مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: وقفة مع كلام الذهبي في أبان بن تغلب الشيعي ...

وقفة مع كلام الذهبي في أبان بن تغلب الشيعي ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

قال الذهبي في الميزان :" 2 - أبان بن تغلب [م، عو] الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته.
وقد وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو حاتم، وأورده ابن عدي، وقال: كان غاليا في التشيع.
وقال السعدي: زائغ مجاهر.
فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والإتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟ وجوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق.
فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، وهذه مفسدة بينة"

هذا الكلام يأخذه كثيرون مأخذ التسليم والواقع أنه قد يناقش ويتم تحريره من عدة أوجه

الأول : أن الذين وثقوا أبان بن تغلب لا يوجد دليل على أنهم وثقوه وكانوا عالمين بتشيعه ودرجة تشيعه بدليل أنه لا ذكر لتشيعه في عدد من تراجمه القديمة

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :" 1090- أَبَان بن تغلب الرَّبَعي، كُوفيٌّ.
رَوَى عَن: المنهال بن عَمرو والحكم، وأبي إِسحاق.
رَوَى عَنه: شُعبة، وزهير، وابن عُيَينة، وعلي بن عابس.
سمعتُ أَبي يقولُ ذلك
حَدثنا عَبد الرَّحمن، أَخبَرنا عَبد لله بن أَحمد بن محمد بن حَنبل، فيما كَتَبَ إلَيَّ، قال: سُئِلَ أَبي عن أَبَان بن تغلب، فقال: ثقة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، قال: ذَكَرَهُ أَبي، عَن إِسحاق الكوسج، عن يَحيي بن مَعين، أَنه قال: أَبَان بن تغلب ثقة.
حَدثنا عَبد الرَّحمن، حَدثنا محمد بن سَعيد المقرئ، قال: سَمِعتُ عَبد الرَّحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان، يذكر عن أَبَان بن تغلب صحة حديث، وأدب، وعقل.
سمعتُ أَبي يقول: أَبَان ثقة صالح"

وقال ابن سعد في الطبقات :" أبان بن تغلب
الربعي. توفي بالكوفة في خلافة أبي جعفر، وعيسى بن موسى وال على الكوفة. وكان ثقة روى عنه شعبة"

وقال ابن حبان في الثقات :" أبان بن تغلب بن رياح القارى الربعي من أهل الكوفة روى عن أبي إسحاق السبيعي والحكم روى عنه شعبة بن الحجاج وحماد بن زيد مات سنة أحدى وأربعين ومائة"

وقال البخاري في التاريخ الكبير :" 1445 - أبان بْن تغلب الكوفِي سَمِعَ الحكم وفضيل بْن عَمْرو وأبا إِسْحَاق الْهَمْدَاني روى عَنْهُ شُعْبَة وابْن عيينة وحماد بْن زيد"

وقد ذكر غيرهم تشيعه غير أن المراد أن الأمر لم يكن مشهوراً يعرفه كل الناس فأكثر من ترجم له وتكلم فيه لم يذكر هذا الأمر

الثاني : في كلامه إشكال فقد قيد من يؤخذ عنه بألا يكون غالياً وقد وصف أبان بن تغلب بأنه كان غالياً في التشيع

وأبان بن تغلب ما ذكره الذهبي من تفضيله لعلي على الشيخين لا أعرف عليه دليلاً وإنما أخذوا عليه رواية أحاديث فيها ثلب لعثمان

قال العقيلي في الضعفاء :" 20- أَبَان بن تَغلب، كُوفيٌّ:
112- حَدثنا مُحمد بن إِسماعيل،
113- وأَحمَد بن عَلي الأَبارُ، قالا: حَدثنا الحَسن بن عَلي الحُلْواني، قال: سمعتُ يَزيد بن هارون، وقيل لَه: رَأَيت أَبَان بن تَغلبَ؟ قال: نَعَم، قالُوا: فَكَيف لَم تَسمَع منه شَيء؟ - قال الصائِغُ: فَكَيف لَم تَسأَله عن شَيءٍ؟ - قال: لَم يَكُن يَستَأهِلُ، قال: الصائِغُ: لَم يَكُن أَهل ذاكَ.
114- حَدثنا مُحمد بن إِسماعيل, مَولَى بَني هاشِم، قال: حَدثنا عُمر بن مُحَمد بن الحَسن الأَسَدي، قال: حَدثنا أَبي، قال: حَدثنا مُفَضَّل بن صَدَقة، قال: شَهِدت مَنصور بن المُعتَمِر يُحَدِّث أَبَان بن تَغلب بِحَديث عن مُحَمد بن عَلي فيه قَرص لعُثمان، فقال مَنصورٌ: كَذَبت، كَذَبت، وصاح به.

115- حَدثنا مُحمد، حَدثنا عُمر بن مُحمد، قال: حَدثنا أَبي، قال: حَدثنا مُفَضَّل بن صَدَقة، قال: شَهِدت أَبا إِسحاق السَّبيعي سَمِع رَجُلاً يُحَدِّث بِحَديث فيه قَرص لعُثمان، فقال لَهُ: يا فاسِقُ، قُم مِن مَجلسي، لا تَدخُل عَلَي أَبَدًا، وغَضِب غَضَبًا شَديدًا، يَعني بِالرَّجُل: أَبَان بن تَغلبَ.
116- حَدثنا مُحمد بن سَعيد بن بَلج الرازي، قال: سمعتُ عَبد الرَّحمَن بن الحَكم بن بَشير بن سَلمان يَذكُر عن أَبيه قال: مَرَرت مع عَمرو بن قَيس بِأَبَان بن تَغلب، فَسَلَّمنا عَليه، فَرَد رَدًّا ضَعيفًا، فقال لي عَمرو: إِن في قُلُوبهم لَغِلاً على المُؤمِنين، ولَو صَلُح لَنا أَن لا نُسَلِّم عَليهم ما سَلَّمنا عَليهم.
117- قال: وسمعت أَبا عَبد الله يَذكُر عن أَبَان: أَدَبًا، وعَقَلاً، وصِحَّة حَديث، إِلاَّ أَنه كان فيه غُلُو في التَّشَيُّعِ"

وربما لو صرح بأنه يعتقد ما في هذه الآثار لكان الأمر معه أشد وقد تركوا بعض من كان يطعن في عثمان ولم يقولوا أن ذلك يستلزم إهدار السنن

وَقَال عَمْرو بْن على في إسرائيل الملائي : ليس من أهل الكذب.
وَقَال أيضا  : سألت عَبْد الرَّحْمَنِ عن حديث أبي إسرائيل، فأبى أن يحدثني به، وَقَال: كَانَ يشتم عثمان رضي اللَّه عن

وقال ابن معين في تليد :" : كذاب، كان يشتم عثمان، وكل من شتم عثمان، أو طلحة، أو أحدا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسَلَّمَ، دجال، لا يكتب عنه، وعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين"

الوجه الثالث : ما ذكره من لزوم إهدار الكثير من الآثار النبوية في ترك مثل أبان بن تغلب محل نظر

فإن ما رواه أبان من الأحاديث المرفوعة قليل معدود وعامته توبع ولم يتفرد بشيء محفوظ

وإليك أخبار أبان في مشاهير الكتب تفصيلاً

1_قال أحمد في مسنده 3897 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: " لَبَّيْكَ اللهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ "

هذا الحديث غلط فيه أبان فقد خالفه شعبة فوقفه

قال ابن أبي حاتم في العلل :" 876- وسألتُ أبِي عنِ الحدِيثِ رواهُ أبانُ بنُ تغلِب ، عن أبِي إِسحاق ، عن عَبدِ الرّحمنِ بنِ يزِيد ، عن عَبدِ اللهِ بنِ مسعُودٍ ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أنّهُ كان يُلبِّي : لبّيك اللّهُمّ لبّيك ، لبّيك لا شرِيك لك فذكر الحدِيث.
ورواهُ شُعبةُ ، عن أبِي إِسحاق ، عن عَبدِ الرّحمنِ بنِ يزِيد ، قال : كانت تلبِيةُ عَبدِ اللهِ بنِ مسعُودٍ لم يرفعهُ.
قال أبِي : حدِيثُ شُعبة أصحُّ"

2_ قال مسلم في صحيحه 178- [147-91] وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ ، جَمِيعًا عَنْ يَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ ، قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنْ فُضَيْلٍ الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ قَالَ رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُهُ حَسَنًا وَنَعْلُهُ حَسَنَةً ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ ، الْكِبْرُ بَطَرُ الْحَقِّ ، وَغَمْطُ النَّاسِ.

وهذا توبع على عامته عند مسلم

قال مسلم في صحيحه 179- [148-...] حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ ، وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، كِلاَهُمَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُسْهِرٍ ، قَالَ مِنْجَابٌ : أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ ، وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرِيَاءَ.

3_ قال مسلم في صحيحه 242- [197-124] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَوَكِيعٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا} إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ شَقَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَالُوا : أَيُّنَا لاَ يَظْلِمُ نَفْسَهُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ هُوَ كَمَا تَظُنُّونَ ، إِنَّمَا هُوَ كَمَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ : {يَا بُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ} لَظُلْمٌ عَظِيمٌ.
243- [198-...] حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، وَعَلِيُّ بْنُ خَشْرَمٍ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا عِيسَى ، وَهُوَ ابْنُ يُونُسَ (ح) وَحَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ مُسْهِرٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ ، كُلُّهُمْ عَنِ الأَعْمَشِ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قَالَ أَبُو كُرَيْبٍ : قَالَ ابْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنِيهِ أَوَّلاً أَبِي ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، ثُمَّ سَمِعْتُهُ مِنْهُ.

وهذا بين أنه متابعة

4_ قال أبو داود في سننه 621 - حدثنا زهير بن حرب وهارون بن معروف المعنى قالا ثنا سفيان عن أبان بن تغلب قال أبو داود قال زهير ثنا الكوفيون أبان وغيره عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال
 :كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم فلا يحنو أحد منا ظهره حتى يرى النبي صلى الله عليه و سلم يضع

وهذا توبع عليه كما ترى

وقال البخاري في صحيحه 811 - حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ حَدَّثَنَا الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ وَهُوَ غَيْرُ كَذُوبٍ قَالَ كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَبْهَتَهُ عَلَى الْأَرْضِ

وكذا خرجه مسلم من غير طريق أبان

5_ قال أبو داود في سننه 3987 - حدثنا يحيى بن الفضل ثنا وهيب يعني ابن عمرو النمري أخبرنا هارون أخبرني أبان بن تغلب عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري
: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال " إن الرجل من أهل عليين ليشرف على أهل الجنة فتضيء الجنة لوجهه كأنها كوكب دري "

هذا في سنده عطية ضعيف وقد توبع عليه أبان

6_ وقال ابن ماجه في سننه 1136- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ تَغْلِبَ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ إِذَا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، اسْتَقْبَلَهُ أَصْحَابُهُ بِوُجُوهِهِمْ.

وهذا مرسل وفي سندخ جهالة والد عدي وذكر البوصيري أن الترمذي قال لا يصح في الباب حديث

7_ قال ابن حبان في صحيحه 1277 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْكَبِيرِ بْنُ عُمَرَ الْخَطَّابِيُّ، بِالْبَصْرَةِ بِخَبَرٍ غَرِيبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْكَرْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، عَنِ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيْمٍ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ: «أَنْ لَا تَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَصَبٍ»

وهذا توبع عليه أبان من جبال ولذا اجتنب الأئمة روايته وإنما روى مثل هذا ابن حبان

8_ وقال الطبراني في الكبير 11691 - حدثنا أسلم بن سهل الواسطي ثنا سليمان بن أحمد الواسطي ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن بشير عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من توضأ بعد الغسل فليس منا

وهذا غريب منكر وسليمان متهم بالكذب فلا يصح لأبان أصلاً

9_ قال الطبراني في الكبير 13475 - حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا جعفر بن محمد بن جعفر المدائني ثنا أبي ثنا هارون بن موسى النحوي عن أبان بن تغلب عن الحكم عن مجاهد عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنهما قال : يارسول الله لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }

جعفر لم يوثقه معتبر وأبو مضعف وانفرادهم بمثل هذا محل نكارة والخبر أصله في الصحيح من غير هذا الطريق

