مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( فأنت خلقته فأنت هديته فأنت رزقته )

الكلام على حديث ( فأنت خلقته فأنت هديته فأنت رزقته )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال أحمد في مسنده 21484 : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ يَعْنِي ابْنَ مُبَارَكٍ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ:
 عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ.
 قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ؟
قَالَ:  لِأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ التَّكْبِيرَ، وَسُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ وَالْعَظْمَ وَالْحَجَرَ، وَتَهْدِي الْأَعْمَى، وَتُسْمِعُ الْأَصَمَّ وَالْأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ، وَتُدِلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ.
 كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ، وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ أَجْرٌ
 قَالَ أَبُو ذَرٍّ: كَيْفَ يَكُونُ لِي أَجْرٌ فِي شَهْوَتِي؟
 فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ فَمَاتَ، أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ؟   قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ:  فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ؟   قَالَ: بَلِ اللهُ خَلَقَهُ. قَالَ:  فَأَنْتَ هَدَيْتَهُ؟   قَالَ: بَلِ اللهُ هَدَاهُ. قَالَ:  فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ؟   قَالَ: بَلِ اللهُ كَانَ يَرْزُقُهُ.
قَالَ:  كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلَالِهِ وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ، فَإِنْ شَاءَ اللهُ أَحْيَاهُ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ، وَلَكَ أَجْرٌ "

ظاهره الصحة غير أن العلائي في جامع التحصيل أشار إلى الطعن في سماع ممطور أبي سلام من أبي ذر

قال العلائي في جامع التحصيل :" وروى أبو سلام أيضا عن علي وأبي ذر وقيل فيهما أنه مرسل وحديثه عن أبي ذر عند النسائي وكذلك عن ثوبان أيضا وقد قال يحيى بن معين وابن المديني لم يسمع منه وتوقف أبو حاتم في ذلك وجزم بأن حديثه عن النعمان بن بشير وأبي إمامة وعمرو بن عنبسة مرسل قلت روايته عن النعمان في صحيح مسلم وعن عمرو بن عنبسة عند أبي داود والله أعلم"

وهؤلاء الذين طعن في سماعهم كلهم ماتوا بعد أبي ذر فأبو ذر مات سنة 32 ، وممطور شامي وهؤلاء شاميون وأبو ذر مدني ، فالطعن في سماعه منه أولى وأولى
 فالخبر منقطع

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي