مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : (الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث )

الكلام على حديث : (الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث )

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
      
                     
قال البزار في مسنده 9272: حدثنا زَكَرِيَّا بن يحيى الضرير حدثنا شبابة بن سوار حدثنا مغيره ابن مسلم عن الأعمش عن أبي صالحٍ , عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من دعاكم على طعام فأجيبوه ومن سألكم بالله فأعطوه ومن استعاذ بالله فأعيذوه ومن آتى إليكم خيرا فكافئوه فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه فادعوا له حتى يعلم أن قد كافأتموه .
وهذا الحديثُ لاَ نَعْلَمُ رَوَاهُ , عَنِ الأَعْمَشِ , عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , إلا المغيرة بن مسلم وأحسبه أخطأ فيه لأن هذا الحديث رواه أبو عوانة وعبد العزيز بن مسلم عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عُمَر , رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا
9273: وبه قال : قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصلاة ثلاثة أثلاث الطهور ثلث والركوع ثلث والسجود ثلث فمن أداها بحقها قبلت منه وقبل منه سائر عمله ومن ردت عليه صلاته رد عليه سائر عمله.
وهذا الحديثُ إنما يحفظ من حديث الأعمش , عن أبي صالح عن كعب من قوله ولا نعلم أحدا أسنده فقال عن أبي صالح , عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا المغيرة بن مسلم ولم يتابع عليه

أقول : المغيرة بن مسلم ليس من اصحاب الأعمش المعروفين وليس له عنه رواية في الكتب الستة

وقد أخطأ في الحديث الأول كما بين البزار ، فهذا يوجب الشك في خبره الثاني لاعتبار أنه ليس من أصحاب الأعمش المعروفين ولم يوافقهم على صحيح حديثه ، وأخطأ في حديث رواه عنه

قال مسلم في صحيحه :" فَأَمَّا مَنْ تَرَاهُ يَعْمِدُ لِمِثْلِ الزُّهْرِيِّ فِي جَلاَلَتِهِ ، وَكَثْرَةِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ الْمُتْقِنِينَ لِحَدِيثِهِ وَحَدِيثِ غَيْرِهِ ، أَوْ لِمِثْلِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، وَحَدِيثُهُمَا عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ مَبْسُوطٌ مُشْتَرَكٌ ، قَدْ نَقَلَ أَصْحَابُهُمَا عَنْهُمَا حَدِيثَهُمَا عَلَى الاِتِّفَاقِ مِنْهُمْ فِي أَكْثَرِهِ ، فَيَرْوِي عَنْهُمَا ، أَوْ عَنْ أَحَدِهِمَا الْعَدَدَ مِنَ الْحَدِيثِ مِمَّا لاَ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا ، وَلَيْسَ مِمَّنْ قَدْ شَارَكَهُمْ فِي الصَّحِيحِ مِمَّا عِنْدَهُمْ ، فَغَيْرُ جَائِزٍ قَبُولُ حَدِيثِ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ النَّاسِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ"

والأعمش كالزهري في هذا ، وقد بين البزار أن الخبر الثاني خطأ وأنه من كلام كعب الأحبار

قال عبد الرزاق في المصنف 3748 : أَخْبَرَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ذَكْوَانَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: " إِنَّ الصَّلَاةَ ثَلَاثَةُ أَثْلَاثٍ: ثُلْثٌ طَهُورٌ، وَثُلْثٌ رُكُوعٌ، وَثُلْثٌ سُجُودٌ، فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ قُبِلْنَ مِنْهُ، وَمَنْ نَقَصَ فَإِنَّمَا يَنْقُصُ مِنْ نَفْسِهِ "

وذكوان هو نفسه أبو صالح فهذا هو الصواب أن هذا الخبر من كلام كعب الأحبار كما استظهره البزار رحمه الله تعالى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي