الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال ابن ماجه في سننه 3850 - حدثنا علي بن
محمد . حدثنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة عن عائشة أنها قالت يا
رسول الله أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أدعو ؟ : قال ( تقولين اللهم إنك عفو تحب
العفو فاعف عني )
وكذا رواه أحمد ( 25423 ) ط الرسالة
قال النسائي في الكبرى 10708 - أخبرنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا جعفر وهو بن سليمان عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن
عائشة قالت قلت : يا رسول الله إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال قولي
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
10709 - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال
حدثنا خالد عن كهمس عن بن بريدة عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله
عليه و سلم إن وافقت ليلة القدر ما أقول قال تقولين اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف
عني
10710 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى قال
حدثنا المعتمر قال سمعت كهمساً عن بن بريدة : أن عائشة قالت يا نبي الله . (مرسل)
قال الامام الدارقطني رحمه الله في سننه
(3/233) :" هذه كلها مراسيل ابن بريدة لم يسمع من عائشة شيئاً "
وقال البيهقي في السنن الكبرى(7/118)
:"وهذا مرسل ابن بريدة لم يسمع من عائشة"
تلاحظ أخي القاريء أن هؤلاء
الثلاثة قد أعلوا هذا الخبر بالإنقطاع بين ابن بريدة وعائشة وهذا موطن مشكل
وذلك أن ابن بريدة أدرك عائشة ولم يكن
مدلساً فما الداعي إلى هذا الحكم ، إذا لم نقل أن هؤلاء الأئمة على مذهب البخاري
في السند المعنعن ؟
الداعي والله أعلم أن ابن بريدة روى عن
عائشة بواسطة في بعض الأحاديث
قال البخاري 3287 : حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر عن عائشة رضي
الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ثم سألت رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الطاعون فأخبرني أنه عذاب يبعثه الله على من يشاء وأن الله جعله رحمة
للمؤمنين ليس من أحد يقع الطاعون فيمكث في بلده صابرا محتسبا يعلم أنه لا يصيبه
إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد.
وإدخال الراوي بينه وبين الشيخ مما يستدل
به على عدم السماع والله أعلم
قال أبوحاتم في المسيب بن رافع :"
روى عن جابر بن سمرة قليلا ولا أظنه سمع منه يدخل بينه وبينه تميم بن ظرفة "
_ انظر تهذيب التهذيب ترجمة المسيب _
أقول : فجعل الرواية بواسطة قرينةً تدل
على عدم السماع إذ لم يأتِ نصٌ في إثبات السماع وهذا هو الحال هنا
خصوصاً وأنك ترى جمعاً من كبار الأئمة
ينصون على عدم السماع
وقد جاءت رواية فيها متابعة سليمان بن
بريدة لأخيه غير أن ذكره شاذ
قال الألباني -في السلسلة الصحيحة
(7/1011):"... على أن الإمام أحمد أخرج الحديث (6/258) من الطريق المذكورة
دون تسمية ابن بريدة، وكذلك الطبراني في «الدعاء» (2/1228/916). فيبدو لي أن
الحديث حديث عبدالله، وأن ذكر (سليمان) شاذ، والله أعلم.
وكان الغرض من ذكر الحديث من روايته دفع
الإعلال بالانقطاع؛ لأن (سليمان) لم يقل فيه أحد ما قالوا في أخيه، ولكن ما دام
أنه لم يصح ذكره؛ فلم يتحقق الغرض.."
وهذا ما رجحه الدارقطني، حيث قال في العلل
(15/88، 89) :" فأما الجريري فرواه عنه الثوري، واختلف عنه:
- فقال إسحاق الأزرق عن الثوري، عن
الجريري، عن عبدالله بن بريدة، عن عائشة،
- وخالفه الأشجعي، فرواه عن الثوري، عن
علقمة بن مرثد، عن عائشة،
وقول الأزرق أصح " _ هذا والنقل
السابق عن الألباني مستفاد من أحد الأخوة _
وقال مقبل الوادعي في تتبعه لأوهام الحاكم
التي سكت عنها الذهبي (1/720 ح 1994) تعليقا على الحديث : "ينظر ، فإنهما (
يقصد الشيخ مقبل البخاري ومسلم ) لم يخرجا لسليمان عن عائشة شيئا ، كما في تحفة
الأشراف ، وينظر أسمع من عائشة أم لم يسمع ، فقد ذكر الحافظ في تهذيب التهذيب عن
الدارقطني أن أخاه عبد الله لم يسمع من عائشة وهما توأمان .ا.هـ
وقال في كتاب [ أحاديث معلةٍ ظاهرها الصحة
] ( ص 253) ما نصه : كذا قال الترمذي رحمه الله وظاهره أنه حسن بهذا الإسناد ولكن
في تهذيب التهذيب في ترجمة عبد الله بن بريدة وقال الدارقطني في كتاب النكاح من
السنن : لم يسمع من عائشة .
وقد رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (
ص 500) من حديث سليمان بن بريدة عن عائشة وما أظن سليمان سمع من عائشة فإني لم أجد
له في تحفة الأشراف إلا هذا ولم يصرح بالتحدث ثم إته قد اختلف فيه على سفيان كما
في عمل اليوم والليلة للنسائي ، ويكفي الحديث أنه لا يعلم سماع سليمان من عائشة
وقد جاء الحديث موقوفا على عائشة وفيه عبد الله بن جبير - وكان شريك مسروق على
السلسلة عن مسروق - والراوي لهذا الأثر لم أجد له ترجمة .ا.هـ. "
والخبر الموقوف الذي عناه الوادعي
ما رواه النسائي في الكبرى (10714) أخبرنا
أحمد بن سليمان قال حدثنا يزيد قال أخبرنا حميد عنعبد الله بن جبير وكان شريك
مسروق على السلسلة عن مسروق عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت لو علمت أي ليلة
ليلة القدر لكان دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية.
وعبد الله بن جبير لم أعرفه
ومع كون الخبر ضعيفاً فلا بأس من الدعاء بهذا الدعاء الحسن والسلف كانوا يتجوزون في رواية مثل هذا إذ علته ليست شديدة ومتنه ما فيه نكارة وأمر الدعاء واسع
ومع كون الخبر ضعيفاً فلا بأس من الدعاء بهذا الدعاء الحسن والسلف كانوا يتجوزون في رواية مثل هذا إذ علته ليست شديدة ومتنه ما فيه نكارة وأمر الدعاء واسع
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم