مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: اطمئن إن اتقيت فإن معك السميع العليم

اطمئن إن اتقيت فإن معك السميع العليم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


فإن أطيب الكلام وأحلاه وأحسنه وأوقعه في القلوب المطمئنة
الكلام عن أسماء الله وصفاته التي ملأت كتاب الله عز وجل وسنة نبيه .
ولو تأملها المرء وعاش معها لعاش الحياة الطيبة والله , ولوجد لذلك أثراً في قلبه يذيب ما علق به من قسوة

أخي المسلم !

إن عملت عملاً صالحاً ورأيته شاقاً فاحتسب مشقتك تلك واستمر فإن معك السميع العليم

قال الله تعالى : ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

وقال الله تعالى : ( إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

يسمع دعاءك وابتهالك ويعلم قدر مشقتك ويثيبك على ذلك والأجر على قدر المشقة ويضاعف سبحانه لمن يشاء بمنه وكرمه

أخي المسلم !

إن ثقل عليك مكر أهل الكفر والبدع وإعراضهم فلا تبتئس لذلك فإن معك السميع العليم

قال الله تعالى : ( فَإِنْ آَمَنُوا بِمِثْلِ مَا آَمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

وأول ما سقط دم عثمان لما قتله المجرمون المنافقون سقط على هذه الآية

أخي المسلم !

أبغض أهل البدع وحاربهم إذ أنهم يستدركون على الشريعة التي أنزلها السميع العليم

قال الله تعالى : ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

فما الحاجة إلى استدراك المستدركين على الكلمات التامة الصادقة من السميع العليم ، إن ذلك إلا إلحاد وجهل ؟

أخي المسلم إن راودك الخوف من غدر العدو ومن الإحسان المأمور به إليه فلا تتردد ولا تخف فإن معك السميع العليم

قال الله تعالى : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِن حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ)

أخي المسلم !

إن انهالت عليك إشاعات أهل الباطل وأكاذيبهم فلا تحزن فإن معك السميع العليم

قال الله تعالى : ( وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

أخي المسلم !

إن عرضت لك شهوة شديدة وثقل عليك دفعها فاستعن بالله السميع العليم لذلك وتذكر أنه معك

قال الله تعالى : ( قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

أخي المسلم !

إن كبر عليك استهزاء المستهزئين بالسنة والاتباع فلا تبتئس فإن معك السميع العليم

قال الله تعالى : ( لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (3) قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

وقال الله تعالى : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (215) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (216) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (217) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ (218) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (219) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

أخي المسلم !

إن أهمك أمر الرزق فلا يثقلن عليك هذا الهم بل ليذهب تماماً فإن معك السميع العليم

قال الله تعالى : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )

فرزقك ليس بيدك بل هو بيد السميع العليم ، الكريم الذي بيده خزائن السماوات والأرض

قال الله تعالى : ( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا )

ولا يمنعه كفر الكافرين من أن يرزقهم فأنت أيها المؤمن تخشى ذلك الأمر وتطيع وعد الشيطان

قال الإمام مسلم في صحيحه 7182- [49-2804] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَأَبُو أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ أَحَدَ أَصْبَرُ عَلَى أَذًى يَسْمَعُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، إِنَّهُ يُشْرَكُ بِهِ ، وَيُجْعَلُ لَهُ الْوَلَدُ ، ثُمَّ هُوَ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ.

أخي المسلم !

اعلم أن لك عدواً لا يفتأ عن ضررك ما دامت أنفاسك تصحبك ، وهو يراك هو وقبيله من حيث لا تراه ، وإنك لو تربصت لصيد وكنت تراه من حيث لا يراك أوشكت أن تصيده

هذا العدو هو الشيطان

أفأرهبك هذا الكلام ! ، لا تخف فإن معك السميع العليم استعذ به وهو يكفيك

قال الله تعالى : ( وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)

أخي المسلم ! اسمع لهذه الآية

قال الله تعالى : ( مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)

الله أكبر ما أعظمها من آيات وما أوقعها على النفس ، فليس لمخلوق مفر من الأجل .
وليس هو موت ولا حساب بل موت وحساب وليس أي حساب ، حساب عند من أحاط سمعه وعلمه بكل شيء ، ومن أعظم ما يعد لذلك اليوم الجهاد في سبيله .
 ولا يمنن أحد بجهاده فإنما يجاهد لنفع نفسه والله غني عنه وهذا شامل في كل عمل صالح .
فمن يتصدق فإنما ينفع نفسه أولاً قبل الفقير ، ومن يزكي فإنما ينفع نفسه أولاً قبل الفقير والله غني عنه ، وهو سبحانه مع كونه غنياً فهو شكور الحسنة عنده بعشر أمثالها هو يضاعف لمن يشاء سبحانه وتعالى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي