مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تبديع ابن الزاغوني !

تبديع ابن الزاغوني !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الذهبي في ميزان الاعتدال :" 5885 - على بن عبيد الله، أبو الحسن بن الزاغونى الفقيه الحنبلى.
صحيح السماع، وله تصانيف فيها أشياء من بحوث المعتزلة بدعوه بها لكونه نصرها، وما هذا من خصائصه، بل قل من أمعن النظر في علم الكلام إلا وأداه اجتهاده إلى القول بما يخالف محض السنة، ولهذا ذم علماء السلف النظر في علم الاوائل، فإن علم الكلام مولد من علم الحكماء الدهرية، فمن رام الجمع بين علم الانبياء عليهم السلام وبين علم الفلاسفة بذكائه لابد وأن يخالف هؤلاء وهؤلاء، ومن كف ومشى خلف ما جاءت به الرسل من إطلاق ما أطلقوا ولم يتحذلق ولا عمق فإنهم صلوات الله عليهم أطلقوا وما عمقوا فقد سلك طريق السلف الصالح وسلم له دينه [ ويقينه ].
نسأل الله السلامة في الدين"

أقول : الذهبي على تساهله ينقل تبديع ابن الزاغوني ولا ينكره وابن الزاغوني كان حنبلياً مشهوراً بالرد على الأشاعرة والمعتزلة وكان يثبت الصفات بالجملة ، وقد ترجم الذهبي له في ميزان الاعتدال وهو خاص بالمجروحين

قال الذهبي في السير (19/607) :" قَالَ ابْنُ الزَّاغونِيِّ فِي قَصِيدَةٍ لَهُ:
إِنِّيْ سَأَذْكُرُ عَقْدَ دِيْنِي صَادِقاً ... نَهْجَ ابْنِ حَنْبَلٍ الإِمَامِ الأَوْحَدِ
منهَا:
عَالٍ عَلَى العَرْشِ الرَّفِيْعِ بِذَاتِهِ ... سُبْحَانَهُ عَنْ قَوْلِ غَاوٍ مُلْحِد"

فهذا الذي يثبت العلو ويثبت الصفات في الجملة يبدعونه لأمور قالها وهو يرد على أهل البدع

فكيف بمن يقع في الكفر البواح وينكر العلو والصفات ويسمي إثباتها تجسيماً ويقع في الجبر والإرجاء والقول بالبدعة الحسنة وغيرها من البلايا ، ويكون أشعرياً جهمياً صرفاً وما يوافقهم فيه أكثر مما يخالفهم فيه مع إظهار واضح لتعظيمهم ؟

لا شك أن هذا أولى بالتبديع بل التجهيم

ولو كان ابن الزاغوني في عصرنا لقالوا ( من بدعه فهو مبتدع وقد خدم الإسلام بردوده على المعتزلة والأشاعرة وكونه من كبار فقهاء الحنابلة وصحيح السماع  )
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي