مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: تنبيه للدكتور محمد غيث حول حديث نشره في صفحته في تويتر

تنبيه للدكتور محمد غيث حول حديث نشره في صفحته في تويتر



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


غرد الدكتور محمد غيث في صفحته في تويتر ما يلي :" إذا عصفت الفتن فالزم هذا
قال نبينا : اعْمَلْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللهِ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَوَامَّهُمْ رواه الطبراني "

نقلت التغرودة من الذاكرة وأرجو أن أكون قد نقلتها بالنص ولكن الحديث نقلته كما هو

وهذا الحديث بهذا اللفظ ضعيف جداً ما ينبغي الجزم بنسبته للنبي صلى الله عليه وسلم

قال الطبراني في الكبير 5984 : حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْحَاقَ التُّسْتَرِيُّ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا صَالِحُ بْنُ مُوسَى، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: كَيْفَ بِكَ إِذَا بَقِيتَ فِي حُثَالَةٍ مِنَ النَّاسِ، وَقَدْ مُزِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ، وَاخْتَلَفُوا، فَصَارُوا هَكَذَا - وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ -؟.
قَالَ: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ:  اعْمَلْ بِمَا تَعْرِفُ، وَدَعْ مَا تُنْكِرُ، وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنَ فِي دِينِ اللهِ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَدَعْ عَوَامَّهُمْ .

في سنده صالح بن موسى اتفقوا على أنه متروك ضعيف جداً

قال المزي في تهذيب الكمال :" قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال فى موضع آخر : صالح بن موسى و إسحاق بن موسى ليسا بشىء ، و لا يكتب
حديثهما .
و قال هاشم بن مرثد الطبرانى ، عن يحيى بن معين : ليس بثقة .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : ضعيف الحديث على حسنه .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عنه فقال : ضعيف الحديث ، منكر الحديث
جدا ، كثير المناكير عن الثقات ، قلت : يكتب حديثه ؟ قال : ليس يعجبنى حديثه .
و قال البخارى : منكر الحديث عن سهيل بن أبى صالح .
و قال النسائى : لا يكتب حديثه ، ضعيف .
و قال فى موضع آخر : متروك الحديث .
و قال أبو أحمد بن عدى : عامة ما يرويه لا يتابعه عليه أحد . و هو عندى ممن لا
يتعمد الكذب ، و لكن يشبه عليه و يخطىء ، و أكثر ما يرويه فى جده من الفضائل ما
لا يتابعه عليه أحد "

وقال في ابن حجر في التهذيب :" و قال عبد الله بن أحمد : سألت أبى عنه فقال : ما أدرى ، كأنه لم يرضه .
و قال العقيلى : لا يتابع على شىء من حديثه .
و قال ابن حبان : كان يروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات حتى يشهد المستمع
لها أنها معمولة أو مقلوبة ، لا يجوز الاحتجاج به .
و قال أبو نعيم : متروك ، يروى المناكير . اهـ"

والأحاديث المنكرة لا يجوز روايتها إلا مع بيان حالها باتفاق ، خصوصاً مع حذف الأسانيد
والأحاديث الواردة في الفتن كثيرة وتغني عن هذا الحديث .
وإن كان لعامته شواهد إلا أنه بهذا التمام منكر وهو أشبه بكلام السلف منه بكلام النبي صلى الله عليه وسلم .
وإنما ورد عن النبي في صحيح ابن حبان ( تَعْمَلُ بِمَا تَعرِفُ وتَدَعُ مَا تُنْكِرُ وتَعمَلُ بخاصَّةِ نَفْسِكَ وتَدَعَ عَوَامَّ الناس) وهذا يؤكد نكارة فقرة التلون في الدين التي انفردت به هذه الرواية وأما الحديث في صحيح ابن حبان فلبحثه مقام آخر
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي