الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فمن العادات المنتشرة عند المعاصرين أن
أحدهم إذا كتب رسالة ذيلها بقوله ( محبكم ) أو ( محبك ) واتصل الأمر إلى مشاركات
المنتديات وفي هذا الأمر نظر من وجوه
الأول : أن هذه لم تكن عادة للسلف ولا حتى
الخلف وإنما هي عادة للمعاصرين
الثاني : أنه في الرسائل العامة لا يدرى
ما حال القاريء فربما كان مستحقاً للبغض لفسق فيه بل ربما كان هذا الكاتب يبغض
عينه حقيقة وأما الرسالة الموجهة لشخص بعينه فلا يرد عليها هذا ، وحتى على مذهب ( يحب
من وجه ويبغض من وجه ) لا يقال للمرء ( محبك )
الثالث : أنه لو فرضنا أن كل القراء
مستحقين للمحبة فهل قامت هذه المحبة في قلب الكاتب حقاً ، فقد يكون لضعف في إيمانه
يبغض بعضهم لاعتبارات معينة فيكون في هذه الكلمة مزكياً نفسه بما ليس فيها
قال أبو داود في سننه 5124 - حدثنا مسدد ثنا يحيى عن ثور قال حدثني
حبيب بن عبيد عن المقدام بن معد يكرب وقد كان أدركه
:
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال " إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه "
فهذا إخبار من معين لمعين يعرفه ويخبره لا
إخبار من معين لجمع لا يعرف بعضهم ، وهذا الإخبار الشرعي يكون مرة واحدة بحيث يحصل
المقصود لا على وجه متكرر بحاجة وبغير حاجة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم