مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: صفة الرشد أم صفة الإرشاد ؟

صفة الرشد أم صفة الإرشاد ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال علوي السقاف في كتابه صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة :"الرُّشْدُ
صفةٌ لله عَزَّ وجَلَّ ، وقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((الإمام ضامن، والمؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين)). ((صحيـح سنن الترمذي)) (170).
قال الخطابي في ((شأن الدعاء)) (ص 97) :
((الرشيد : هو الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم ، فعيل بمعنى مُفْعِل ، ويكون بمعنى الحكيم ذي الرُّشد ؛ لاستقامة تدبيره ، وإصابته في أفعاله)).
قال ابن القيم في ((النونية)) (2/97) :
((وَهُوَ الرَّشيدُ فقولـه وفِعَالُهُ
وكِلاهُما حقٌ فهذا وصْفهُ




رُشْدٌ ورَبُّكَ مُرْشِدُ الحَيْرَانِ
والفعلُ للإرشادِ ذاك الثَّاني))


وقال الهرَّاس : ((قال العلامة السعدي رحمه الله في شرحه لهذا الاسم الكريم : يعني أنَّ (الرشيد) هو الذي قولـه رُشد وفعله كله رُشد ، وهو مُرشد الحيران الضال ، فيهديه إلى الصراط المستقيم بياناً وتعليماً وتوفيقاً. فالرُّشد الدال عليه اسمه (الرشيد) وصفه تعالى ، والإرشاد لعباده فعله)).اهـ.
قلت : وتسمية الله بـ (الرشيد) يفتقر إلى دليل"

أقول : استفاد الكاتب من حديث ( اللهم أرشد الأئمة ) إثبات صفة الرشد ، وفي هذا نظر وإنما يستفاد منها إثبات صفة الإرشاد ففي الميزان الصرفي فعل ( أرشد ) رباعي لا يكون مصدره ثلاثياً وإنما مصدر ( أرشد ) ( إرشاد )

فهي رشد يرشد رشداً


وأرشد يرشد إرشاداً ، فهذا هو الأصوب إن صححنا الحديث والله أعلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي