مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( ضع أنفك يسجد معك )

الكلام على حديث ( ضع أنفك يسجد معك )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال الدارقطني في سننه 3 : حدثنا عبد الله بن سليمان ثنا الجراح بن مخلد ثنا أبو قتيبة ثنا سفيان الثوري ثنا عاصم الأحول عن عكرمة عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
 ورأى رجلا يصلي ما يصيب أنفه من الأرض فقال لا صلاة لمن لا يصيب أنفه من الأرض ما يصيب الجبين
قال لنا أبو بكر لم يسنده عن سفيان وشعبة إلا أبو قتيبة والصواب عن عاصم عن عكرمة مرسلا

سلم بن قتيبة نص أبو حاتم على أنه كثير الوهم وانفراده بهذا عن سفيان وشعبة من دون جميع أصحابهما منكر ولا شك ورجح ابن أبي داود المرسل

والمحفوظ من رواية سفيان مرسلاً

قال البيهقي في الكبرى 2486 : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أسيد بن عاصم ثنا الحسين بن حفص عن سفيان قال حدثني عاصم الأحول عن عكرمة قال : مر رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل أو امرأة لا يضع أنفه إذا سجد فقال لا تقبل صلاة لا يصيب الأنف من الأرض ما يصيب الجبين وكذلك رواه سفيان بن عيينة وعبدة بن سليمان عن عاصم الأحول عن عكرمة مرسلا

قال الترمذي في علله الكبير 63 : حدثنا هناد ، حدثنا عبدة ، عن عاصم الأحول ، عن عكرمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :   لا تجزي صلاة إلا بمس الأنف من الأرض ما يمس الجبين .
64 : حدثنا حميد بن مسعدة ، حدثنا حرب بن ميمون ، حدثنا خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يسجد على جبهته ولا يضع أنفه على الأرض قال :   ضع أنفك يسجد معك   .
قال أبو عيسى : وحديث عكرمة عن النبي صلى الله عليه وسلم أصح

وحرب بن ميمون متروك والرواية المرسلة أصح كما رجح الأئمة

وقد رواه مع عبدة عن عاصم مرسلاً محمد بن فضيل

قال ابن أبي شيبة في المصنف 2710: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، قَالَ : مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إنْسَانٍ سَاجِدٍ ، لاَ يَضَعُ أَنْفَهُ فِي الأَرْضِ ، فَقَالَ : مَنْ صَلَّى صَلاَةً لاَ يُصِيبُ الأَنْفُ مَا يُصِيبُ الْجَبِينُ لَمْ تُقْبَلْ صَلاَتُهُ.

وقد رواه الحكم بن أبان مقطوعاً على عكرمة

قال عبد الرزاق في المصنف 2977 : عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، أَنَّهُ قَالَ:  ضَعْ أَنْفَكَ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ الرَّغَمُ  ، قُلْتُ: مَا الرَّغَمُ؟ قَالَ:  الْكِبْرُ.

وقال الطبراني في الكبير 11917 : حدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا ابن عثمان بن كثير بن دينار الحمصي أظنه يحيى ثنا محمد بن حمير عن الضحاك بن حمرة عن منصور عن عاصم البجلي عن عكرمة عن ابن عباس : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من لم يلزق أنفه مع جبهته بالأرض إذا سجد لم تجز صلاته

الضحاك بن حمرة هذا ضعفه بعض الأئمة واستنكر عليه هذا الخبر بعينه

قال المزي في تهذيب الكمال :" قال عباس الدورى ، عن يحيى بن معين : ليس بشىء .
و قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى : غير محمود فى الحديث .
و قال النسائى ، و أبو بشر الدولابى : ليس بثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "

وقال في التهذيب :" قال البرقانى ، عن الدارقطنى : ليس بالقوى ، يعتبر به .
و قال ابن عدى : أحاديثه غرائب .
و قال فى بعض النسخ : متروك الحديث .
و قال ابن شاهين فى " الثقات " : وثقه إسحاق بن راهويه .
قلت : و هو كما قال ، قد قال فى " مسنده " إنه ثقة"

والصواب مع من جرحه وروايته تخالف الروايات المرسلة المحفوظة ، ولذا أورده ابن عدي في مناكيره في الكامل

وقوله عاصم البجلي أحسب أنه خطأ وصوابه ( عاصم الأحول ) إذ أن عاصماً البجلي لا يعرف بالرواية عن عكرمة

ويغني عن هذا الخبر في الباب ما روى البخاري 812 : حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ قَالَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ عَلَى الْجَبْهَةِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَالْيَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ

وقد نوزع في الاستدلال بهذا الحديث على وجوب السجود على الأنف بما تراه مبسوطاً في فتح الباري لابن رجب وقد رد على اعتراضات من يرى جواز الاكتفاء بالسجود على الجبهة دون الأنف رداً وافياً

وأفادني أحد الأخوة بهذه الفوائد :
" قال ابن عدي في الكامل 6/412 :
حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان، قال: حدثنا خلف بن هشام، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن عاصم بن سليمان، عن عكرمة قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي تمس جبهته مصلاه، ولا يمس أنفه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقبل الله صلاة رجل لا يمس أنفه مصلاه.
وهذا الأصل فيه، عن عاصم، عن عكرمة مرسلا
وصله أبو قتيبة عن الثوري، وشعبة، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم ورواه بقية عن الضحاك بن حمرة عن منصور بن زاذان، عن عاصم متصلا أيضا

وقد وافق الحسين بن حفص عن الثوري على الإرسال عبد الرزاق الصنعاني :
ففي مصنف عبد الرزاق:
2982 : عن الثوري، عن عاصم، عن عكرمة قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي - أو امرأة - فقال:  لا يقبل الله صلاة لا يصيب الأنف منها ما يصيب الجبين.
وكذلك وافق عبدة وابن فضيل عن عاصم على رواية الإرسال كلاً من شعبة وابن علية:
ففي تهذيب الآثار للطبري
293 : حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل، قال: أخبرنا عاصم الأحول، عن عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
في الذي لا يسجد على أنفه أنه لا صلاة له.
294 : حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا أبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم، عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من لم يضع أنفه في الصلاة فلا صلاة له.
295 : حدثني أبو سفيان الغنوي يزيد بن عمرو، قال: حدثنا سعيد بن الربيع أبو زيد الهروي، قال: حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، قال: سمعت عكرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من لم يضع أنفه على الأرض في سجوده فلا صلاة له.
وفي فوائد أبي البختري 620 - (124) حدثنا أحمد، قال حدثنا شاذان، قال: أخبرنا شعبة، عن عاصم، عن عكرمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 من لم يسجد على أنفه فلا صلاة له.
وكذلك وافقهما عن عاصم على الإرسال جرير بن عبد الحميد:
292 : حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن عاصم، عن عكرمة، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على إنسان يسجد ولا يضع أنفه على الأرض، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى صلاة لا يصيب الأنف فيها ما تصيب الجبهة، لم تقبل له صلاة.
لكن الراوي عن جرير هو محمد بن حميد الرازي متهم .
وقد روي عن ابن عباس من قوله عند الطبري في تهذيب الآثار:
312 - حدثني عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: حدثنا سعيد بن الفضل، قال: حدثنا عاصم الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «من سجد فلم يضع أنفه على الأرض فلم يصل»
وفي الباب عن أم عطية:
قال الطبراني في الكبير :
120 - حدثنا عبد الرحمن بن الحسين الصابوني التستري، ثنا الحسن بن مدرك، ثنا عبد العزيز بن عبد الله القرشي، ثنا سليمان القافلاني، عن محمد بن سيرين، عن أم عطية، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبل صلاة، من لا يصيب أنفه الأرض».

القافلاني متروك

وقال الدارقطني كما في سننه:
1317 - حدثنا أبو عبد الله بن المهتدي , ثنا الحسن بن علي بن خلف الله الدمشقي , ح وحدثنا محمد بن الحسين بن سعيد الهمذاني , ثنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي بدمشق , قالا: نا سليمان بن عبد الرحمن , نا ناشب بن عمرو الشيباني , ثنا مقاتل بن حيان , عن عروة , عن عائشة , قالت: أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أهله تصلي ولا تضع أنفها بالأرض , فقال: «ما هذه؟ ضعي أنفك بالأرض فإنه لا صلاة لمن لم يضع أنفه بالأرض مع جبهته في السجود».
قال الدارقطني : ناشب ضعيف , ولا يصح مقاتل , عن عروة.

ناشب بن عمرو قال البخاري منكر الحديث" انتهى كلامه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي