الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال أحمد في مسنده 6704 : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ الْعَاصَ بْنَ
وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ
بْنَ الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ ؟
فَقَالَ: أَمَّا أَبُوكَ، فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ، فَصُمْتَ،
وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ، نَفَعَهُ ذَلِكَ .
حجاج بن أرطأة قال فيه في التقريب :" صدوق كثير الخطأ و التدليس ،
أحد الفقهاء"
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :" حَدثنا محمد بن حمويه بن
الحسن، قال: سَمِعتُ أبَا طالب، قال: سَمِعتُ أبَا عَبد الله، يَعني أَحمد بن حَنبل،
يقول: كان الحجاج من الحفاظ، قلتُ: فلم ليس هو عند الناس بذلك؟
قال: لأَن في حديثه زيادة على
حديث الناس، ليس يكاد له حديث إِلاَّ فيه زيادة"
وقد انفرد بزيادة ( فصمت ) من دون من هو أوثق منه، فتكون زيادةً شاذة
قال أبو داود في سننه 2883 : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني
أبي قال ثنا الأوزاعي حدثني حسان بن عطية عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
: أن العاص بن وائل أوصى أن يعتق عنه مائة رقبة فأعتق ابنه هشام خمسين
رقبة فأراد ابنه عمرو أن يعتق عنه الخمسين الباقية فقال حتى أسأل رسول الله صلى الله
عليه و سلم فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يارسول الله إن أبي أوصى بعتق مائة
رقبة وإن هشاما أعتق عنه خمسين وبقيت عليه خمسون رقبة أفأعتق عنه ؟ فقال رسول الله
صلى الله عليه و سلم " إنه لو كان مسلما فأعتقتم عنه أو تصدقتم عنه أو حججتم عنه
بلغه ذلك "
فهذا إسناد ظاهره القوة وليس فيها
زيادة ذكر الصيام فدل على شذوذها
وحسان بن عطية أوثق من حجاج بن أرطأة فلا تقبل زيادة حجاج من دونه ، خصوصاً
مع تنصيص أحمد على أن حديث حجاج فيه زيادة على حديث غيره ، وقد ذهب جمع من الأئمة إلى
أن أحاديثه عن عمرو دلسها عن العرزمي المتروك ولم يسمع منه أربعة أحاديث
فإن قلت قد صرح بالتحديث هنا
قلت : التصريح لا يوجد إلا في مسند أحمد ففي القلب منه شيء فقد قال الذهبي
في الميزان :" الظاهر من ابن المذهب أنه شيخ ليس بالمتقن، وكذلك شيخه ابن مالك،
ومن ثم وقع في المسند أشياء غير محكمة المتن ولا الإسناد"
والحديث عند ابن أبي شيبة في المصنف 12204 بالعنعنة
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم