مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: آثار مشهورة منتشرة عن أبي بكر الصديق ولا تصح ...

آثار مشهورة منتشرة عن أبي بكر الصديق ولا تصح ...



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فهذه آثار منتشرة في الشابكة بعنوان ( من أروع ما قال الصديق ) وعامتها لا تصح

1- ( احرص على الموت توهب لك الحياة)
 وهذا ذكره الدينوري في المجالسة بلا إسناد إلى سفيان وسفيان يرسله عن الصديق وهذا معضل شديد الاعضال

2- ( إذا استشرت فاصدق الحديث تُصْدَقِ المشورة، ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك)
وهذا رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (65/ 249) وفي سنده ابن دريد اللغوي متكلم فيه ، وهو معضل يرويه معمر بن المثنى عن الصديق في وصيته ليزيد بن أبي سفيان
وقد روى الواقدي هذا الخبر وهو كذاب

3- ( أربع من كن فيه كان من خيار عباد الله: من فرح بالتائب، واستغفر للمذنب، ودعا المدبر، وأعان المحسن)
وهذا لا أصل له عن الصديق وإنما نسبه له صاحب مجمع الأمثال وهو متأخر وذكره بلا إسناد ولا أصل له في الكتب القديمة

4-( إذا فاتك خير فأدركه، وإن أدركك فاسبقه)
وهذا لم أجده

5-( أصلح نفسك يصلح لك الناس)
وهذا لم يرو عن الصديق وإنما روي عن معاوية في وصيته لابنه يزيد وفي سندها الواقدي الكذاب

6-( أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة)
هذا أوله روي عن الحسن بن علي ( أَكْيَسَ الْكَيْسِ التُّقَى ، وَإِنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ) بسند يحتمل في الموقوف
وقد روي بسند محتمل في كتاب الأموال عن الصديق أنه :" أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ الْهُدَى"
وروى البيهقي في السنن الكبرى عن الصديق :" إن أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور ألا وإن الصدق عندي الأمانة والكذب الخيانة" وهو من رواية الحسن عن أبي بكر وهو منقطع ، ولفظه مختلف عن اللفظ المنتشر في المنتديات
فقولهم ( وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة) لم أجده

7- ( إن الله قرن وعده بوعيده؛ ليكون العبد راغبًا راهبًا)
وهذا بهذا اللفظ لا أصل له عن الصديق وإنما نسبه له بعض المتأخرين الذين جاءوا بعد المائة الثامنة للصديق ولا يشبه كلامه وإنما روي عنه في الحلية ( وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى ذَكَرَ أَهْلَ النَّارِ فَذَكَرَهُمْ بِأَسْوَأِ أَعْمَالِهِمْ , وَرَدَّ عَلَيْهِمْ أَحْسَنَهُ , فَإِذَا ذَكَرْتُهُمْ قُلْتُ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا أَكُونَ مَعَ هَؤُلَاءِ , لِيَكُونَ الْعَبْدُ رَاغِبًا رَاهِبً)
وإسناده منقطع فإن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط لم يدرك أبا بكر كما نص عليه الدارقطني في العلل

8- ( إن الله يرى من باطنك ما يرى من ظاهرك)
وهذا رواه البلاذري في أنساب الأشراف من حديث الواقدي الكذاب وقد أعضله

9- ( إن عليك من الله عيونًا تراك)
وهذا لم أجده

10- ( إن كثير الكلام ينسي بعضه بعضًا)
وهذا في وصيته ليزيد بن أبي سفيان التي تقدم الكلام عليها

11- ( إنَّ كل مَنْ لم يهدهِ الله ضالٌّ، وكل من لم يعافه الله مبتلًى، وكل من لم يُعِنه الله مخذول، فمن هدى الله كان مهتديًا، ومن أضلَّه الله كان ضالاًّ)
رواه الطبري في تاريخه وفي سنده سيف التميمي الكذاب

12- ( خير الخصلتين لك أبغضهما إليك)
وهذا متنه لا أصل له عن الصديق وإنما ذكره صاحب بلوغ الأرب بلا إسناد وهو متأخر

13- ( لا يكونن قولك لغواً في عفو ولا عقوبة)
وهذا لا أصل له عن الصديق وإنما ذكره صاحب مجمع الأمثال

14- ( ليتني كنتُ شجرة تُعَضَّد ثم تؤكل)
وليس هذا لفظه المروي عن الصديق وإنما رواه هناد في الزهد ولفظه ( مر أبو بكر بطير واقع على شجرة ، فقال :   طوبى لك يا طير ؛ تقع على الشجر وتأكل الثمر ، ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب ياليتني كنت مثلك ؛ والله لوددت أن الله خلقني شجرة إلى جانب الطريق ، فمر بي بعير فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ، ثم ازدردني ، ثم أخرجني بعرا ولم أك بشرا .
 قال : وقال عمر :   يا ليتني كنت كبش أهلي ، سمنوني ما بدا لهم حتى إذا كنت أسمن ما أكون زارهم بعض ما يحبون فجعلوا بعضي شواء وبعضي قديدا ثم أكلوني ، فأخرجوني عذرة ولم أك بشرا .
وفي سنده جويبر متروك ، والضحاك لم يدرك أبا بكر

15- ( ليس مع العزاء مصيبة )
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق سفيان بن عيينة عن الصديق وهذا معضل

16- ( الموت أهون مما بعده، وأشد مما قبله)
وهذا سنده سند الخبر السابق

17- ( وقال رجل للصديق قال له: لأشتمّنك شتماً يدخل معك قبرك، قال: معك يدخل والله لا معي)
وهذا لم أجد له سنداً وإنما ذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان ، وذكره المبرد في الكامل في الأدب بلا إسناد

هذا ما تيسر وقد حرصت ألا أذكر إلا ما اشتد ضعفه ومع الأسف مع كثرة الصحيح الطيب يعتمد الناس مثل هذا .
 ولو كان كل ما ذكر في الكتب جزمنا به لسوينا بين كذب الكاذبين وصدق الصادقين ولا يستويان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي