مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: التنبيه على أثر يذكره عائض القرني ويعزوه للموطأ

التنبيه على أثر يذكره عائض القرني ويعزوه للموطأ



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال عائض القرني في كتابه ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ) ص179 :" وعند مالك في الموطأ أن عمر مر بأهل صفوان بن معطل فقال : أين صفوان ؟
قالوا : قام البارحة حتى اقترب الفجر فنام عن صلاة الفجر .
قال عمر : لئن أشهد الصلاة مع المسلمين جماعة أحب إلي من أقوم الليل كله "

قلت : لم أجد هذا الأثر   في الموطأ ولا في غيره من الكتب .
 وإن من المعقول عند المرء أن يتكلم خطيب فيهم في العزو أو يدخل عليه خبر في خبر وأما أن يحصل هذا في كتاب في زمن الفهارس والمجامع الالكترونية فهذا مستقبح والله المستعان

على أنه حتى في حال الخطابة لا بد من بيان خطأ المخطيء

ثم أفادني أحد الاخوة أن له أصلا عند عبد الرزاق :
2011 : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ، عَنِ الشِّفَاءِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ بَيْتِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَوَجَدَ عِنْدِي رَجُلَيْنِ نَائِمَيْنِ، فَقَالَ: وَمَا شَأْنُ هَذَيْنِ مَا شَهِدَا مَعِي الصَّلَاةَ؟
 قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صَلَّيَا مَعَ النَّاسِ، وَكَانَ ذَلِكَ فِي رَمَضَانَ فَلَمْ يَزَالَا يُصَلِّيَانِ حَتَّى أَصْبَحَا، وَصَلَّيَا الصُّبْحَ، وَنَامَا، فَقَالَ عُمَرُ: «لَأَنْ أُصَلِّيَ الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ لَيْلَةً حَتَّى أُصْبِحَ  .

وهذا السياق فيه أن الرجلين ما ناما حتى صليا الصبح ، وخبر عائض فيه أن النوم كان قبل الصلاة مع نسبة ذلك لصفوان بن معطل وإلا فمعنى كلام عمر وارد في المرفوع

وقال عبد الرزاق في المصنف 2010 : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: جَاءَتْ شِفَاءٌ إِحْدَى نِسَاءِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ عُمَرَ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ:
مَا لِي لَا أَرَى أَبَا حَثْمَةَ لِزَوْجِهَا شَهِدَ الصُّبْحَ؟ وَهُوَ أَحَدُ رِجَالِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ» قَالَتْ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ دَأَبَ لَيْلَتَهُ فَكَسَلَ أَنْ يَخْرُجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ ثُمَّ رَقَدَ؟ فَقَالَ:  وَاللَّهِ لَوْ شَهِدَهَا لَكَانَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ دُؤُوبَةِ لَيْلَتَهُ.

وهذا منقطع وهو في معنى ذاك

وأنا قلت لا أصل له بمعنى بسياقه المذكور وأن رجلاً من الصحابة قام الليل حتى بلغ الصبح نام قبل أن يصلي أصلاً

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي