مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث : ( لو تعلمون قدر رحمة الله تعالى لاتكلتم و ما عملتم من عمل )

الكلام على حديث : ( لو تعلمون قدر رحمة الله تعالى لاتكلتم و ما عملتم من عمل )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
          
                 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :                 
قال البزار كما في مختصر زوائده [2221] حدثنا أبو كريب ثنا أبو معاوية، عن الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
 لو تعلمون قدر رحمة الله تعالى لاتكلتم - أحسبه قال : عليها .

عطية ضعيف
قال ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله 65 : وحدثني أبي قال : أخبرنا عبد الوهاب ، أخبرنا سعيد ، عن قتادة ، قال : ذكر لنا : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : :
 لو يعلم العبد قدر عفو الله ما تورع  من حرام ولو يعلم قدر عقوبته لبخع نفسه .
وهذا مرسل

وهل يقوي السابق ؟

الجواب : لا لأن مراسيل قتادة من أوهى المراسيل وهو من صغار التابعين ومراسيلهم لا تصلح للتقوية كما أنه أخذ من طبقة عطية العوفي فيحتمل أن يكون أخذ الخبر منه

قال الذهبي في الموقظة :" وأوهى من ذلك : مراسيلُ الزهري ، و قتادة ، وحُمَيد الطويل ،
من صغار التابعين .
وغالبُ المحقَّقين يَعُدُّون مراسيلَ هؤلاء مُعْضَلاتٍ ومنقطِعات ، فإنَّ
غالبَ رواياتِ هؤلاء عن تابعيٍّ كبير ، عن صحابي ، فالظنُّ بممُرْسِلِه أنه أَسقَطَ من إسنادِه اثنين "


قال ابن كثير في الباعث الحثيث :" والذي عول عليه كلامه _ يعني الشافعي _ في الرسالة " أن مراسيل كبار التابعين حجة، إن جاءت من وجه آخر ولو مرسلة، أو اعتضدت بقول صحابي أو أكثر العلماء، أو كان المرسل لو سمى لا يسمي إلا ثقة، فحينئذ يكون مرسله حجة، ولا ينتهض إلى رتبة المتصل "

فخص مراسيل كبار التابعين بقابلية الاعتضاد

وقال العراقي في التقييد والإيضاح (1/39) :" "قوله" حكاية عن نص الشافعي رضى الله عنه في مراسل التابعين أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه مسندا وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعى إلاول في كلام له ذكر فيه وجوها من إلاستدلال على صحة مخرج المرسل بمجيئه من وجه آخر انتهى كلامه وفيه نظر من حيث أن الشافعي رضى الله عنه إنما يقبل من المراسيل التي اعتضدت بما ذكر مراسيل كبار التابعين بشروط أخرى في من أرسل كما نص عليه في الرسالة"

وقال ابن حجر في النكت على ابن الصلاح (2/ 543) :" وهذا الذي عليه جمهور المحدثين، ولم أر تقييده بالكبير صريحا عن أحد، لكن نقله ابن عبد البر عن قوم ، بخلاف ما يوهمه كلام المصنف. نعم قيد الشافعي المرسل الذي يقبل - إذا اعتضد - بأن يكون من رواية التابعي الكبير.
ولا يلزم من ذلك، أنه لا يسمى ما رواه التابعي الصغير مرسلا.
والشافعي مصرح بتسمية رواية من دون كبار التابعين مرسلة وذلك في قوله: "ومن نظر في العلم بخبرة وقلة غفلة استوحش من مرسل كل من دون كبار التابعين بدلائل ظاهرة"

فالخبر لا يثبت
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي