مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: الكلام على حديث ( عالجيها - أو ارقيها - بكتاب الله )

الكلام على حديث ( عالجيها - أو ارقيها - بكتاب الله )



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :

                   
قال البزار في مسنده 270: حدثنا أبو كريب، قالَ: حَدَّثَنا أَبُو مُعَاوِيَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ , عَنْ عمرة , عن عائشة رضي الله عنها قالت:
دخل أبو بكر علي ويهودية ترقيني فقال ارقيها بكتاب الله .
وجاءت امرأة يهودية فأعطيتها كسرة فقالت أعاذك الله من عذاب القبر ودخل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته بقولها فقال: عذاب القبر حق". فما رأيته بعد صلاة صلاها إلا تعوذ فيها من عذاب القبر.
271: حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قالَ: حَدَّثَنا زيد بن الحباب، قالَ: حَدَّثَنا سفيان , عن يحيى بن سعيد , عن عمرة , عن عائشة رضي الله عنها , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ.

يلاحظ أن رواية أبي معاوية موقوفة على الصديق ورواية سفيان مرفوعة والراوي عن سفيان زيد بن الحباب صدوق يخطيء كثيراً

وقد تابعه أبو أحمد الزبيري عند ابن حبان في صحيحه ورواه بلفظ ( عالجيها بكتاب الله ) والزبيري يخطيء في حديثه عن سفيان وقد روى هذا الخبر جمع عن يحيى بن سعيد موقوفاً وهم

1- أبو معاوية الضرير وقد تقدم خبره في مسند البزار
2- مالك بن أنس وحديثه في الموطأ له بعدة روايات وهو رواية يحيى بن يحيى برقم 1688
3- عبد الرحيم بن سليمان وهو ثقة ثبت وحديثه عند ابن أبي شيبة في المصنف 24047
4- سفيان الثوري نفسه  في رواية محمد بن يوسف الفريابي عنه عند البيهقي في السنن 19385

وقد أضاف الدارقطني إلى هؤلاء عدتهم في رواية الموقوف

جاء في علل الدارقطني :" 3775 : وسُئِل عَن حَدِيثِ عَمرَة ، عَن عائِشَة ، أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم دَخَل عَلَيها وامرَأَةٌ تَرقِيها ، فَقال : عالِجِيها بِكِتابِ الله.
فَقال : يَروِيهِ ، يَحيَى بن سَعِيدٍ الأَنصارِيُّ ، واختُلِف عَنهُ ؛ فَرَواهُ سُفيانُ الثَّورِيُّ ، عَن يَحيَى بنِ سَعِيدٍ ، عَن عَمرَة ، عَن عائِشَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلم دَخَل عَلَيها قالَهُ : أَبُو أَحمد الزُّبَيرِيُّ ، وزَيد بن الحُبابِ عَنهُ .
 وغَيرُهُما يَروِيهِ ، عَنِ الثَّورِيِّ ، مَوقُوفًا .
وكَذَلِك رَواهُ زُهيَرُ بن مُعاوِيَة ، وعَلِيُّ بن مُسهِرٍ ، وعِيسَى بن يُونُس ، وابن عُيَينَة ، عَن يَحيَى ، عَن عَمرَة ، عَن عائِشَة ، مَوقُوفًا ، عَلَى أَبِي بَكرٍ الصِّدِّيقِ.
حَدَّثنا عَلِيُّ بن عَبدِ الله بنِ مُبَشِّرٍ ، قال : حَدَّثنا أَحمَد بن سِنانِ بنِ أَسد القَطّانُ ، قال : حَدَّثنا زَيد بن الحُبابِ ، قال : حَدَّثنا سُفيانُ الثَّورِيُّ ، عَن يَحيَى بنِ سَعِيدٍ ، عَن عَمرَة ، عَن عائِشَة ، أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّم دَخَل عَلَيها وعِندَها امرَأَةٌ تَرقِيها مِن النَّملَةِ ، فَقال : ارقِيها بِكِتابِ الله"

والصواب عندي في الخبر أنه موقوف على الصديق لأنها رواية الأكثر والأكثر أولى بالحفظ وهذا يفسر لك عدم تخريج أصحاب الكتب الستة وأحمد في المسند لهذا الخبر مع كون رسمه على شرطهم
وانفرد بإخراج المرفوع ابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده المعلل
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي