الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن أبي شيبة في المصنف 37027: حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ
، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةَ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ
، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي
رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ.
ورد في عدد من طرق الحديث أن هذا كان في الشام ، وأمام يزيد بن أبي سفيان
لذا استنكر البخاري متنه من الناحية التاريخي
قال البخاري في التاريخ الأوسط
(158) :
حدثني محمد حدثنا عبدالوهاب بن
عبدالمجيد عن المهاجر بن أبي مخلد حدثنا أبو العالية قال : وحدثني أبو مسلم ، قال
:
كان أبو ذر بالشام وعليها يزيد بن أبي سفيان فغزا الناس فغنموا والمعروف
أن أبا ذر كان بالشام زمن عثمان وعليها معاوية ومات يزيد في زمن عمر ولا يعرف لأبي
ذر قدوم الشام زمن عمر رضي الله عنه .
وهو على هذه العلة معلول بالانقطاع
قال الدوري سألت ابن معين : أسمع أبو العالية من أبي ذر ؟ قال : لا ، إنما
يروي عن أبي مسلم عنه ، قلت : فمن أبو مسلم هذا ؟
قال : لا أدري .
وقد جاء الحديث من طريق أبي العالية عن أبي مسلم هذا عن أبي ذر كما عند
ابن عساكر في تاريخ دمشق (65/250) وأبو مسلم هذا جهله ابن معين كما ذكر .
قال البيهقي في الدلائل (6/467) : « هذا الإسناد إرسال بين أبي العالية وأبي
ذر .
وذكر ابن كثير في البداية والنهاية
(11/649) أنه من الأحاديث الضعيف والمنقطعة
في ذم يزيد بن معاوية ( هذا مستفاد من بحث لأحد الإخوة )
وقد استدل بعض من صنف في الطعن على معاوية بهذا الحديث على ثلب الصحابي
الجليل معاوية بن أبي سفيان ، والخبر على ضعفه وارد في يزيد
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (3/200) :" رَوَى عَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ،
عَنْ مُهَاجِرٍ أَبِي مَخْلَدٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو العَالِيَةِ قَالَ: غَزَا يَزِيْدُ
بنُ أَبِي سُفْيَانَ بِالنَّاسِ فَوْقَعَتْ جَارِيَةٌ نَفِيْسَةٌ فِي سَهْمِ رَجُلٍ
فَاغْتَصَبَهَا يَزِيْدُ فَأَتَاهُ أَبُو ذَرٍّ فَقَالَ: رُدَّ على الرجل جاريته فتلكأ
فقال: لئن فَعَلْتَ ذَلِكَ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- يَقُوْلُ: "أَوَّلُ مَنْ يُبَدِّلُ سُنَّتِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ
يُقَالُ لَهُ: يَزِيْدُ". فَقَالَ: نَشَدْتُكَ اللهَ أَنَا مِنْهُم? قَالَ لاَ
فَرَدَّ عَلَى الرَّجُلِ جَارِيَتَهُ. أَخْرَجَهُ الرُّوْيَانِيُّ فِي "مُسْنَدِهِ"
بل لو صح لدل على أن معاوية ما بدل سنة صلى الله عليه وسلم ولا عثمان قبله
!
فيكون فضيلة لمعاوية وعثمان وما أظن هذا يرضي حسن المالكي
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