10_ قال الطبراني في الكبير 622 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عارم أبو النعمان ثنا حماد بن زيد عن أبان بن تغلب عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( من دل على خير فله مثل أجر من فعله )

وهذا رواه عن الأعمش شعبة وأبو معاوية فالناس في غنى عن أبان في مثل هذا

11_ قال الطبراني في الكبير 970 - حدثنا عبيد العجلي وعلان بن عبد الصمد ماغمة والهيثم بن خلف الدوري قالوا ثنا يحيى بن المعلى بن منصور ثنا محمد بن الطفيل ثنا طلق بن غنام ثنا عمرو بن ثابت عن أبان بن تغلب عن أبي بكر معشر زياد بن كليب عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس قالت :
: خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في وقت لم يكن يخطبنا في مثله فقال : ما خطبتكم في هذه الساعة الا بخبر أتاني أخبرني تميم الداري أن بني عم له ركبوا البحر فكسرت سفينتهم بجزيرة في البحر فإذا هم بدابة قالوا : ما أنت ؟ قالت : أنا الجساسة وذكر الحديث بطوله

عمرو بن ثابت رافضي متروك فالخبر لا يصح لأبان أصلاً

12_ وقال الدارقطني في سننه 12 - نا أحمد بن كامل نا عبيد بن كثير نا عباد بن يعقوب نا نوح بن دراج عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا وصية لوارث ولا إقرار بدين

نوح كذاب

هذا جملة ما له من الأخبار المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأما ما رواه من الموقوفات والمقطوعات فمن هذا الضرب وهو أقل من المرفوع

والمحفوظ إليه من المرفوع ثمانية أحاديث إنما تفرد منها بخبر مرسل

فمن كان هذا شأنه لو ترك حديثه حمية لعثمان كما  فعل المحدثون في غيره لما انبنى على ذلك كبير مفسدة ، وقد اجتنب البخاري حديثه في صحيحه ، ولا يقال أن في إهدار مثله إهدار للآثار النبوية بل وصفه ب( العالم ) كما فعل الذهبي في السير مع قلة مروياته محل نظر ولكنه كان حافظاً للقرآن فيما يظهر من ترجمته

والرجل لا شك أنه لم يكن داعية

قال شيخ الإسلام في منهاج السنة :" ولكن من أظهر بدعته وجب الإنكار عليه بخلاف من أخفاها وكتمها وإذا وجب الإنكار عليه كان من ذلك أن يهجر حتى ينتهي عن إظهار بدعته ومن هجره أن لا يؤخذ عنه العلم ولا يستشهد"

وقال أيضاً :" وهذا القول الثالث هو الغالب على أهل الحديث لا يرون الرواية عن الداعية إلى البدع ولا شهادته ولهذا لم يكن في كتبهم الأمهات كالصحاح والسنن والمسانيد الرواية عن المشهورين بالدعاء إلى البدع وإن كان فيها الرواية عمن فيه نوع من بدعة كالخوارج والشيعة والمرجئة والقدرية وذلك لأنهم لم يدعوا الرواية عن هؤلاء للفسق كما يظنه بعضهم ولكن من أظهر بدعته وجب الإنكار عليه بخلاف من أخفاها وكتمها"

والخلاصة أن من رمي ببدعة ووثقه أهل العلم لا شك أن بدعته ليست مكفرة

ثم يرى بعد ذلك هل الأمر مشتهر عنه أم أنه خفي لم يعرفه من وثقه

ويرى أيضاً حاله من الدعوة لها مما سواه وشتم الصحابة ليس بالأمر الهين وكذلك تفضيل على جميع الصحابة وإن لم يشتمهم فسفيان قال في صاحب هذا القول ( أخشى ألا يرفع له عمل )

وليس كل ما ذكره المتأخرون في باب الجرح والتعديل مسلماً خصوصاً ما كتبه ابن عبد البر في الجامع في باب كلام الأقران ، وكثير من كلمات الذهبي في السير والميزان ، وكلام اللكنوي في الرفع والتكميل وكلام السبكي في طبقات الشافعية حول هذه المسائل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي