مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على زيادة ( وَبَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا الْبَغْيُ وَالْعُقُوقُ )

الكلام على زيادة ( وَبَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا الْبَغْيُ وَالْعُقُوقُ )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                           
قال الحاكم في المستدرك 7428 : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّاسِبِيُّ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
 مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تُدْرِكَا دَخَلْتُ الْجَنَّةَ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ - وَأَشَارَ بِإِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوسْطَى –
وَبَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا الْبَغْيُ وَالْعُقُوقُ "
" هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "

أقول : هذا الحديث أصله في صحيح مسلم بدون زيادة (وَبَابَانِ مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا فِي الدُّنْيَا الْبَغْيُ وَالْعُقُوقُ) ، وقد خالف إبراهيم بن إسحاق القاضي جمع لم يذكروا هذه الزيادة

1- أبو أحمد الزبيري وحديثه عند مسلم (6788)
2- محمد بن عبد الله الأسدي وحديثه عند ابن أبي شيبة في المصنف (25948)
3- محمد بن عبيد الطنافسي وحديثه عند الترمذي في جامعه (1914)

وتابع محمد بن عبد العزيز الراسبي روح بن القاسم وحديثه عند الطبراني في الأوسط ( 568)

وقد روى عبد الله بن أبي الأسود عن محمد بن عبيد وقد غلط في إسناده وخالف في متنه

قال البخاري في الأدب المفرد 894:  حَدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ، قَالَ: حَدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلم قَالَ:
 مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تُدْرِكَا، دَخَلْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ كَهَاتَيْنِ، وَأَشَارَ مُحَمَّدٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى.
895- وَبَابَانِ يُعَجَّلاَنِ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ، وَقَطِيعَةُ الرَّحِمِ.

أبو بكر بن عبيد الله مجهول الحال ، والصواب القلب في اسمه كما تقدم في الأخبار السابقة

وقد قال ( البغي وقطيعة الرحم ) وفي خبر الحاكم ( البغي والعقوق ) وقطيعة الرحم أعم .
 وقد اختلف على محمد بن عبيد أيضاً

قال البخاري في تاريخه 141 : قال أبو نعيم : حدثنا محمد ، سمع سعدا ، عن عبيد الله بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 اثنان يعجلهما الله : البغي وعقوق الوالدين .
 وقال لي ابن أبي الأسود : حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي ، ثنا محمد بن عبد العزيز ، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله   ومن عال جاريتين   .
 وقال لي محمد : حدثنا محمد بن عبيد ، قال : ثنا محمد بن عبد العزيز الراسبي ، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم  من عال   و    بابان يعجلان .

فهذا البخاري استوعب الاختلاف على محمد بن عبيد الطنافسي

والخلاصة أن هذه الزيادة انفرد بها محمد بن عبيد الطنافسي ، من دون اثنين من الثقات ، وقد توبع شيخه بدون هذه الزيادة ، ثم إنه قد اختلف عليه في إسناد الخبر على ثلاثة أوجه وأصح الأسانيد عنه رواية أبي نعيم وفي سند الخبر سعد مولى أبي بكرة وهو مجهول عين

وعليه فإن هذه الزيادة لا تصح ، لذا اجتنبها مسلم في الصحيح مع تخريجه لأصل الحديث

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي