مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: من عظيم فضل الوضوء : ما آتاكم الله خيرٌ مما آتاهم

من عظيم فضل الوضوء : ما آتاكم الله خيرٌ مما آتاهم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الطبري في تفسيره 10422: حدثني محمد بن المثنى قال، حدثنا ابن أبي عدي، عن شعبة، عن عاصم، عن أبي وائل قال، قال عبد الله:
 كانت بنو إسرائيل إذا أصابَ أحدهم ذنبًا أصبح قد كُتِب كفارة ذلك الذنب على بابه. وإذا أصاب البولُ شيئًا منه، قَرَضه بالمقراض.
 فقال رجل: لقد آتى الله بني إسرائيل خيرًا!
 فقال عبد الله: ما آتاكم الله خيرٌ مما آتاهم، جعل الله الماءَ لكم طهورًا وقال: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ)
وقال:"ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورًا رحيمًا".

وهذا إسناد قوي إلى ابن مسعود ، وظاهره أن ما جعل عز وجل لنا في فضل الوضوء والاستغفار أعظم مما كان لبني إسرائيل من كون أحدهم يدل على كفارة ذنبه

فماء الوضوء ليس للطهارة الحسية فقط بل هو طهارة معنوية كما ورد في الخبر

قال الإمام مسلم في صحيحه 498- [32-244] حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ (ح) وَحَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ ، وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
 إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ ، أَوِ الْمُؤْمِنُ ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ، فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ، فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ ، أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ ، حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ.

ولهذا كان الطهور شطر الإيمان فإن الإيمان مبني على أمرين فعل المأمورات وتحصيل ثوابها .
 وترك المنهيات والسلامة من عقوبتها ، والطهور يتعلق بالأمر الثاني

وإذا كان هذا فضل الوضوء وإنما هو تأهب للصلاة وشرط لصحتها فكيف بفضل الصلاة نفسها

على أنه ما ينبغي للمسلم أن يغتر بهذا فإن الكبائر الأصل فيها أنها لا تكفر إلا بالتوبة فالبدار إلى التوبة البدار ، فإن كل نفس يتنفسه المرء فرصة جديدة إلى التوبة فرصة لا تعوض فإنما المرء أيام كلما ذهب منها شيء ذهب بعضه حتى يوافي أجله
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي