الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فقد قال الله تعالى : (الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ
الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ
عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا
النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
جاء قي إنجيل يوحنا :" ان لي امورا
كثيرة ايضا لاقول لكم ولكن لا تستطيعون ان تحتملوا الان.13 واما متى جاء ذاك روح
الحق فهو يرشدكم الى جميع الحق لانه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به
ويخبركم بامور اتية. 14 ذاك يمجدني لانه ياخذ مما لي ويخبركم. 15 كل ما للاب هو لي.لهذا
قلت انه ياخذ مما لي ويخبركم. 16 بعد قليل لا تبصرونني.ثم بعد قليل ايضا ترونني
لاني ذاهب الى الاب"
وهذا نسخته من الانجيل الموجود بأيدي
النصارى اليوم
قال الإمام ابن تيمية في الجواب الصحيح :"
وهذه الصفات لا تنطبق إلا على محمد وذلك أن الإخبار عن الله بما هو متصف به من
الصفات وعن ملائكته وعن ملكوته وعن ما أعده الله في الجنة لأوليائه وفي النار
لأعدائه أمر لا يحتمل عقول كثير من الناس معرفته على التفصيل ولهذا قال علي رضي
الله عنه حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتريدون أن يكذب الله ورسوله.
وقال ابن مسعود ما من رجل يحدث قوما بحديث
لا يبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم وسأل رجل ابن عباس عن قوله تعالى: {خَلَقَ
سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ}.
قال ما يؤمنك أن لو أخبرتك بتفسيرها لكفرت
وكفرك بها تكذيبك بها فقال لهم المسيح عليه السلام إن لي كلاما كثيرا أريد أن
أقوله ولكنكم لا تستطيعون حمله وهو الصادق المصدوق في هذا لهذا ليس في الإنجيل من
صفات الله وصفات ملكوته ومن صفات اليوم الآخر إلا أمور مجملة وكذلك التوراة ليس
فيها من ذكر اليوم الآخر إلا أمور مجملة مع أن موسى كان قد مهد الأمر للمسيح ومع
هذا فقد قال لهم المسيح إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله ولكنكم لا تستطيعون حمله
ثم قال ولكن إذا جاء روح الحق ذلك الذي يرشدكم إلى جميع الحق وقال إنه يخبركم بكل
ما يأتي ويعرفكم بجميع ما للرب.
فدل هذا على أن هذا الفارقليط هو الذي
يفعل هذا دون المسيح وكذلك كان محمد أرشد الناس إلى جميع الحق حتى أكمل الله له
الدين وأتم به النعمة ولهذا كان خاتم الأنبياء فإنه لم يبق شيء يأتي به غيره وأخبر
محمد بكل ما يأتي من أشراط الساعة والقيامة والحساب والصراط ووزن الأعمال والجنة
وأنواع نعيمها والنار وأنواع عذابها ولهذا كان في القرآن من تفصيل أمر الآخرة وذكر
الجنة والنار وما يأتي من ذلك
أمور كثيرة توجد لا في التوراة ولا في
الإنجيل وذلك تصديق قول المسيح إنه يخبر بكل ما يأتي.
ومحمد بعثه الله بين يدي الساعة كما قال"
بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصابعه السبابة والوسطى" وكان إذا ذكر الساعة
علا صوته واحمر وجهه واشتد غضبه كأنه منذر جيش وقال"إني نذير لكم بين يدي
عذاب شديد".
وقال: "أنا النذير العريان".
فأخبر من الأمور التي تأتي في المستقبل
بما لم يأت به نبي من الأنبياء كما نعته به المسيح حيث قال إنه يخبركم بكل ما يأتي
ولا يوجد مثل هذا قط عن أحد من الأنبياء قبل محمد فضلا عن أن يوجد شيء نزل على قلب
بعض الحواريين وأيضا فقال ويعرفكم جميع ما
للرب فبين أنه يعرف الناس جميع ما لله وذلك يتناول ما لله من الأسماء والصفات وما
له من الحقوق وما يجب من الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله بحيث يكون ما يأتي به
جامعا لكل ما يستحقه الرب.
وهذا لم يأت به أحد غير محمد حيث يتضمن ما
جاء به من الكتاب والحكمة هذا كله ومعلوم أن ما نزل على الحواريين لم يكن فيه هذا
كله ولا نصفه ولا ثلثه بل ما جاء به المسيح أعظم مما جاء به الحواريون وهذا
الفارقليط الثاني جاء بأعظم مما جاء به المسيح.
وأيضا فالمسيح قال إذا جاء الفارقليط الذي
أرسله أبي هو يشهد لي قلت لكم هذا حتى إذا كان تؤمنوا به ولا تشكوا فيه فبين أنه
أخبرهم به ليؤمنوا به إذا جاء ولا يشكوا فيه وأنه يشهد له وهذه صفة من بشر به
المسيح ويشهد للمسيح كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا
بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ
يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ}.
وأخبر أنه يوبخ العالم على الخطيئة ولم
يوجد أحد وبخ جميع العالم على الخطيئة إلا محمد فإنه أنذر جميع العالم من أصناف
الناس ووبخهم على الخطيئة من الكفر والفسوق والعصيان وبخ جميع المشركين من العرب
والهند والترك وغيرهم ووبخ المجوس وكانت مملكتهم أعظم الممالك ووبخ أهل الكتابين
اليهود والنصارى وقال في الحديث الصحيح عنه إن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم
عربهم وعجمهم إلا بقايا من أهل الكتاب لم يقتصر على مجرد الأمر والنهي بل وبخهم
وقرعهم وتهددهم.
وأيضا فإنه أخبر أنه ليس ينطق من عنده بل
يتكلم بكل ما يسمع وهذا إخبار بأن كل ما يتكلم به فهو وحي يسمعه ليس هو شيئا تعلمه
من الناس أو عرفه باستنباطه وهذه خاصة محمد فإن المسيح ومن قبله من الأنبياء كانوا
يتعلمون من غيرهم مع ما كان يوحى إليهم فعندهم علم غير ما يسمعونه من الوحي.
ومحمد لم ينطق إلا بما يسمعه من الوحي فهو
مبلغ لما أرسل به وقد قيل له.
{بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ
رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ
مِنَ النَّاسِ}.
فضمن الله له العصمة إذا بلغ رسالاته
فلهذا أرشد الناس إلى جميع الحق وألقى إلى الناس ما لم يمكن غيره من الأنبياء
إلقاءه خوفا أن يقتلوه كما يذكرون عن المسيح وغيره.
وقد أخبر المسيح بأنه لم يذكر لهم جميع ما
عنده وأنهم لا يطيقون حمله وهم معترفون بأنه كان يخاف منهم إذا أخبرهم بحقائق
الأمور ومحمد أيده الله تأييدا لم يؤيده لغيره فعصمه من الناس حتى لم يخف من شيء
يقوله وأعطاه من البيان والعلم ما لم يؤته غيره فالكتاب الذي بعث به فيه من بيان
حقائق الغيب ما ليس في كتاب غيره.
وأيد أمته تأييدا أطاقت به حمل ما ألقاه
إليهم فلم يكونوا كأهل التوراة الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها ولا كأهل
الإنجيل الذين قال لهم المسيح إن لي كلاما كثيرا أريد أن أقوله لكم ولكن لا تستطيعون
حمله ولا ريب أن أمة محمد أكمل عقولا وأعظم إيمانا وأتم تصديقا وجهادا ولهذا كانت
علومهم وأعمالهم القلبية وإيمانهم أعظم.
وكانت العبادات البدنية لغيرهم أعظم قال
تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ
كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ
أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا
وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا
كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا
أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ
عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا
بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} سورة البقرة.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه
وسلم أن الله قال: "قد فعلت" "
إلى آخر كلام ابن تيمية المستطاب
وهذا من أعجب آيات الله الباهرة أن
النصارى مع كفرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم يبقون يحملون في أيديهم بعض البراهين
على نبوته وينشرونها بين الناس وهم لا يشعرون
( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين )
بل العجيب أنه قد ورد في سفر التثنية الذي
بين أيدي النصارلى اليوم هذا النص :" والخنزير لانه يشق الظلف لكنه لا يجتر
فهو نجس لكم.فمن لحمها لا تاكلوا وجثثها لا تلمسوا"
وعامة النصارى لا يؤمنون بالنسخ فما الذي
نسخ هذا ؟!
بل لم أجد في رسائل بولس ما يدل على نسخ
هذا ولا في كلام المسيح عليه الصلاة والسلام
وجاء في سفر العدد :" ثم كشف الرب عن
عيني بلعام فابصر ملاك الرب واقفا في الطريق وسيفه مسلول في يده فخر ساجدا على
وجهه."
وجاء في سفر التكوين :" فخر الرجل
وسجد للرب"
فمن الذين يسجدون في صلاتهم اليوم
وجاء في سفر العدد :" ليس الله انسانا فيكذب.ولا ابن انسان فيندم.هل
يقول ولا يفعل او يتكلم ولا يفي"
وهذا كلام يتسق مع عقيدة المسلمين ويتناقض
مع عقيدة النصارى
وجاء في سفر اللاويين في وصايا الرب :" لا يجعلوا قرعة في رؤوسهم ولا يحلقوا عوارض لحاهم ولا يجرحوا جراحة في اجسادهم"
فهذا نهي عن حلق اللحى !
فمن يعمل به اليوم ؟
وجاء في سفر أخبار الأيام :" فاخذ حانون عبيد داود وحلق لحاهم وقص ثيابهم من الوسط عند السوءة ثم اطلقهم. 5 فذهب اناس واخبروا داود عن الرجال.فارسل للقائهم لان الرجال كانوا خجلين جدا.وقال الملك اقيموا في اريحا حتى تنبت لحاكم ثم ارجعوا"
فحلق اللحية عقوبة تقارن كشف العورة وكون الرجل بلا لحية أمر محجل
وجاء في سفر الأمثال :" لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين اجسادهم"
وجاء فيه أيضاً :"الخمر مستهزئة.المسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم"
فهذا كله يدل على أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الأنبياء من قبله يخرج من مشكاة واحدة بشهادة القوم الذين يخالفون ما جاء به أنبياؤهم بل ويسخرون ممن يعمل بالذي جاءوا به ، وهذه آية من آيات الله عز وجل
قال الله تعالى : ( قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
وقال تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
هذا مقال قصير يصلح أن يكون مفتاحاً لدعوة نصراني إلى الإسلام والله الموفق
وجاء في سفر اللاويين في وصايا الرب :" لا يجعلوا قرعة في رؤوسهم ولا يحلقوا عوارض لحاهم ولا يجرحوا جراحة في اجسادهم"
فهذا نهي عن حلق اللحى !
فمن يعمل به اليوم ؟
وجاء في سفر أخبار الأيام :" فاخذ حانون عبيد داود وحلق لحاهم وقص ثيابهم من الوسط عند السوءة ثم اطلقهم. 5 فذهب اناس واخبروا داود عن الرجال.فارسل للقائهم لان الرجال كانوا خجلين جدا.وقال الملك اقيموا في اريحا حتى تنبت لحاكم ثم ارجعوا"
فحلق اللحية عقوبة تقارن كشف العورة وكون الرجل بلا لحية أمر محجل
وجاء في سفر الأمثال :" لا تكن بين شريبي الخمر بين المتلفين اجسادهم"
وجاء فيه أيضاً :"الخمر مستهزئة.المسكر عجاج ومن يترنح بهما فليس بحكيم"
فهذا كله يدل على أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به الأنبياء من قبله يخرج من مشكاة واحدة بشهادة القوم الذين يخالفون ما جاء به أنبياؤهم بل ويسخرون ممن يعمل بالذي جاءوا به ، وهذه آية من آيات الله عز وجل
قال الله تعالى : ( قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)
وقال تعالى : ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)
هذا مقال قصير يصلح أن يكون مفتاحاً لدعوة نصراني إلى الإسلام والله الموفق
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم