مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: هل صح اتصال سند الجعد بن درهم بلبيد بن الأعصم اليهودي ؟

هل صح اتصال سند الجعد بن درهم بلبيد بن الأعصم اليهودي ؟



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فمن المعلوم عند طلبة العلم أن أول من قال بخلق القرآن في هذه الأمة هو الجعد بن درهم .
 واتفق أهل العلم على تكفير القائلين بهذه البدعة الخبيثة التي مفادها أن الله عز وجل لا يتكلم

وقد علم أن اليهود والنصارى لا ينفون الكلام والعلو عن الله عز وجل

قال عبد الله بن أحمد في السنة 175 : حدثني عبد الله بن أحمد بن شبويه أبو عبد الرحمن ، قال : سمعت علي بن الحسن يعني ابن شقيق ، يقول : سمعت عبد الله ، يقول :
 الإيمان قول وعمل يزيد وينقص ، وسمعته يقول : إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية .

وقد ذكر جماعة من أهل العلم أن الجعد بن درهم له إسناد متصل بلبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الحموية ص8 :" وَقَدْ قِيلَ إنَّ الْجَعْدَ أَخَذَ مَقَالَتَهُ عَنْ أَبَانَ بْنِ سَمْعَانَ وَأَخَذَهَا أَبَانُ عَنْ طَالُوتَ بْنِ أُخْتِ لَبِيَدِ بْنِ الْأَعْصَمِ وَأَخَذَهَا طَالُوتُ مِنْ لَبِيَدِ بْنِ الْأَعْصَمِ : الْيَهُودِيِّ السَّاحِرِ الَّذِي سَحَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "

وقول شيخ الإسلام ( قيل ) من دقته رحمه الله ، إذ لم يجزم شكاً منه بصحة الرواية

قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (72/ 100) :" سئل أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الغسيلي: من أين كان جهم؟ قال: من ترمذ، وكان يذهب في بدء أمره، ثم صار صاحب جيش الحارث بن سريج بمرو، فقتله سلم بن أحوز في المعركة وقبره بمرو. وسئل: ممن أخذ ابن أبي دؤاد؟
 فقال: من بشر المريسي، وبشر المريسي أخذه من جهم بن صفوان، وأخذه جهم من الجعد بن درهم، وأخذه جعد بن درهم من أبان بن سمعان، وأخذه أبان من طالوت ابن أخت لبيد وختنه ، وأخذه طالوت من لبيد بن أعصم، اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم. وكان لبيد يقرأ القرآن، وكان يقول بخلق التوراة، وأول من صنّف في ذلك طالوت، وكان طالوت زنديقا وأفشى الزندقة، ثم أظهره جعد بن درهم"

قلت : أبو إسحاق الغسيلي اسمه إبراهيم بن إسحاق وليس ابن محمد فلعله نسب إلى جده ، وهو لم يدرك تلك الحقبة بل بينه وبينها ما يقارب 100 عام واكثر

وهو نفسه غير ثقة قال الخطيب في تاريخ بغداد :" وكَانَ غير ثقة"

ولم أقف على سند آخر لهذه الحكاية فالذي يبدو أنها لم تصح 

والذي يظهر لي أن سند الجهمية متصل بمن هم أخبث من اليهود ألا وهم الفلاسفة فكلام الفلاسفة لما ترجم كان أقرب شيء لكلام الجهم بن صفوان وشيخه الجعد حتى إن ابن سينا الفيلسوف كان يعد المعتزلة مشبهة 
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي