الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
جاء في كتاب اللغة العربية للصف الثالث لمحو الأمية الفصل الثاني ص41 أسئلة
اختر الإجابة الصحيحة: "أين أقيم ضريح النبي صلى الله عليه وسلم؟
(1) مكة المكرمة.
(2) مسجده في المدينة!
(3) بين مكة والمدينة".أ.هـ.
وبالطبع الإجابة الصحيحة الثانية!
وهذا غلط قبيح فقبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز أن يسمى ضريحاً،
والضريح هو اسم للبنية التي تبنى على القبر ويعبدها الجهال وقد نزه الله عز وجل نبيه
عن هذا الأمر؛ قال مالك في الموطأ 414 - عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أن رسول الله
صلى الله عليه و سلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد .
قال البخاري في صحيحه 4441 - حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا
أَبُو عَوَانَةَ عَنْ هِلَالٍ الْوَزَّانِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي مَرَضِهِ الَّذِي لَمْ يَقُمْ مِنْهُ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ قَالَتْ عَائِشَةُ لَوْلَا ذَلِكَ لَأُبْرِزَ قَبْرُهُ خَشِيَ
أَنْ يُتَّخَذَ مَسْجِدًا.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد وإنما دفن في بيته ،
وأدخل القبر إلى المسجد في عصر الوليد بن عبد الملك بعد انقراض عصر الصحابة.
وهذا السؤال يرسخ في النفوس أن الصحابة كانوا قبورية، يفعلون كما يفعل
عباد القبور اليوم، فيرجى ممن له اتصال بالمسئولين في وزراة التربية أو معاهد محو الأمية
أن ينبه على هذا الخطأ العظيم.
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم