأكثره أحاديث معروفة ومشهورة من طريق صحابة آخرين غير علي فيجعلها من مسند زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي !

فأين الناس عن هذا ؟

والمحدثون إذا وجدوا حديثاً من طريق علي لا يأنفون أبداً عن روايته من طريقه

وأين ذهب بقية تلاميذ علي وأبنائه بل أين ذهب الحسن

وفي أبناء علي بن الحسين محمد الباقر وهو ألصق بالعلم زيد وطال عمره أكثر منه ، وقد روى عدة مراسيل عن جده علي في مذاهب فقهية احتفى بها مالك في الموطأ احتفاءً عظيماً فكيف لو كانت عنده هذه الثروة المسندة

وعلي بن الحسين كان كثير التلاميذ ويكفيك أن من تلاميذه الزهري

فظاهر أن هذا الكتاب مختلق وفيه أخبار باطلة وألفاظ لا يحتملها ذلك العصر وبعض ما استحسنه الكذاب من الأخبار فنسبه للنبي أو علي

غير أنني هنا أورد من هذا الكتاب ما يخالفه الزيدية اليوم أو على مر عصور سابقة



1_ قال أبو خالد حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده (ع م) عن علي بن ابي طالب كرم الله وجهه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله انه سيأتي على الناس أئمة بعدي يميتون الصلاة كميتة الابدان فاذا أدركتم ذلك فصلوا الصلاة لوقتها ولتكن صلاتكم مع القوم نافلة فان ترك الصلاة عن وقتها كفر.

أقول : هذا الحديث يدل على الصبر على ائمة الجور فإذا كان من يؤخر الصلاة يصبر عليه وفي هذا أذية للناس في أديانهم ويصلى معه فأهون من ذاك الأذية في الدنيا ما لم تبلغ كفراً


ويناقض هذا الخبر ما فيه  عن زيد بن علي وسألت زيدا بن علي عليهما السلام عن السعي إلى الجمعة، فقال ليس يجب عليك السعي إلى أئمة الفسقة انما يجب عليك ان تسعى إلى أئمة الهدا،

أقول : هذا يناقض الكلام السابق لأن النبي صلى الله عليه وسلم بأمر بشهود صلاة الجماعة وهي أهون من الجمعة مع أئمة الجور الذين يميتونها



2_ وفيه عن زيد بن علي  وقال زيد بن علي (ع م) اذا حلف بشئ من صفات الله عزوجل ثم حنث فما كان من صفات الذات فعليه الكفارة وما كان من صفات الافعال فلا شئ عليه.

هنا إثبات للصفات خلافاً للجهمية والمعتزلة الذين تبعهم عامة الزيدية

3_  وفيه حدثني زيد بن علي عن ابيه عن جده عن علي (ع م) قال: لما كان عشية عرفة ورسول الله صلى الله عليه وآله واقف أقبل على الناس بوجهه، فقال مرحبا بوفد الله ثلاث مرات الذين اذا سألوا الله أعطاهم ويخلف عليهم نفقاتهم في الدنيا ويجعل لهم في الآخرة مكان كل درهم الفا الا ابشركم، قالوا بلا يارسول الله، قال فانه اذا كان في هذه العشية هبط الله سبحانه وتعالى إلى سماء الدنيا ثم أمر الله ملائكته فيهبطون إلى الارض فلو طرحت ابرة لم تسقط الا على رأس ملك، ثم يقول سبحانه وتعالى ياملائكتي انظروا إلى عبادي شعثا غبرا قد جاؤوني من اطراف الارض هل تسمعون ما قالوا، قالوا يسألونك اي رب المغفرة، قال اشهدكم اني قد غفرت لهم ثلاث مرات فافيضوا من موقفكم مغفورا لكم ما قد سلف. قال زيد بن علي (ع م) ان الله عزوجل أعظم من ان يزول ولكن هبوطه نظره سبحانه وتعالى إلى الشئ

في هذا الخبر إثبات صفة النزول ( الهبوط ) لله عز وجل يعني النزول

4_ وفي عن زيد  ونهيتكم عن زيارة القبور وذلك ان المشركين كانوا يأتونها فيعكفون عندها وينحرون عندها ويقولون هجرا من القول فلا تفعلوا كفعلهم.

كثير من الزيدية اليوم قبورية

5_ قال ابوخالد سألت زيد بن علي (ع م) عن نكاح الاكفاء فقال: الناس بعضهم أكفاء لبعض عربيهم وعجميهم وقرشيهم
وهاشميهم اذا أسلموا وآمنوا فدينهم واحد لهم ما لنا وعليهم ما علينا دماؤهم واحدة ودياتهم واحدة وفرائضهم واحدة ليس لبعضهم على بعض في ذلك فضل وقد قال الله عزوجل ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا فاذن للمؤمنين جميعا العربي والعجمي ان ينكحوا بنات المشركين جميعا عربيهم وعجميهم اذا أسلموا وقد تزوج زيد بن حارثة وهو مولى زينب بنت جحش قرشية وتزوج بلال هالة بنت عوف اخت عبدالرحمن بن عوف وتزوج رزيق مولى رسول الله صلى الله عليه وآله عمرة بنت بشر بن ابي العاص بن امية وتزوج عبدالله بن رزاح مولى معاوية بنتا لعمرو بن حريث وتزوج عمار بن ياسر اختا لعمرو بن حريث وتزوج ابومجذام ابن ابي فكيهة امرأة من بني زهرة.
قال زيد بن علي (ع م) سألنا أهل النخوة والكبر من العرب فقلنا اخبرونا عن نكاح العجمي للعربية حرام هو ام حلال، فقال بعضهم حلال وقال بعضهم حرام فقلنا لهم أرأيتم ان ولدت ولدا هل يثبت نسبه، قالوا نعم، قلنا اذا حلال لانه لو كان حراما لم يثبت نسبه ارأيتم ان طلقها قبل ان يدخل بها لها عليه نصف الصداق ارأيتم ان دخل بها هل يكون لها المسمى او مهر مثلها ارأيتم ان دخل بها هذا الاعجمي هل يحل لها ذلك الزوج الذي قد طلقها ثلاثا ارأيتم ان مات وله مال هل تؤرثونها منه ارأيتم ان رضي بهذا ابوها او اخوها هل هو جائز وباطل هذا كله جائز وهو نكاح حلال.

أقول : فزيد لا يشترط الكفاءة ، وعامة الزيدية المتأخرين يشترطون هذا بل كثير منهم يدعي أن الفاطمية التي من البطنين لا يحل لها أن تنكح غير فاطمي ولو كان هاشمياً

وفي هذا احتقار لأهل البيت من غير البطنين حيث يعتبرونهم ليسوا أكفاءً للفاطميات ، وفي هذا قطع للأرحام

وقد قال الصنعاني في سبل السلام وقد كان يعيش بين الزيدية بل هو زيدي حيث أنه خالفهم في أمور :" وَلِلنَّاسِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ عَجَائِبُ لَا تَدُورُ عَلَى دَلِيلٍ غَيْرِ الْكِبْرِيَاءِ وَالتَّرَفُّعِ، وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَمْ حُرِمَتْ الْمُؤْمِنَاتُ النِّكَاحَ لِكِبْرِيَاءِ الْأَوْلِيَاءِ وَاسْتِعْظَامِهِمْ أَنْفُسَهُمْ اللَّهُمَّ إنَّا نَبْرَأُ إلَيْك مِنْ شَرْطٍ وَلَّدَهُ الْهَوَى، وَرَبَّاهُ الْكِبْرِيَاءُ، وَلَقَدْ مُنِعَتْ الْفَاطِمِيَّاتُ فِي جِهَةِ الْيَمَنِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُنَّ مِنْ النِّكَاحِ لِقَوْلِ بَعْضِ أَهْلِ مَذْهَبِ الْهَادَوِيَّةِ إنَّهُ يَحْرُمُ نِكَاحُ الْفَاطِمِيَّةِ

إلَّا مِنْ فَاطِمِيٍّ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ذَكَرُوهُ، وَلَيْسَ مَذْهَبًا لِإِمَامِ الْمَذْهَبِ الْهَادِي - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بَلْ زَوَّجَ بَنَاتَه مِنْ الطَّبَرِيِّينَ، وَإِنَّمَا نَشَأَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْ بَعْدِهِ فِي أَيَّامِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَتَبِعَهُمْ بَيْتُ رِيَاسَتِهَا فَقَالُوا بِلِسَانِ الْحَالِ تَحْرُمُ شَرَائِفُهُمْ عَلَى الْفَاطِمِيِّينَ إلَّا مِنْ مِثْلِهِمْ، وَكُلُّ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ بَلْ ثَبَتَ خِلَافُ مَا قَالُوهُ عَنْ سَيِّدِ الْبَشَرِ كَمَا دَلَّ لَهُ: (940) - وَعَنْ «فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا: انْكِحِي أُسَامَةَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ (وَعَنْ «فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لَهَا انْكِحِي أُسَامَةَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ) وَفَاطِمَةُ قُرَشِيَّةٌ فِهْرِيَّةٌ أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، وَهِيَ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ كَانَتْ ذَاتَ جَمَالٍ وَفَضْلٍ وَكَمَال «جَاءَتْ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعْدَ أَنْ طَلَّقَهَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَفْصِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِنْهُ فَأَخْبَرَتْهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَاهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ» - الْحَدِيثَ فَأَمَرَهَا بِنِكَاحِ أُسَامَةَ مَوْلَاهُ ابْنِ مَوْلَاهُ، وَهِيَ قُرَشِيَّةٌ، وَقَدَّمَهُ عَلَى أَكْفَائِهَا مِمَّنْ ذُكِرَ، وَلَا أَعْلَمُ أَنَّهُ طَلَبَ مِنْ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيَائِهَا إسْقَاطَ حَقِّهِ"


6_ قال أبو خالد حدثني زيد بن علي عن ابيه عن جده عن علي عليهم السلام انه أتاه رجل فقال يا امير المؤمنين أكفر اهل الجمل وصفين واهل النهروان؟ قال لا، هم اخواننا بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى امر الله عزوجل.

في هذا الخبر الحكم بإسلام الخوارج وبإسلام معاوية _ رضي الله عنه _  ومن معه وهذا ما لا يقول به كثير من الزيدية

5_ وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من سب نبيا قتل ومن سب صاحب نبي جلد.

وكثير من الزيدية يقعون في عثمان إن لم يكن كلهم وأما معاوية فلا حرمة له وهذا الصنعاني وهو من أمثلهم وقع وقيعة فاجرة في النعمان بن بشير

6_ وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله اذا كان يوم القيامة يقول الله عزوجل لملك الموت: وعزتي وجلالي وارتفاعي في علوي لاذيقك طعم الموت كما أذقته عبادي.

وفي هذا إثبات صفة العلو لله عز وجل وعامة الزيدية المتأخرين جهمية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي