مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: رد الباقلاني على قول متأخري الأشاعرة في مناقضة أحاديث الصفات للعقل

رد الباقلاني على قول متأخري الأشاعرة في مناقضة أحاديث الصفات للعقل



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

فإن مما يذيعه زنادقة الأشعرية أن أحاديث الصفات تخالف العقل وأنها آحادية لهذا يردها جماعة منهم بهذا الداعي ، ومنهم من يوجب تأويلها

وقد وجدت كلاماً لإمامهم الباقلاني يصلح في الرد عليهم في هذه الجزئية

حيث ادعت المعتزلة أن أحاديث الشفاعة تخالف العقل

فأجابهم بقوله في تمهيد الأوائل ص378 :" وَقد أطبق سلف الْأمة على تَسْلِيم هَذِه الرِّوَايَة وصحتها مَعَ ظُهُورهَا وانتشارها وَالْعلم بِأَنَّهَا مروية من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ
وَلَو كَانَت مِمَّا لم تقم الْحجَّة بهَا لطعن طَاعن فِيهَا بِدفع الْعقل والسمع لَهَا على مَا يَقُوله الْمُعْتَزلَة ولكانت الصَّحَابَة أعلم بذلك وَأَشد تسرعا إِلَى إنكارها
وَلَو كَانُوا قد فعلوا ذَلِك أَو بَعضهم لظهر ذَلِك وانتشر ولتوفرت الدَّوَاعِي على إذاعته وإبدائه حَتَّى ينْقل نقل مثله وَيحل الْعلم بِهِ مَحل الْعلم بِخَبَر الشَّفَاعَة لِأَن هَذِه الْعَادة ثابته فِي الْأَخْبَار"

ويقال قياساً على هذا أحاديث الصفات رواها الناس كابراً عن كابر واشتهرت روايتها في أزمنة الصحابة والتابعين ولو كانت تخالف العقل لكان أول من يردها أئمة السلف وعلى رأسهم الصحابة ولانتشر ذلك ولتوافرت الدواعي على روايته

فهناك أحاديث يسيرة وقع فيها الخلاف كما وقع من عائشة الإنكار على بعض الروايات فروى الناس ذلك ودونوه بخلاف أحاديث الصفات فلم يذكر شيء من هذا في شأنها

وكذلك آيات الصفات في القرآن لو كان ظاهرها التشبيه أو التجسيم لتكلم بذلك السلف وعلى رأسهم الصحابة ولحذروا من إثبات ظواهرها ولأوجبوا التأويل أو التفويض  
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي