مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء ، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين )

الكلام على حديث ( كان يبعث إلى المطاهر فيؤتى بالماء ، فيشربه يرجو بركة أيدي المسلمين )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال الطبراني في الأوسط :
806 : حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني قال : نا محرز بن عون قال : نا حسان بن إبراهيم الكرماني ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر قال :
 قلت : يا رسول الله ، الوضوء من جر جديد مخمر أحب إليك أم من المطاهر ؟
 فقال :   لا ، بل من المطاهر ، إن دين الله الحنيفية السمحة  .
قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى المطاهر ، فيؤتى بالماء ، فيشربه ، يرجو بركة أيدي المسلمين .
لم يرو هذا الحديث عن عبد العزيز بن أبي رواد إلا حسان بن إبراهيم.

أقول : هذا متنٌ غريب وقد أبان ابن عدي علة هذا الحديث في ترجمة حسان بن إبراهيم من الكامل حيث استنكر عليه هذا الحديث وقال :"
حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنا مُحَمد بْنُ عون، حَدَّثَنا حسان بن إبراهيم، حَدَّثَنا عَبد الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي رَوَّاد، عَنْ نَافِعٍ، عنِ ابْنِ عُمَر أَنَّهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ الْوُضُوءُ مِنْ جَرٍّ جَدِيدٍ مخمر أَحَب إليك أُمّ الضوء مِنَ الْمَطَاهِرِ؟ قَال: لاَ بَلْ مِنَ الْمَطَاهِرِ إِنَّ دِينَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الحنيفية السمحة.
حَدَّثَنَاهُ ابن صاعد، حَدَّثَنا القاسم بن يزيد الوزان، حَدَّثَنا وَكِيعٌ قَالَ عَبد الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّاد، عَنْ مُحَمد بْنِ وَاسِعٍ الأَزْدِيِّ قَالَ: جَاء رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسلَّمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ"

قلت : فخالف وكيعٌ حسانَ بن إبراهيم فأرسله ، بل أعضله فمحمد بن واسع من صغار التابعين ،ووكيع لا شك أوثق من حسان بن إبراهيم المختلف فيه .
 وهذا المتن يخالف الأحاديث الصحيحة الكثيرة التي تنص على تبرك الصحابة بفضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم لا العكس .

ولو فرضنا أن الحديث محفوظٌ من طريق ابن أبي رواد عن نافع
فقد تكلم ابن حبان في روايته عن نافع خاصة حيث قال: "لم يصل عليه الثوري لأنه كان يرى الإرجاء، وكان ممن غلب عليه التقشف حتى كان لا يدري ما يحدث به
فروى عن نافع أشياء لا يشك من الحديث صناعته إذا سمعها أنها موضوعة، كان يحدث بها توهما لا تعمدا .
ومن حدث على الحسبان وروى على التوهم حتى كثر ذلك منه سقط الاحتجاج به وإن كان فاضلا في نفسه، وكيف يكون التقي في نفسه من كان شديد الصلابة في الإرجاء كثير البغض لمن انتحل السنن " (المجروحين: 2 \ 136 - 137)

وضعف هذا الخبر المعلمي في تعليقه على الفوائد المجموعة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي