مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: لو حاكمناك إلى مذهبك القديم لكفرناك يا « سلمان العودة » !

لو حاكمناك إلى مذهبك القديم لكفرناك يا « سلمان العودة » !



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد : 
  
               
فقد غرد بوق الفتنة سلمان العودة في صفحته في تويتر : « لا تخافوا على الكويت.. من يعرف أهلها سيثق بمستقبل أفضل وحريات أوسع وديموقراطية أرسخ » !

 هكذا يتمنى شيخ الصحوة ديمقراطية أرسخ وحريات أوسع، وهذا على مذهبه القديم كفر مخرج من الملة.

 فقد سئل سلمان العودة في محاضرة أقيمت له في تاريخ ليلة الاثنين
15 من شهر جمادى الأولى لعام 1411هــ الموافق 03/ديسمبر/1990، بعنوان «جزيرة الإسلام»
السؤال التالي: «الوحدة العربية، القومية العربية، حكم الشعب بالشعب، ما معنى هذه المصطلحات؟».

فأجاب سلمان العودة : «الوحدة العربية: هذه دعوة إلى توحد العرب كلهم تحت راية واحدة، مسلمهم وكافرهم ويهودهم ونصرانيهم، وهذه لا شك دعوة قومية باطلة مناوئة للإسلام، أما القومية العربية، فهي كذلك.

وأما حكم الشعب بالشعب: فهو ما يسمى بالديمقراطية، فالغرب ينادي بالديمقراطية، والمقصود بالديمقراطية؛ أن لا يُحكم بالإسلام، وإنما يحكمون بما يراه الشعب.
فالشعب يختار ممثلين له، يكونون في مجالس معينة، فإذا أريد مسألة تنادوا فيها، مثلاً لو أرادوا البحث في قضية، أوضاع المرأة، هل نأذن للمرأة بالاختلاط بالرجال أو لا تختلط بالرجال مثلاً، يقولون: لا نرجع إلى القرآن والسنة، إنما نعرض الموضوع على الممثلين الذين يمثلون الشعب، والذين اختارهم الشعب.
فنقول: ما رأيكم؟ فإذا قال أكثرهم: لا مانع أن تختلط المرأة بالرجل فتختلط، وقل مثل ذلك في قضايا العقوبات، والحدود، والمعاملات، والأحكام وغيرها، لا يؤمنون بحلالٍ ولا حرام.
فهذا معنى الديمقراطية في الأصل.
وبعض الناس يطلق الديمقراطية ويقصد بها الشورى.
ونحن لا يعنينا هؤلاء، بل يعنينا مصطلح الديمقراطية كما هو في أصله، وهي كلمة يونانية أصلها: ديموكراتي، أي: حكم الشعب، ويعرفها بعضهم: بأنها حكم الشعب بالشعب.
فالشعب مصدر هو السلطات، وهو الذي يحلل ويحرم، ويأمر وينهى، ويمنع ويبيح، هذا معنى الديمقراطية في الأصل».

فالشعب هو الذي يحكم ، وهذا حكمٌ بغير ما أنزل الله فالشعب قد يختار الشريعة وقد يختار غيرها وقد يختار بعضاً ويترك البعض الآخر والحكم بغير ما أنزل الله كفر أكبر عند القوم ، والعودة هنا يثني وكأنه مستحل !

وقال سفر الحوالي في محاضرة له بعنوان ثمرات التقوى : «بالنسبة لنا نحن في دين الإسلام: الديمقراطية كفر، الديمقراطية شرك، لماذا؟
لأنه ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ [المائدة:44]، ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ﴾ [النساء:65] ويقول عز وجل: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ﴾[الجاثية:18] هؤلاء لا يعلمون، فالتحكيم الديمقراطي هو اتباع لأهواء الذين لا يعلمون، أما نحن فإنما أمرنا ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ﴾ [المائدة:49]، فديننا والحمد لله هو تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما هذه الديمقراطية فهي كفر وشرك كما بينا والمجال لا يتسع للتفصيل.

وأما ما يتعلق بالشورى -كما يلبس البعض- والقول أن الشورى هي الديمقراطية فهي في الأمور الشوروية التي لا نص فيها، وفي تنفيذ الشرع، فإذا نزلت بنا نازلة، كيف نقيم حكم الله في هذه النازلة؟ أي نص ينطبق على هذه النازلة؟ هنا يكون أهل الشورى، إما بالنص إذا كان نصاً آيةً أو حديثاً، وإما بالاستنباط، ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾ [النساء:83] فنستنبط ونجتمع ونأخذ الرأي من أهله، إذا كانت مشكلةً أو نازلةً حربية مثلاً، يجمع العسكريون مع العلماء مع من يكون فيهم الثقة، ويقال لهم ما رأيكم في هذا؟ كيف نواجههم؟ كيف نقاومهم؟

أما الآيات والأحاديث نحن ما اجتمعنا إلا لنعمل بها ولنقيمها، ولا نقاش في ذلك، لكن الديمقراطية يجتمعون يقولون: نحرم الخمر أو لا نحرم, بل وصل الأمر والعياذ بالله إلى أن بعض مجالسهم الديمقراطية أباحت اللواط زواجاً أي أن يعقد للرجل على الرجل والعياذ بالله، هذه الديمقراطية نسأل الله العفو والعافية».

ولا مزيد على تقرير الحوالي !

وهنا نوجه للأوباش الذين يتبعون هؤلاء، أليس كل حكم بغير ما أنزل الله كفر سواءً كان حرية أو استبداداً وحكمها عند الله واحد كما في قوله تعالى﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ وهذه من ألفاظ العموم ؟

فما الذي يبيح لمشايخكم الثناء على الديمقراطية وتمنيها للشعوب ؟

وما حكم من يتمنى الكفر للشعوب ؟

وإذا كنا سنعذر مشايخكم بالجهل (وليسوا جهالاً) فلماذا لا نعذر الحكام وهم أقرب إلى الجهل من مشايخكم ؟

أم أن حكم التكفير خاص بالحكام فقط ؟

وفي الكويت لا يقام حد الردة فما الحرية الزائدة على هذا يا سلمان العودة .
 فلو تمنيت مزيداً من تحكيم الشريعة لكان أولى بك وأنت إنما تتمنى على الله ومن سأل الله فليستكثر، ولكن يبدو أن الحرية والديمقراطية حلت في قلوبكم محلاً عظيماً ، حتى صرتم تلهجون لهج العاشق بمعشوقه

فلا الوسيلة شرعية (وهي المظاهرات) ولا المطالبات شرعية وهي على توصيف شيخ الصحوة (مزيد من الحريات والديمقراطية)
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي