الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن أبي الدنيا في الرضا عن الله بقضائه 28 :
حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري
، قال : حدثنا أبو أسامة ، قال : حدثنا الأعمش ، عن مسلم ، عن مسروق ، قال :
كان رجل بالبادية له كلب وحمار
وديك فالديك يوقظهم للصلاة والحمار ينقلون عليه الماء ويحمل لهم خباءهم والكلب يحرسهم
قال : فجاء ثعلب فأخذ الديك فحزنوا لذهاب الديك وكان الرجل صالحا فقال : عسى أن يكون
خيرا ثم مكثوا ما شاء الله ثم جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله فحزنوا لذهاب الحمار فقال
الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرا ثم مكثوا ما شاء الله بعد ذلك ثم أصيب الكلب فقال
الرجل الصالح : عسى أن يكون خيرا ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله ، فأصبحوا ذات يوم فنظروا
فإذا قد سبي من حولهم وبقوا هم قال : وإنما أخذوا أولئك بما كان عندهم من الصوت والجلبة
ولم يكن عند أولئك شيء يجلب ، قد ذهب كلبهم وحمارهم وديكهم »
أقول : هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ، ومسروق بن الأجدع تابعي مخضرم
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ، وقد رأى الصديق ، وسمع عمر بن الخطاب ومن
بعدهم
وهذه القصة الثابتة ، وفيها عبرة وتسلية لأهل المصائب وفي قصة موسى والخضر
هذا المعنى ، والصبر واجب والرضا مستحب كما بينه ابن القيم في عدة الصابرين ، وهذا
يستدرك به على من قال أن الواجب أفضل من المستحب مطلقاً ، فالمستحب هنا أفضل من الواجب
، أو يقال أن الرضا هو صبر وزيادة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم