مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: هل القيء ينقض الوضوء

هل القيء ينقض الوضوء



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :                 

          
فمن مسائل الخلاف مسألة ( هل القيء ينقض الوضوء ) ؟

قال أبو داود في سننه [  2381 ]:
 حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ثنا عبد الوارث ثنا الحسين عن يحيى حدثني عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن يعيش بن الوليد بن هشام أن أباه حدثه قال حدثني معدان بن طلحة أن أبا الدرداء حدثه
: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قاء فأفطر.
 فلقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم في مسجد دمشق فقلت إن أبا الدرداء حدثني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قاء فأفطر .
قال صدق وأنا صببت له وضوءه صلى الله عليه و سلم -

وهذا حديث صحيح ، ولا يدل على وجوب الوجوب من القيء إذ أن الفعل المجرد لا يدل على الوجوب

وقال عبد الرزاق في المصنف [  3609 ]:
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ:
إِذَا رَعَفَ الرَّجُلُ فِي الصَّلَاةِ، أَوْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ، أَوْ وَجَدَ مَذِيًّا فَإِنَّهُ يَنْصَرِفُ وَيَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُتِمُّ مَا بَقِيَ عَلَى مَا مَضَى، مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ.

وهذا إسنادٌ صحيح ، وهو يدل على أن ابن عمر يرى أن القيء ينقض الوضوء بدليل قوله ( فَإِنَّهُ يَنْصَرِفُ وَيَتَوَضَّأُ )

ولا أعلم له مخالفاً من الصحابة وهذا يرجح مذهب من قال بأن القيء ( ينقض الوضوء )

واعلم أن القيء نجس بإجماع فقياسه على البول مستقيم 

ومخالفة ابن حزم في نجاسة القيء لا تنقض الإجماع فعصر الأئمة انقرض قبله ، ولا يكون انفراده من دون الأمة إلا باطلاً ويا ليت شعري ما محل إيماننا بحديث ( خير الناس قرني ) إذا صح في عقولنا أن تضل الأمة عن الحق في القرون الفاضلة ويدركه رجل خذل في عظم دينه كابن حزم  

وقال البيهقي في السنن الكبرى  668 - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ، أنا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَيَّانَ، ثنا عَلِيٌّ أَبُو الْحُسَنِ بْنُ زَاطِيَا، ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، ثنا مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنَ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْمُجَالِدِ، عَنْ أَبِي الْحَكَمِ الدِّمَشْقِيِّ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ نُسَيٍّ حَدَّثَهُ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ الْوُضُوءُ مِنَ الرُّعَافِ، وَالْقَيْءِ، وَمَسِّ الذَّكَرِ، وَمَا مَسَّتِ النَّارُ بِوَاجِبٍ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ أُنَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَوَضَّئُوا مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ " فَقَالَ: إِنَّ قَوْمًا سَمِعُوا وَلَمْ يَعُوا، كُنَّا نُسَمِّي غَسْلَ الْيَدِ وَالْفَمِ وُضُوءًا وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَإِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَغْسِلُوا أَيْدِيَهُمْ وَأَفْوَاهَهُمْ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ مُطَرِّفُ بْنُ مَازِنٍ تَكَلَّمُوا فِيهِ، وَاللهُ أَعْلَمُ

مطرف بن مازن كذبه ابن معين فلا يعتد بروايته بحال وشيخه ما عرفته
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي