مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الرد على سيد العفاني في إقراره لمخالفة عقدية صوفية

الرد على سيد العفاني في إقراره لمخالفة عقدية صوفية



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


نقل سيد العفاني في كتابه لآليء البيان في محبة الرحمن ص75 هذا البيت :
" تعشقت نور الله وهو بصيرتي *** وقد أوضح البرهان في آية الكرسي "

وهو ضمن قصيدة أثنى عليها العفاني وهذا البيت لرجل صوفي اسمه السيد حاج الأمين على الطريقة الأحمدية الادريسية

وقوله ( تعشقت نور الله ) مخالفة عقدية إذ لا يعشق إلا ما ينكح

قال ابن الجوزي في تلبيس إبليس (1/211) :" قال السراج وبلغني أن جماعة من الحلوليين زعموا أن الحق عز و جل اصطفى أجساما حل فيها بمعاني الربوبية وأزال عنها معاني البشربة ومنهم من قال بالنظر إلى الشواهد المستحسنات ومنهم من قال حال في المستحسنات.
 قال وبلغني عن جماعة من أهل الشام أنهم يدعون الرؤية بالقلوب في الدنيا كالرؤية بالعيان في الآخرة .
قال السراج وبلغني أن أبا الحسين النوري شهد عليه غلام الخليل أنه سمعه يقول أنا أعشق الله عز و جل وهو يعشقني فقال النوري سمعت الله يقول يحبهم ويحبونه وليس العشق بأكثر من المحبة .
قال القاضي أبو يعلى وقد ذهبت الحلولية إلا أن الله عز و جل يعشق
قال المصنف وهذا جهل من ثلاثة أوجه أحدهما من حيث الإسم فإن العشق عند أهل اللغة لا يكون إلا لما ينكح والثاني أن صفات الله عز و جل منقولة فهو يحب ولا يقال يعشق ويحب ولا يقال يعشق كما يقال يعلم ولا يقال يعرف والثالث من أين له أن الله تعالى يحبه فهذه دعوى بلا دليل"
ومن جعل الغراب له دليلاً *** يمر به على جيف الكلاب

فهل انتهى العلم وانتهت الزواجر في الكتاب والسنة وآثار السلف حتى نحتاج إلى أبيات كتبها صوفي معاصر !

قال البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة (2/561) :" شهدت أبا زرعة سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقلت للسائل إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجد فيه ما يغني عن هذه الكتب قيل له في هذه الكتب عبرة قال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة بلغكم أن مالك بن أنس وسفيان الثوري والأوزاعي والأئمة المتقدمين صنفوا هذه الكتب في الخطوات والوساوس وهذه الأشياء هؤلاءء قوم خالفوا أهل العلم فأتونا مرة بالحارث المحاسبي ومرة بعبد الرحيم الدبيلي ومرة ومرة بحاتم الأصم بشقيق البلخي ثم قال ما أسرع الناس إلى البدع"

وحاتم الأصم وشقيق البلخي لا تعرف عنهم في بدع في باب التوحيد ولا كانوا طرقيين ومع ذلك قال فيهم أبو زرعة ما قال فكيف بأصحاب الطرق وكيف بأشعار يدعون فيها مقامات ما بلغوا عشرها في الحقيقة

قال أبو عبيد القاسم في فضائل القرآن 10 : حدثنا إسماعيل بن عياش ، قال : حدثنا عمرو بن قيس السكوني ، قال : سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص ، يقول :
 عليكم بالقرآن فتعلموه ، وعلموه أبناءكم ، فإنكم عنه تسألون ، وبه تجزون ، وكفى به واعظا لمن عقل .
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي