الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق (62/ 391) : أخبرناه بتمامه أبو الفضل محمد
بن إسماعيل أنا أحمد بن محمد الخزاعي أنا الهيثم ابن كليب الشاشي نا أبو حاتم الرازي
نا محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي حدثني عمي سعيد بن عبد الجبار
عن أبيه عن أمه عن وائل بن حجر قال :
بلغنا ظهور رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنا في ملك عظيم وطاعة فرفضته
وأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بمنة الله علي
فنهضت راغبا في الله وفي رسوله وفي دينه حتى قدمت على رسول الله (صلى الله
عليه وسلم) المدينة فلقيني رجال من أصحابه قبل أن ألقاه فبشروني بما بشرهم به رسول
الله (صلى الله عليه وسلم) فيما ذكروا قبل أن أقدم عليهم بثلاثة أيام قالوا
قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا وائل بن حجر قد أتاكم من أرض
بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا في الله وفي رسوله بقية أبناء الملوك قال ثم
لقيته فدخلت عليه فرحب بي وأدناني وقربني وبسط رداءه وقبل إسلامي .
ثم نهض بي إلى مسجده فصعد منبره وأصعدني معه فقمت دونه واجتمع الناس فحمد
الله وأثنى عليه وصلى على النبيين وقال :
صلوا عليهم إذا ذكرتموني فإنهم
قد بعثوا كما بعثت وقال لهم (صلى الله عليه وسلم) وعلى أنبيائه هذا وائل بن حجر قد
أتاكم من بلاد بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا في الله وفي رسوله وفي دينه بقية
أبناء الملوك
.... وذكر حديثاً طويلاً غريباً
وهذا الحديث ضعيف إن لم يكن ضعيفاً جداً
فمحمد بن حجر قال البخاري :" فيه نظر " وهذا جرح شديد
وقال الذهبي :" له مناكير "
وإن لم يكن هذا مناكيره فما الذي استنكروا عليه ؟!
بل قد استنكر العقيلي هذا الحديث بعينه
وعمه سعيد بن الجبار قال البخاري :" فيه نظر " وقال النسائي
:" ليس بالقوي "
وفي الباب ما روى القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي في فضل الصلاة على النبي
صلى الله عليه وسلم 43 : حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال : ثنا عمر بن هارون ، عن
موسى بن عبيدة ، عن محمد بن ثابت ، عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
:
صلوا على أنبياء الله ورسله ؛
فإن الله بعثهم كما بعثني , صلى الله عليه وسلم وعليهم السلام
عمر بن هارون متروك وفي السند بلايا أخر ، وقد خالف سفيان الثوري عمر بن
هارون
قال ابن القيم في جلاء الأفهام ص350 :
" وقال الطبراني: حدثنا ابن أبي مريم, حدثنا الفريابي، حدثنا سفيان،
عن موسى بن عبيدة, عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا صليتم علي فصلوا على أنبياء الله فإن الله بعثهم كما بعثني.
والإسنادان مدارهما على موسى بن عبيدة وقد ضعفه كل من أحمد وابن معين وأبو
حاتم وأبو زرعة النسائي ويعقوب بن شيبة جداً
وهذا ما اختاره ابن حجر في كتابه الدارية في تخريج أحاديث الهداية حيث
قال (2/58) :" وَلَا يَصح هَذَا عَن ابْن عَبَّاس فَإِنَّهُ من رِوَايَة مُوسَى
بن عُبَيْدَة وَهُوَ ضَعِيف جدا "
وقال في ( 2/157) :" وَفسّر الثَّلَاثَة وَفِي إِسْنَاده مُوسَى بن
عُبَيْدَة وهو متروك "
وكذا اختار هذا ابن الجوزي في التحقيق (2/ 173)
وكذا اختار هذا الهيثمي في مجمع الزوائد (3/ 86) حيث قال :" رواه
أبو يعلى وفيه موسى بن عبيدة وهو متروك"
وقال صاحب الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء :" 585 - عن أبي ظلالٍ،
عن أنسِ بنِ مالكٍ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «خرجَ مِن عِندي جبريلُ
آنفاً يُخبرني عن ربِّه جلَّ وعزَّ: ما على الأرضِ مسلمٌ صلَّى عليكَ واحدةً إلا صليتُ
عليهِ أنا وملائِكتي عشراً، فأكثِروا مِن الصلاةِ عليَّ يومَ الجمعةِ».
وزادَ ابنُ المهتدي: «وإذا صلَّيتُم عليَّ فصلُّوا على المُرسَلينَ فإنِّي
رجلٌ مِن المسلمينَ».
1 - أمالي الشجري (1/ 124) أخبرنا أبوالحسن أحمد بن الحسين بن محمد بن
عبدالله بن خلف بن بخيت المصري قراءة عليه قال: أخبرنا جدي أبوبكر محمد بن عبدالله
بن خلف بن بخيت المصري، ومعجم ابن عساكر (109) أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدالواحد بن
الحسن بن زريق أبوالبركات بن أبي غالب القزاز بقراءتي عليه ببغداد: أخبرنا أبوالحسين
أحمد بن محمد بن أحمد بن النقور البزاز قراءة عليه: حدثنا أبوالقاسم عيسى بن علي بن
عيسى بن داود بن الجراح،
كلاهما (محمد بن عبدالله وعيسى بن علي): عن عبدالله بن محمد البغوي،
2 - جزء ابن المهتدي (44) حدثنا عمر: حدثنا أبوبكر محمد بن منصور الشيعي
من شيعة المنصور،
كلاهما (البغوي ومحمد بن منصور) عن نصر بن علي الجهضمي: حدثني النعمان
بن عبدالله الحنفي، عن أبي ظلال .. .
قال ابن عساكر: غريب من حديث أبي ظلال هلال بن أبي مالك القسملي البصري
(1) عن أنس، عال من حديث النعمان بن عبدالله عنه"
أبو ظلال ضعيف جداً ، والنعمان مجهول والزيادة التي هي موطن الشاهد انفرد
بها محمد بن منصور من دون البغوي وهو أثبت
وفي تاريخ الدوري عن ابن معين 4042 : سَمِعت يحيى يَقُول فِي حَدِيث إِذا صليتم عَليّ
فصلوا على الْمُرْسلين قَالَ يحيى إِنَّمَا هُوَ عَن قَتَادَة مُرْسل"
ومرسل قتادة من أوهى المراسيل
قال الخطيب في تاريخ بغداد 3862: الحسن بن علي أَبو علي المعروف بالطوابيقي.
حَدَّثَ عن علي بن أَحمد البصري شيخ له مجهول.
رَوَى عنه يوسف القواس.
حدثني أَحمد بن علي المحتسب، وَالحَسن بن محمد الخلال، قالاَ: حَدثنا يوسف
بن عمر القواس، قال: حَدثنا أَبو علي الحسن بن علي المعروف بالطوابيقي زاد أَحمد صاحب
موسى الصنوبري إملاء ثم اتفقا، قال: حَدثنا علي بن أَحمد البصري جار حميد الطويل، قال:
حَدثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك، قال: قال رسولُ الله صَلى الله عَليهِ وسلمَ صلوا
علي أنبياء الله ورسله فإن الله بعثهم كما بعثني.
فهذه رواية مجهول عين عن مجهول عين ينفردان عن حميد عن أنس ومثل هذا التفرد
يستنكر
لذا فالخبر ضعيف من جميع طرقه ، ولهذا اجتنبه أصحاب الكتب المشهورة لشدة
وهاء طرقه
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم