مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تنبيه حول حديث ( ناقصات عقل ودين )

تنبيه حول حديث ( ناقصات عقل ودين )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال البخاري في صحيحه  304 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ قُلْنَ بَلَى قَالَ فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ قُلْنَ بَلَى قَالَ فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا

هذا الحديث ضاق به ذرعاً كثير من الناس

وبعضهم يقول ( يا من يزعم أن النساء ناقصات عقل ودين حصل أثبتت الدراسات .............)


ولا شك أن قائل هذه العبارة جاهل أو كافر أو كلاهما لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا

وأعظم البلاء أولئك الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الدين ، ويتكلمون أثناء البحث في هذا الحديث عن تشريح خلايا المخ والوظائف العصبية

ويجهل هؤلاء أن العقل في الشرع في القلب

قال الله تعالى : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آَذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)


والحديث على ظاهره ولا داعي للتأويلات والتعسفات والكلام عن تشريح خلايا المخ

قال البخاري في صحيحه 3769 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ و حَدَّثَنَا عَمْرٌو أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ مُرَّةَ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَ

فالعقل في الشرع مرتبط بالتقوى وليس بمجرد الحفظ أو القدرة على الكلام أو الاستماع 

على أن العقل بمعنى ضبط المعلومات والذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر الشهادة ، لا يتعلق بالحفظ الأولي للمعلومة فحسب بل يتعلق بالمقدرة على عدم نسيانها ، وكذلك فهمها 

ودعوى مساواة المرأة بالرجل في هذا كله مكابرة فالأنبياء كلهم رجال وأكثر رواة الحديث الثقات رجال ولا تكاد توجد امرأة مكثرة بعد عائشة ،  وحتى الاكتشافات العلمية الحديثة عامتها مخترعوها رجال ، والتفوق المعرفي والإبداعي ظاهر

ولعبة الإحصائيات والدراسات لعبة عجيبة في هذا العصر للتشكيك بأي ثابت

فدراسة تثبت أن الملحدين أكثر تصدقاً لوجه الله ! من الموحدين

ودراسة تثبت أن المخنثين أكثر شجاعة من غيرهم !

ودراسة تثبت اللادينيين أكثر براً لوالديهم من غيرهم !

ودراسة تثبت أن الصعق بالكهرباء أنفع من الذبح الإسلامي !

عامة هذه الاحصائيات ذكرتها تهكماً ولكن هذه لغة يستخدمها كثيرون كذباً وربما كانت إحصائية مدعاة أو مكذوبة أو من جهة غير رسمية أو ضمن مخطط هدام ، وهكذا تستمر الاحصائيات المزعومة حتى يصل الأمر للتشكيك بالاحصائيات المزعومة والدراسات المزعومة

وعامة الناس جهلة بعلم الإحصاء وأنواع الإحصاء المتبعة عالمياً فأخذ عينة من بلد ما يستخرج منه إحصائية ، وجرد بلد كامل يستخرج منه إحصائية

والناس لجهلهم اليوم بدينهم وحتى بالعلوم التجريبية فلا يفرقون بين الصحيح والسقيم من الحديث ولا يفرقون بين الفرضية والحقيقة العلمية ، حتى آمن كثيرون بخرافة ( المادة لا تستحدث من العدم ) التي نقضت من عشرات السنين حتى الفيزيائيين الكفرة وخرافة ( دارون ) وخرافة ( دوران الأرض ) والله المستعان

وفي زمن من الأزمان كان عامة اليونان ( وهم علماء عصرهم ) يعتقدون أن الأرض مسطحة ومن زعم غير هذا سخروا منه ، ثم ظهر خلاف ذلك

وليعلم هنا أمر هام وهو المرأة التقية العفيفة تعد أعقل من الرجل الفاجر أو الكافر ، فالفاجر والكافر لا يعدان في العقلاء في مقياس أهل الآخرة

قال الله تعالى : (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ)

وقال الله تعالى : (وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ)
 

والتي يتفكر في تأثر النساء السريع بالأصوات ، وشدة جزعهن عند المصيبة حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايعهن على ألا ينحن ، وتلك الكلمة ( ما رأيت منك خيراً قط ) فاشية في نساء عصرنا إلى اليوم وهذا ضعف في الدين ، وهذا ضعف في العقل لما فيه من إفساد العشرة  والاستسلام للغضب إلى حد الظلم

والعجيب أن هذا الحديث تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم قبل أربعة عشر قرناً فلم يعترض عليه مشرك ولا كتابي كافر ولا صاحب بدعة حتى جاء عصرنا هذا والله المستعان ، وهذا لما تقرر في نفوس الناس من صحة معناه وبراهين الواقع عليه 

قال مسلم في صحيحه  7048- [99-2742] حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا نَضْرَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ : لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ.


وشر امرأة _ بعد الكافرة الصريحة _  من صارت عاراً على بني جلدتها وأداة في يد أعداء الله عز وجل 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي