مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( إِذَا كَانَ صَائِمًا أَمَرَ رَجُلًا فَأَوْفَى عَلَى نَشَزٍ )

الكلام على حديث ( إِذَا كَانَ صَائِمًا أَمَرَ رَجُلًا فَأَوْفَى عَلَى نَشَزٍ )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
       
            
قال الحاكم في المستدرك 1585 - حَدَّثَنَا [أَبُو] عَلِيُّ (بْنُ) الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ الْأَهْوَازِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، ثنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى سُنَّتِي مَا لَمْ تَنْتَظِرْ بِفِطْرِهَا النُّجُومَ " ، " وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ صَائِمًا أَمَرَ رَجُلًا فَأَوْفَى عَلَى نَشَزٍ ، فَإِذَا قَالَ: قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ أَفْطَرَ "
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ " إِنَّمَا خَرَّجَا بِهَذَا الْإِسْنَادِ لِلثَّوْرِيِّ: " لَا تَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ " فَقَطْ

قد أبان الحاكم عن علة عدم إخراج الشيخين لهذا الخبر وهي أن محمد بن أبي صفوان انفرد بهذه السياقة وانفرد بزيادة (وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ صَائِمًا أَمَرَ رَجُلًا فَأَوْفَى عَلَى نَشَزٍ ، فَإِذَا قَالَ: قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ أَفْطَرَ) من دون بقية أصحاب ابن مهدي وسفيان

فقد رواه عن ابن مهدي جماعة بلفظ (لَا تَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ) ولم يذكروا تلك الزيادة وهم

1- أحمد ابن حنبل وخبره في مسنده (22846)
2- زهير بن حرب وحديثه عند مسلم (2523)
3- محمد بن بشار ( بندار ) وحديثه عند الترمذي في جامعه (699)
وهولاء حفاظ أثبات
ورواه جماعة من الحفاظ والثقات عن سفيان بلفظ (لَا تَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)

1- وكيع بن الجراح وحديثه عند أحمد في مسنده (22804)
2- عبد الرزاق وحديثه عند أحمد في مسنده (22828)
3- إسحاق بن يوسف الأزرق وحديثه عند أحمد في مسنده (22846)
4- محمد بن يوسف الفريابي وحديثه عند الدارمي في مسنده (1699)
5- أبو نعيم الفضل بن دكين وحديثه عند أبي عوانة في مسنده (2786)

وقد روى هذا الخبر جماعة عن أبي حازم باللفظ المختصر وهم عبد العزيز بن أبي حازم ومالك بن أنس وفضل بن سليمان ( تركت التخريج اختصاراً )

فهذا كله يدل على شذوذ تلك الزيادة (وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ صَائِمًا أَمَرَ رَجُلًا فَأَوْفَى عَلَى نَشَزٍ ، فَإِذَا قَالَ: قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ أَفْطَرَ) لانفراد محمد بن أبي صفوان بها من دون الأكثر والأوثق والأكثر أولى بالحفظ خصوصاً وأن روايات الكثر موافقة للمتابعات الواردة من الطرق الأخرى
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي