الأحد، 24 نوفمبر 2013

الكلام على حديث : ( خصلتان لا تجتمعان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الترمذي في جامعه [ 2684 ] حدثنا أبو كريب حدثنا خلف بن أيوب العامري عن عوف عن بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
خصلتان لا تجتمعان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين.
 قال أبو عيسى هذا حديث غريب ولا نعرف هذا الحديث من حديث عوف إلا من هذا الشيخ خلف بن أيوب العامري ولم أر أحدا يروي عنه غير أبي كريب محمد بن العلاء ولا أدري كيف هو
      
وقال العقيلي في الضعفاء :" (443) خلف بن أيوب العامري بلخي حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبى قال حدثنا خلف بن أيوب العامري عن معمر عن الزهري عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا صفر ولا هامة
قال عبد الله وقد كنت سألت أبى عن هذا الشيخ خلف بن أيوب فلم يثبته وعرضت عليه حديثا لابي معمر وأبى كريب من حديث خلف فلم يثبته فلما حدثني بحديث خلف قلت له قد كنت سألتك عن خلف هذا فلم تثبته قال إنما أحفظه عن حفظ وإنما ذكرته عند حديث عبد الاعلى أو كما قال أبى
حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا معاوية قال سمعت يحيى قال خلف بن أيوب بلخى ضعيف
قال أما الحديث الاول فإسناده مستقيم
ولكن حدث خلف هذا عن قيس وعوف بمناكير لم يتابع عليها وكان مرجئا ومن حديثه عن عوف بن محمد بن داود ما حدثناه محمد بن العلاء الهمداني قال حدثنا خلف بن أيوب عن عوف عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة عن النبي عليه السلام قال خصلتا لا يجتمعان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين ليس له أصل من حديث عوف وإنما يروى هذا عن أنس بإسناد لا يثبت"

أقول : قوله ( حدث عن عوف بمناكير ) جرح مفسر ، وقوله ( لا أصل له من حديث عوف ) تضعيفٌ شديد ، وهذا استنكار بين .
 ووجه الاستنكار عندي واضح جداً : وهو أن عوف الأعرابي وابن سيرين وأبا هريرة ، كلهم لهم أصحابٌ مكثرون عنهم ، فانفراد هذا الرجل الذي لم يكن الحديث من شأنه بل هو من أهل الرأي عنهم بهذا المتن مما يستنكره المحدثون
ولا أبين من استنكار العقيلي عليه هذا الحديث وقد تابعه الذهبي على هذا في الميزان

وقال ابن المبارك في الزهد  459 : قال أخبرنا معمر عن محمد بن حمزة بن عبدالله بن سلام  قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتان لا تكونان في منافق حسن سمت ولا فقه في الدين .
وهذا معضل فإن محمد بن حمزة من أتباع التابعين
ومراسيل صغار التابعين لا تصلح في الشواهد على  الصحيح فكيف بمن  هو دونهم ؟!

وقال العقيلي فيما تقدم :" وإنما يروى هذا عن أنس بإسناد لا يثبت "

وهذا الشاهد عن أنس لا ندري إن كان ضعفه شديداً أو محتملاً فلا يمكن إثبات الحديث به

فمدار الحديث على سند استنكره الأئمة على راويه ، وآخر معضل ، وآخر معدوم لا ندري عنه شيئاً ولا يمكن تقوية الخبر بمثل هذا

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم