مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر أصابه قبل ذلك ما أصابه )

الكلام على حديث ( من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من الدهر أصابه قبل ذلك ما أصابه )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال ابن حبان في صحيحه 3004 :  أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الشَّرْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْفَارِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنِ الْأَغَرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَإِنَّهُ مَنْ كَانَ آخِرُ كَلِمَتِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عِنْدَ الْمَوْتِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، وَإِنْ أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ.

محمد بن إسماعيل الفارسي وافقه عيسى بن يونس على الرواية المرفوعة ، وخالفهما غيرهما فروى الخبر موقوفاً

قال عبد الرزاق في المصنف 6045 : عَنِ الثَّوْرِيِّ، عَنْ حُصَيْنٍ، وَمَنْصُورٍ - أَوْ أَحَدِهِمَا -، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: " مَنْ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، أَنْجَتْهُ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ، أَصَابَهُ قَبْلَ ذَلِكَ مَا أَصَابَهُ "

وجاء في حديث سفيان 108- حدثنا قَبِيصَة , حدثنا سفيان , عن مَنْصُور عن هلال بن يساف عن الأغر , عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال من قال لا إله إلا الله أنجته يوما من دهره أصابه قبل ذلك ما أصابه.

وقال البيهقي في الشعب 97 : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا البزار ـ يعني أحمد بن عمرو ـ ثنا أبو كامل ثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من قال لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره أصابه قبل ذلك ما أصابه
هنا أبو عوانة رواه عن منصور مرفوعاً ، وقد تابع منصوراً حصين واختلف عنه فمنهم من رواه عنه موقوفاً ومنهم من رواه مرفوعاً

وقال ابن فضيل في كتاب الدعاء 161 : حدثنا حصين بن عبد الرحمن ، عن هلال بن يساف ، عن الأغر أبي مسلم ، عن أبي هريرة قال :   من قال : لا إله إلا الله ، نفعته يوما من الدهر ، أصابه قبل ذلك ما أصابه  

وقال الطبراني في الأوسط 6580 : حدثنا محمد بن عمرو ، ثنا أبي ، ثنا حديج بن معاوية ، ثنا حصين ، عن هلال بن يساف ، عن الأغر ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   من قال : لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره ، أصابه قبل ذلك ما أصابه .
 لم يرو هذا الحديث عن حصين إلا حديج بن معاوية .

حديج صدوق يخطيء وقد خالفه ابن فضيل فوقفه فالصواب من رواية حصين الوقف

وهذا خلاف شديد كما ترى وقد رجح الدارقطني الوقف

جاء في علل الدارقطني :" س 2260 : وسُئِل عَن حَدِيثِ الأَغَرِّ ، واسمُهُ سَلمانُ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : مَن قال لا إِلَه إِلاّ الله أَنجَتهُ يَومًا مِن الدَّهرِ أَصابَهُ قَبلَها ما أَصابَهُ.
فَقال : يَروِيهِ هِلاَلُ بن يَسافٍ ، عَنِ الأَغَرِّ ، حَدَّث بِهِ مَنصُورُ بن المُعتَمِرِ ، وحُصَينُ بن عَبدِ الرَّحمَنِ ، واختُلِف عَنهُما .
 فَأَمّا مَنصُورٌ ، فَرَواهُ الثَّورِيُّ ، عَن مَنصُورٍ ، واختُلِف عَنهُ .
 فَرَواهُ عِيسَى بن يُونُس ، وابن إِسماعِيل الفارِسِيُّ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، عَن مَنصُورٍ مَرفُوعًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
وَخالَفَهُما أَبُو نُعَيمٍ ، فَوَقَفَهُ عَلَى أَبِي هُرَيرة .
 وزاد أَبُو إِسماعِيل الفارِسِيُّ ، وهُو مُحَمد بن إِسماعِيل فِي هَذا الحَدِيثِ كَلِمَةً لَم يَقُلها غَيرُهُ ، وهِي قَولُهُ : لَقِّنُوا مَوتاكُم لا إِلَه إِلاّ الله.
وَرَواهُ أَبُو عَوانَة ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ حِبانُ بن هِلاَلٍ ، عَن أَبِي عَوانَة ، عَن مَنصُورٍ مَرفُوعًا.
وغَيرُهُ يَروِيهِ عَن أَبِي عَوانَة مَوقُوفًا.
وَكَذَلِك رَواهُ إِبراهِيمُ بن طَهمان ، وجَرِيرُ بن عَبدِ الحَمِيدِ ، وأَبُو حَفصٍ الأَبارُ ، عَن مَنصُورٍ.
وأمَّا حُصَينُ بن عَبدِ الرَّحمَنِ ، فَرَواهُ عَمرو بن عُثمان الكِلاَبِيُّ ، عَن زُهَيرِ بنِ مُعاوِيَة ، عَن حُصَينٍ ، عَن هِلاَلٍ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم.
وَخالَفَهُ شُعبَةُ ، وهُشَيمٌ ، وعَبثَرُ بن القاسِمِ ، رَوَوهُ عَن حُصَينٍ ، عَن هِلاَلٍ ، مَوقُوفًا.
وَرَواهُ عَلِيُّ بن عابِسٍ ، عَن حُصَينٍ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَن أَبِي هُرَيرة مَوقُوفًا ، أَسقَط مِنهُ هِلاَل بن يَسافٍ.
والصَّحِيحُ عَن حُصَينٍ ، ومَنصُورٍ المَوقُوفُ "

وقد مال البزار إلى ترجيح المرفوع غير أن كلام الدارقطني في جمع الطرق أوعى وأقوى والله أعلم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي