مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر )

الكلام على حديث ( وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :


قال النسائي [ 2625 ] أخبرنا عيسى بن إبراهيم بن مثرود قال حدثنا ابن وهب عن مخرمة عن أبيه قال سمعت سهيل بن أبي صالح قال سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 وفد الله ثلاثة الغازي والحاج والمعتمر

أقول : مخرمة بن بكير فيه كلام وقد انفرد عن أبيه بهذا وخولف في روايته هذه

فأما الكلام في روايته عن أبيه

قال المزي في تهذيب الكمال في ترجمته :" وَقَال عَباس الدُّورِيُّ عن يحيى بن مَعِين : مخرمة بن بكير
ضعيف ، وحديثه عَن أبيه كتاب ، ولم يسمعه منه"
وقال ابن حبان في الثقات :" ابن حبان : "يحتج بروايته من غير روايته عَن أبيه لانه لم يسمع من ابيه "
وَقَال ابن حجر في "التهذيب " : قال الساجي : صدوق وكان يدلس "
ووثقه بقية الأئمة وقال ابن حجر في التقريب :" صدوق "
وأما المخالفة فقد نبه عليها الإمام أبو حاتم والإمام الدارقطني

جاء في علل الدارقطني :" 1913 - وسُئِل عَن حَدِيثِ أَبِي صالِحٍ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : وفد الله ثَلاَثَةٌ : الغازِي والحاجُّ والمُعتَمِرُ.
فَقال : يَروِيهِ سُهَيلُ بن أَبِي صالِحٍ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ بُكَيرُ بن عَبدِ الله بنِ الأَشَجِّ ، عَن سُهَيلٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن أَبِي هُرَيرة ، تَفَرَّد بِهِ عَنهُ ابنُهُ مَخرَمَةُ بن بُكَيرٍ.
وخالَفَهُ رَوحُ بن القاسِمِ ، وسُلَيمانُ بن بِلاَلٍ ، وعَبد العَزِيزِ بن المُختارِ ، والدَّراوَردِيُّ ، وابن حام ، ووُهَيبُ بن خالِدٍ رَوَوهُ عَن سُهَيلٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن مِرداسٍ الجُندَعِيِّ ، عَن كَعبِ الأَحبارِ قَولُهُ . وهُو الصَّحِيحُ "
ثنا عَبد الله بن مُحَمدِ بنِ زِيادٍ ، قال : حَدَّثنا عِيسَى بن إِبراهِيم الغافِقِيُّ وإِبراهِيمُ بن مُنذِرِ بنِ عَبدِ الله الخَولاَنِيُّ وأَحمَد بن عَبدِ الرَّحمَنِ ، قالُوا : حَدَّثنا عَبد الله بن وهبٍ ، عَن مَخرَمَة بنِ بُكَيرٍ ، عَن أَبِيهِ سَمِعتُ سُهَيلاً ، يَقُولُ : سَمِعتُ أَبِي ، يَقُولُ : سَمِعتُ أَبا هُرَيرة ، يَقُولُ : قال رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : وفد الله ثَلاَثَةٌ : الغازِي والحاجُّ والمُعتَمِرُ.
حَدَّثَنا علي بن محمد المصري حَدَّثنا مطلب بن شعيب حَدَّثنا يحيى بن بكير حَدَّثنا ميمون بن يحيى عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال : سمعتُ سهيل بن ذكوان يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيه وسَلم : وفد الله ثلاثة : الغازي والحاج والمعتمر.
حَدَّثَنا النَّيسابُورِيُّ ، حَدَّثنا العَباسُ بن مُحَمدِ بنِ أُمَيَّة بنِ بِسطامٍ ، حَدَّثنا يَزِيد بن زُرَيعٍ ، عَن رَوحِ بنِ القاسِمِ ، عَن سُهَيلِ بنِ أَبِي صالِحٍ ، عَن أَبِيهِ ، عَن مِرداسٍ ، عَن كَعبٍ ، قال : وفد الله ثَلاَثَةٌ : الغازِي فِي سَبِيلِ الله وافِدٌ عَلَى الله والحاجُّ إِلَى بَيتِ الله وافِدٌ عَلَى الله ،والمُعتَمِرُ وافِدٌ عَلَى الله.
حَدَّثَنا النَّيسابُورِيُّ ، حَدَّثنا أَحمَد بن سَعِيدٍ صَخرٌ الدّارِمِيُّ ، حَدَّثنا حِبانُ بن هِلاَلٍ ، حَدَّثنا وُهَيب ، حَدَّثنا سُهَيلٌ بِمِثلِ ذَلِكَ.
حَدَّثَنا النَّيسابُورِيُّ ، حَدَّثنا إِبراهِيمُ بن مَرزُوقٍ ، حَدَّثنا أَبُو عامِرٍ العَقَدِيُّ ، حَدَّثنا سُلَيمانُ ، عَن سُهَيلٍ بِنَحوِهِ"

أقول : تبين من كلام الدارقطني أن الأكثر رووه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن مرداس الجندعي عن كعب الأحبار وهذا ما رجحه الدارقطني


وعليه فإن مخرمة قد سلك الجادة وغلط في ذلك ، فروايته منكرة

ومرداس هو ابن عبد الرحمن الجندعي يبدو من ترجمته أنه مدني

قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل :" 1609 - مرداس بن عبد الرحمن الجندعي الليثى روى عن عبد الله بن عمرو وأبى هريرة روى عنه جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ومحمد بن عمرو بن علقمة وعبد الله بن عبد العزيز الليثي سمعت ابى يقول ذلك "

أقول : فالرواة عنه كلهم مدنيون ، ولم يوثقه معتبر ، وكعب شامي متقدم الوفاة جداً فقد توفي قبل عثمان فروايته عنه الأقرب أنها مرسلة ، لتباعد الأقطار ، وتباعد الزمن

وقال عبد الرزاق في المصنف 8803 : عن معمر عن ليث عن مجاهد عن كعب قالوا : وفد الله ثلاثة :الحاج ، والعمار ، والمجاهدون ، دعاهم الله فأجابوه ، وسألوا الله فأعطاهم.

أقول : ليث ضعيف لاختلاطه ومجاهد لا أحسبه سمع من كعب فمجاهد مكي وكعب شامي .
ومجاهد لم يسمع عثمان بل تكلموا في سماعه من علي وأبي ذر ( كما في جامع التحصيل )، وكعب أقدم وفاةً من عثمان ، ومات كعب وأبو ذر في عامٍ واحد وهو عام 32 ،وستأتي الرواية بذكر الواسطة بينهما

ولا يصلح طريق مجاهد هذا لتقوية طريق مرداس الجندعي السابق عن كعب لوجود الانقطاع في عين المكان في الاسناد فيرد الاحتمال إلى كون المخرج فيهما واحداً .

وقال ابن أبي حاتم في العلل "1007- وسمِعتُ أبِي ، وذكر حدِيثًا : رواهُ ابن وهبٌ ، عن مخرمة بنِ بُكيرٍ ، عن أبِيهِ ، عن سُهيلِ بنِ أبِي صالِحٍ ، عن أبِيهِ ، عن أبِي هُريرة ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : وفدُ اللهِ ثلاثةٌ : الغازِي ، والحاجُّ ، والمُعتمِرُ.
قال أبِي : ورواهُ سُليمانُ بنُ بِلالٍ ، عن سُهيلٍ ، عن أبِيهِ ، عن مِرداسٍ الجندعِيِّ ، عن كعبٍ قولهُ.
ورواهُ عاصِمٌ ، عن أبِي صالِحٍ ، عن كعبٍ قولهُ"

أقول : وهذا من جنس كلام الدارقطني السابق

قال الفاكهي في أخبار مكة 865 : حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال : ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، عن محمد بن أبي حميد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
 وفد الله ثلاثة : الحاج ، والمعتمر ، والغازي .
 وحدثنا عبد الله بن عمران قال : ثنا سعيد بن سالم ، عن عثمان ، عن طلحة الحضرمي قال : حدثني محمد بن المنكدر ، عن جابر رضي الله عنه ، نحو ما حدثناه إبراهيم بن يعقوب ، موقوفا ، وزاد فيه :   أولئك يسألون الله تعالى فيعطيهم سؤلهم .

أقول : هذا يشهد لخبر أبي هريرة المنكر السابق و محمد بن أبي حميد ضعيفٌ جداً

قال المزي في تهذيب الكمال :" قال عَبد الله بن أحمد بن حنبل ، عَن أبيه : أحاديثه مناكير.
وَقَال عباس الدوري ، عن يحيى بن مَعِين : ضعيف ليس حديثه بشيءٍ.
وَقَال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : واهي الحديث ، ضعيف.
وقَال البُخارِيُّ : منكر الحديث.
وَقَال النَّسَائي : ليس بثقة.
وَقَال أبو زُرْعَة : ضعيف الحديث "

وقَال البُخارِيُّ أيضاً : ضعيف ذاهب الحديث ، لا أروي عنه شيئا (ترتيب علل التِّرْمِذِيّ الكبير ، الورقة 46). وَقَال : واهي الحديث ضعيف. (الكامل لابن عدي : 3 / الورقة 99) ( منقول من حاشية بشار على تهذيب الكمال )

وَقَال ابن محرز عن ابن معين : ليس بشيءٍ (سؤالاته الترجمة 46) ، وَقَال عنه أيضا : ضعيف الحديث (سؤالاته ، الترجمة 141) ، وَقَال ابن طهمان عَنه : ليس بثقة (ابن طهمان ، الترجمة 395) وَقَال ابن الجنيد عَنه : ليس بشيءٍ (سؤالاته ، الورقة 54). وَقَال ابن أَبي مريم عَنه : ليس بشيءٍ ولا يكتب حديثه (الكامل لابن عدي : 3 / الورقة 66) ( مستفاد من حاشية بشار على تهذيب الكمال )

وأما الرواية الموقوفة فطلحة الحضرمي متروك كما في ترجمته في تهذيب الكمال .

والخلاصة أن الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم منكر لا يصح ، وعن كعب الأحبار لا يصح أيضاً

وقد وجدت شواهد للمرفوع وكلها واهية
قال ابن حبان 4613 : أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن سهل الجعفري حدثنا عمران بن عيينة حدثنا عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :" ( الغازي في سبيل الله والحاج إلى بيت الله والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه )
وهو عند ابن ماجه وعطاء بن السائب مختلط ، وعمران بن عيينة فيه ضعف .
 وقد ورد عند الدارقطني في الأفراد (7) حدثنا أبو محمد بن صاعد وأحمد بن محمد بن أبي شيبة: حدثنا قطن بن إبراهيم: حدثنا الحسين بن الوليد، حدثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وفد الله عز وجل ثلاثة: الحاج والمعتمر والغازي في سبيل الله، دعاهم الله فأجابوه، وسألوه فأعطاهم. هذا حديث غريب من حديث عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر، تفرد به الحسين بن الوليد عن حماد بن سلمة عنه.

وحماد روى عن عطاء قبل الاختلاط وبعده ، وقطن له أخطاء يبدو أن هذا منها لإيراد الدارقطني لهذا الحديث في الأفراد والغرائب ، وإنما يعرف الحديث من حديث عمران

وقال الفاكهي 860 : حدثنا عبد الله بن عمران قال : ثنا سعيد بن سالم قال : ثنا عثمان قال : أخبرني محمد بن عبد الله ، عن مجاهد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : « الحاج والمعتمر والغازي وفد الله ، ضمانهم على الله عز وجل حتى يدخلهم الجنة إن توفاهم ، أو يرجعهم وقد غفر لهم » حدثنا تميم بن المنتصر قال : ثنا إسحاق الأزرق ، عن المثنى بن الصباح ، عن مجاهد ، عن ابن عمر رضي الله عنهما نحوه موقوفا

أقول : سعيد بن سالم فيه ضعف وكذا شيخه عثمان الساج ومحمد بن عبد الله لم أتبينه ، والمثنى بن الصباح متروك

وقد خولفوا عن مجاهد فرواها غيرهم عن عبد الله بن ضمرة السلولي عن كعب قوله

قال ابن أبي شيبة 12652 : قال حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة السلولي عن كعب قال الحاج والمعتمر والمجاهد في سبيل الله وفد الله سألوا فأعطوا ودعوا فأجيبوا

أقول : ومنصور أوثق من عطاء ولا شك ، وعبد الله بن ضمرة السلولي لم يوثقه معتبر

قال الفاكهي في أخبار مكة 859 : حدثنا أبو مروان محمد بن عثمان قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن محمد بن أبي حميد ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 الحجاج والعمار وفد الله عز وجل ، إن سألوا أعطوا ، وإن دعوا أجيبوا ، وإن أنفقوا أخلف لهم ، والذي نفس أبي القاسم صلى الله عليه وسلم بيده ، ما أهل مهل ، ولا كبر مكبر على شرف من الأشراف إلا أهل ما بين يديه ، وهلل ( بتهليله وتكبيره حتى ينقطع منقطع التراب .

أقول : ليس للغازي ذكر هنا ، ومحمد بن أبي حميد متروك كما قدمت

وقال الفاكهي 862 : حدثنا عبد الله بن عمران المخزومي قال : ثنا سعيد بن سالم قال : ثنا عثمان بن ساج قال : أخبرني ياسين ، عن أبان بن أبي عياش ، عن أبيه ، عن أبي عياش ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :   الحاج والمعتمر وفد الله تعالى يعطيهم مسألتهم ، ويستجيب دعاءهم ، ويقبل شفاعتهم ، ويضاعف لهم ألف ألف ضعف .
وأبان متروك

وقال الفاكهي 866 : حدثنا عبد الله بن منصور ، عن عبد الرحيم بن زيد ، عن أبيه ، عن أبي سهيل قال : سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع بمكة :
 الحجاج والعمار وفد الله تعالى ، يعطيهم ما سألوا ، ويستجيب لهم فيما دعوا ، ويخلف لهم ما أنفقوا ، ويضاعف لهم الدرهم ألف ألف درهم .
 فقام رجل فقال : يا رسول الله ، بأبي وأمي أين هذه المضاعفة ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : « أما نفقاتهم فوالذي نفسي بيده ليعجلنها لهم في دار الدنيا قبل أن يخرجوا منها ، وأما الألف الألف فهي في الآخرة ، والذي بعثني بالحق للدرهم الواحد منها أثقل من جبلكم هذا .
 وأشار صلى الله عليه وسلم إلى أبي قبيس

أقول : عبد الرحيم بن زيد العمي متروك وقد خولف كما تقدم

وقال الفاكهي 879 : حدثنا يحيى بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الشامي قال : ثنا أبي قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال قال : سمعت محمد بن المنكدر ، يحدث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
 الحاج وفد الله الذي يعطون ما سألوا ، ويستجاب لهم إذا دعوا ، ويخلف لهم ما أنفقوا .

وهذا إسناد حسن ، وليس فيه ذكر المعتمر ولا ذكر الغازي وهو موقوف

وقال ابن حجر في المطالب العالية :" 4507 : وقال معاذ بن المثنى راوي مسند مسدد فيما زاد فيه : حدَّثنا الحسن بن أبي شعيب ، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الحراني ، ثنا منتصر بن دينار ، عن عبد الله بن أبي الهُذيل قال : وجه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه نضلة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه ، في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار ، فأغاروا على حلوان فافتتحها ، فأصاب غنائم كثيرة وسبيًا كثيرًا ، فجاؤوا يسوقون ما معهم وهم بين جبلين ، حتى أرهقتهم العصر ، فقال لهم نضلة رضي الله عنه : اصرفوا إلى سفح الجبل ، ففعلوا ، ثم قام نضلة رضي الله عنه فنادي بالآذان فقال : الله أكبر ، الله أكبر . فأجابه صوت من الجبل لا يرى معه صورة ، كبرت كبيرًا يا نضلة ، قال : أشهد إن لا إله إلا الله . قال : أخلصت يا نضلة إخلاصًا . قال : أشهد أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : نبي بعث لا نبي بعده . قال : حي على الصلاة . قال : فريضة فرضت ، قال : حي على الفلاح . قال : أفلح من أتاها وواظب عليها . قال : قد قامت الصلاة . قال : البقاء لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى رؤوسها تقوم الساعة ، فلما صلوا قام نضلة رضي الله عنه ، فقال : أيها الكلام الحسن الطيب الجميل قد سمعنا كلامًا حسنًا ، أفمن ملائكة الله أنت ، أم طائف ، أم ساكن ؟ أبرز لنا فكلمنا ، فإنا وفد الله عز وجل ، ووفد نبيه صلى الله عليه وسلم . قال : فبرز له شيخ من شعب من تلك الشعاب أبيض الرأس واللحية ، له هامة كأنها رحى ، طويل اللحية في طمرين من صوف أبيض ، فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فردّوا عليه السلام ، فقال له نضلة : من أنت يرحمك الله ؟ قال : أَخْبَرَنَا زرنب بن ثرملا وصيّ العبد الصالح عيسى بن مريم ، دعا لي بالبقاء إلى نزوله من السماء ، فقراري في هذا الجبل "

أقول : وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي متروك له ترجمة في المغني للضعفاء وفيها قول البخاري :" تركوه "
وقال الطبراني في الأوسط 6311 : حدثنا الصائغ ثنا إبراهيم بن المنذر ثنا صالح بن عبد الله مولى بني عامر بن لؤي حدثني يعقوب بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحجاج والعمار وفد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم .
لم يرو هذا الحديث عن يعقوب بن عباد إلا صالح بن عبد الله تفرد به إبراهيم بن المنذر

أقول : يعقوب مجهول والراوي عنه منكر الحديث ، وقد تقدم أن المحفوظ أن أبي صالح رواية ابنه سهيل عنه عن مرداس عن كعب ، فاجتمع في هذه الرواية الضعف والمخالفة فاستحقت صفة النكارة .

وقال البيهقي في شعب الإيمان 4109 : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا محمد بن أحمد بن نصر نا صالح بن محمد نا مسلم بن خالد ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع نا عبد الله بن عمر قال : قال عمر بن الخطاب :
 الحاج و الغازي و المعتمر وفد الله سألوا الله فأعطاهم و دعاهم فأجابوه .

أقول : هذا موقوف على عمر ، ومسلم بن خالد الزنجي ضعيف عامة الأئمة على تضعيفه بل ضعفه البخاري وابن المديني جداً وأحمد بن عبيد لم أعرفه فإن كان هو النحوي ( وهذا بعيد ) فهو ضعيف وأيضاً صالح بن محمد لم أتبينه

وقال البيهقي في شعب الإيمان 4105 : أخبرنا أبو بكر محمد بن يوسف بن الفضل القاضي الجرجاني قدم علينا نيسابور نا الإمام أبو بكر أحمد بن إبراهيم نا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي نا محمد بن سلمة الباهلي نا ثمامة البصري نا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
الحجاج و العمار وفد الله عز و جل يعطيهم ما سألوا و يستجيب لهم ما دعوا و يخلف عليهم ما أنفقوا الدرهم ألف ألف
ثمامة غير قوي .
أقول : ثمامة بن عبيدة البصري متروك وكذبه ابن المديني كما في الميزان

وقال البيهقي في شعب الإيمان 4110 : أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنا إسماعيل بن محمد الصفار نا سعدان بن نصر نا أبو معاوية عن الحجاج عن الحكم قال : قال ابن عباس لو يعلم المقيمون ما للحجاج عليم من الحق لأتوهم حين يقدمون حتى يقبلوا رواحلهم لأنهم وفد الله من جميع الناس

أقول : الحجاج مدلس وقد عنعن والحكم بن عتيبة لم يسمع من ابن عباس، ، وإنما يروي عن ابن عباس بواسطة ، وهو موقوف وخاصٌ بذكر الحج

وقال ابن أبي شيبة 12653 : ثنا بن مهدي عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى أن الحسين بن علي لقي قوما حجاجا فقالوا إنا نريد مكة فقال إنكم من وفد الله فإذا قدمتم مكة فاجمعوا حاجاتكم فسلوها الله

أققول : وهذا موقوف وخاص بذكر الحج ، والمنذر الثوري أبو يعلى لم يسمع الحسين بن علي ، فإنه لم يسمع صحابياً قط لذا ذكره في الطبقة السادسة في التقريب

وقال ابن أبي حاتم في العلل :" 887- وسألتُ أبِي عَن حدِيثٍ ؛ رواهُ مُحمّدُ بنُ أيُّوب ، عن حفصٍ المِهرِقانِيِّ ، عن مُحمّدِ بنِ سعِيدِ بنِ سابِقٍ ، عن عَمرِو بنِ أبِي قيسٍ ، عن إِبراهِيم بنِ مُهاجِرٍ ، عن أبِي بكرِ بنِ حفصٍ ، عنِ ابنِ عُمر ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قال : الغازِي والحاجُّ ، والمُعتمِرُ وفدُ اللهِ ، سألُوا الله ، فأعطاهُم ، ودعوُا الله ، فأجابهُم.
فقال أبِي : هذا حدِيثٌ خطأً ، إِنّما هُو : أبُو بكرِ بنُ حفصٍ ، عن عُمر مُرسلاً ، وقد أدرك أبُو بكرِ بنُ حفصِ بنِ عُمر ، ولم يُدرِك عُمر.
وكُنتُ قدِمتُ قزوِين ، فكتبتُ حدِيث مُحمّدِ بنِ سعِيدِ بنِ سابِقٍ ، عن عَمرِو بنِ أبِي قيسٍ ، عن إِبراهِيم بنِ مُهاجِرٍ ، عن كثِيرِ بنِ شِهابٍ.
فإِذا هذا الحدِيثُ كما قال أبِي : إِبراهِيمُ بنُ مُهاجِرٍ ، عن أبِي بكرِ بنِ حفصٍ ، عن عُمر ، عنِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم."

وهذا منقطع

والخلاصة أن الحديث ضعيف مرفوعاً
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي