مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: باب من استحب الوضوء من الغيبة وأذى المسلم

باب من استحب الوضوء من الغيبة وأذى المسلم



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال هناد بن السري في الزهد 1192 : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد قال : قال عبد الله :
 لأن أتوضأ من كلمة خبيثة أحب إلي من أن أتوضأ من طعام طيب .

عبد الله هو ابن مسعود وهذا سندٌ صحيح على شرط الشيخين

وقال هناد أيضاً 1191 : حدثنا أبو خالد ، عن محمد بن عجلان ، عن الحارث العكلي قال : كنت مع إبراهيم وأنا آخذ ، بيده ونحن نريد المسجد ، فذكرت رجلا فتنقصته فلما انتهينا إلى باب المسجد انتزع يده من يدي ، وقال :   اذهب فتوضأ ؛ فقد كانوا يعدون هذا هجرا .
وهذا سند حسن

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 1436: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ ، عَنْ ذَكْوَانَ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ :
 يَتَوَضَّأُ أَحَدُكُمْ مِنَ الطَّعَامِ الطَّيِّبِ ، وَلاَ يَتَوَضَّأُ مِنَ الْكَلِمَةِ الْخَبِيثَةِ ، يَقُولُهَا لإِخِيهِ.
وهذا صحيح إن كان أبو صالح سمع عائشة

وقال ابن أبي شيبة في المصنف 1438: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قُلْتُ لِعَبِيدَةَ : مِمَّا يُعَادُ الْوُضُوءُ ؟ قَالَ : مِنَ الْحَدَثِ ، وَأَذَى الْمُسْلِمِ.
عبيدة السلماني تابعي مخضرم وظاهر كلامه هذا الوجوب وقد خالفه أبو العالية والزهري فلم يريا في ذلك الوضوء ، وهذا أقرب إلى أن القول باستحباب ذلك هو الأقوى لما ورد عن ابن مسعود

ولهذا يشير كلام ابن المنذر في الأوسط حيث قال 133 : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن حميد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :   من حلف فقال في حلفه : اللات فليقل : لا إله إلا الله ، ومن قال لصاحبه : تعال أقامرك فليتصدق بشيء .
 قال أبو بكر : ولم يجعل على قائله وضوءا وقد روينا عن غير واحد من المتقدمين أنهم أمروا بالوضوء من الكلام الخبيث وأذى المسلم ، وروينا أن ابن مسعود قال : لأن أتوضأ من كلمة خبيثة أحب إلي من أن أتوضأ من الطعام الطيب . وقد روينا عن ابن عباس أنه قال : الحدث حدثان : حدث اللسان وحدث الفرج ، وأشدهما حدث اللسان

ثم قال بعد أن أسند الأخبار :" ولا أحسب من أمر بالوضوء من ذلك إلا استحسانا بين ذلك في ألفاظ حديثهم"

وهذا الحكم لو نشرته بين الناس لاستثقلوه وأما السلف فلقلة غيبتهم كانوا يتكلمون بمثل هذا ولا يستثقلونه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي