الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
قال هناد بن السري في الزهد 909 :
حدثنا أبو الأحوص ، عن سعيد بن مسروق
، عن منذر قال : كان الربيع إذا أتاه الرجل يسأله قال :
اتق الله فيما علمت ، وما
استؤثر به عليك فكله إلى عالمه لأنا عليكم في العمد أخوف عليكم مني في الخطأ ، وما
خيركم اليوم بخير ولكنه خير من آخر شر منه ، وما تتبعون الخير حق اتباعه وما تفرون
من الشر حق فراره ، ولا كل ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم أدركتم
ولا كل ما
تقرءون تدرون ما هو .
ثم يقول : السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله
بواد ، التمسوا دواءهن ، ثم يقول : وما دواؤهن أن تتوب ، ثم لا تعود .
وهذا إسناد صحيح والربيع بن خثيم من كبار التابعين من تلاميذ عبد الله
بن مسعود يقول للرجل الذي يسأله ( وما خيركم اليوم بخير ولكنه خير من آخر شر منه)
فما عسانا أن نقول اليوم والله المستعان بعد أربعة عشر قرناً من كلمته
هذه
وتأمل قوله : ( السرائر السرائر اللاتي تخفين من الناس وهن لله بواد)
قال أبو نعيم في الحلية (10/ 119) : أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ، فِي كِتَابِهِ
, وَحَدَّثَنِي عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَمِعْتُ الْجُنَيْدَ بْنَ
مُحَمَّدٍ، يَقُولُ: بَعَثَنِي السَّرِيُّ يَوْمًا فِي حَاجَةٍ فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِ
فَلَمَّا جِئْتُ قَالَ لِي: إِذَا بَعَثَ بِكَ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ فِي مَوَارِدِ الْقُلُوبِ
فِي حَاجَةٍ فَلَا تُبْطِئْ عَلَيْهِ فَإِنَّكَ تُشْغَلُ قَلْبَهُ
قَالَ: وَسَمِعْتُ
السَّرِيَّ، يَقُولُ: احْذَرْ أَنْ تَكُونَ ثَنَاءً مَنْشُورًا وَعَيْبًا مَسْتُورًا.
وهذا إسناد قوي إلى السري نعوذ بالله من أحوال أهل النفاق
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم