مدونة أبي جعفر عبد الله بن فهد الخليفي: أهل الأهواء وقاعدة الغاية تبرر الوسيلة

أهل الأهواء وقاعدة الغاية تبرر الوسيلة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد :
فهذا الزمان كثر فيه الكلام في ( المصالح ) و ( المقاصد ) حتى صار ذلك عند البعض معولاً لهدم الثوابت ، أو الحكم بالتشهي.


 فتارة ظاهرية أقحاح لا يرون علة يدور معها الحكم ولا يراعون مآلات ، وتارة أهل الرأي يتوسعون في الحيل وفي تقديم القياس على النص
وصار حاضراً في الأذهان بقوة القاعدة الميكافيلية ( الغاية تبرر الوسيلة ) لا تقال بهذا اللفظ صراحة ، وإنما تغلف ب( مصلحة الدعوة ) و ( الوسائل لها أحكام المقاصد )

والحق أن هذه القاعدة ليست ميكافيلية بل هي قاعدة سار عليها أهل الأهواء قديماً وحديثاً

فكل بدعة إنما يعتمدها المبتدع على أنها تقرب لله عز وجل فالغاية عنده نبيلة وهي التقرب إلى الله ، ولكنه يتقرب كما يريد هو لا كما يريد الله عز وجل ، فشارك الله في حكمه وتشريعه من حيث يريد عبادته وتوحيده !

ومن هنا دخلت الشبهة على من أراد التبتل ومن أراد تعذيب نفسه في ذات الله عز وجل ، فإنه إنما يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل ، ويرى أن صلاح قلبه يكون بذلك الأمر

ومن هنا جاء تعظيم الصوفية للإرادات مطلقاً فحبذ الغلاة منهم التبتل ( وهو ترك الزواج ) ، ولبس أردى اللباس والوصال في الصيام

ولما رأوا ترقيق القلوب يحصل بالغناء والسماع عكفوا عليه من باب الغاية تبرر الوسيلة

وما نظروا إلى أن أسلم الناس قلوباً ما لجأوا إلى هذه الأساليب في ترقيق قلوبهم بل كانوا يرققونها بالقرآن والذكر

بل إن في هذا اتهام للشرع أنه ليس فيه من الوسائل ما يحصل بها ترقيق القلوب

وكذلك أهل الكلام ينطلقون من هذه القاعدة فأبو الحسن الأشعري كان يقول أنه ابتدع بدعة ليرد بها على بدعة المعتزلة ، واعتقد المتكلمون أنه لا تتم نصرة الدين ولا الرد على الملحدين إلا بالقواعد الكلامية المأخوذة عن فلاسفة اليونان

فهذا تطبيق لقاعدة الغاية تبرر الوسيلة

ثم غلوا في هذه الوسيلة المحدثة حتى زعم الغزالي أنه لا ثقة بعلم من لا يعرف علوم المناطقة ، وجمح كثير منهم إلى ذلك القول بعدم صحة إيمان المقلد وهو الذي لا يعرف أدلتهم الكلامية

ومثل هؤلاء القصاص الذين اتخذوا وسائل بدعية وبعضهم اتخذ الكذب لدعوة الناس ، ومثلهم الكرامية الذين جوزوا الكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لنصرة الدين وترقيق قلوب العامة

ومثل هؤلاء الذين اعتقدوا أنه لا قيام لدولة الإسلام إلا بالخوض في العملية الديمقراطية

فكل هؤلاء حقيقة قولهم الطعن في الدين وأن الله عز وجل أعلمنا الغاية وما علمنا الوسيلة فاحتاج إلى اجتهاداتنا الخاصة بل احتاج إلى ارتكاب المنكر لنصل إلى هذه الغاية النبيلة

وسبحان الله كيف تكون أنبل الغايات من ترقيق القلوب ونصرة الدين والرد على الملاحدة والتمكين لأهل الإسلام ليس لها إلا وسائل قذرة ملأى بالمحظورات

والعجيب أن كل هؤلاء يجازون بعكس مقصودهم فلا يحققون الغاية التي من أجلها فعلوا المنكرات ، بل يقعون في عكس المقصود

فالصوفية وغيرهم يحصل لهم قسوة قلب من السماع البدعي ولا يتلذذون بالسماع الشرعي الذي هو القرآن

قال شيخ الإسلام في الاقتضاء (1/442) :" ولذا تجد من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه ؛ تنقص رغبته في سماع القرآن، حتى ربما كرهه، ومن أكثر من السفر إلى زيارات المشاهد ونحوها ؛ لا يبقى لحج البيت الحرام في قلبه من المحبة والتعظيم ما يكون في قلب من وسعته السنة، ومن أدمن على أخذ الحكمة والآداب من كلام حكماء فارس والروم، لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم ؛ لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير "

وأما أهل الكلام فلا للإسلام نصروا ولا للفلاسفة كسروا بل طمعوا أهل الكفر بأهل الإسلام لكثرة تناقضاتهم

قال ابن القيم في الصواعق المرسلة ص936 :" ولكن لم يثبتوا ذلك على الوجه الذي جاءت به الرسل ولا نفوه نفي إخوانهم الملاحدة بل اشتقوا مذهبا بين المذهبين وسلكوا طريقا بين الطريقين لا للملاحدة فيه وافقوا ولا للرسل اتبعوا ولهذا عظمت بهم البلية على الإسلام وأهله بانتسابهم إليه وظهورهم في مظهر ينصرون به الإسلام ويردون به على الملاحدة فلا للإسلام نصروا ولا لأعدائه كسروا بل أتباع الرسل كفروهم وضللوهم وصاحوا بهم من أقطار الأرض امتازوا من المسلمين أيها المعطلون وانحازوا إلى إخوانكم من الملاحدة الذين هم بربهم يعدلون"

وهذا يقوله ابن القيم وهوي يتكلم عن الأشاعرة وطلبه لهم أن يمتازوا عن المسلمين واضح في بيان مذهبه فيهم

وأما القصاصون ومن سواهم فإنهم صدوا الناس عن أعظم الدعوة وهي الدعوة إلى التوحيد والعلم ، وبغضوا إليهم ذلك ما اشتهر عن قصاص عصرنا من كثرة التقلب والتلون وضعف الدين مما أدى بكثير من الناس إلى الشك والحيرة

قال أبو نعيم في الحلية (2/ 287) : حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَطَّالٍ، قَالَ: ثنا زِيَادُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: ثنا حَاتِمُ بْنُ وَرْدَانَ، قَالَ: ثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: «مَا أَمَاتَ الْعِلْمَ إِلَّا الْقُصَّاصُ يُجَالِسُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ الْقَاصَّ سَنَةً فَلَا يَتَعَلَّقُ مِنْهُ بِشَيْءٍ، وَيَجْلِسُ إِلَى الْعَالِمِ فَلَا يَقُومُ حَتَّى يَتَعَلَّقَ مِنْهُ بِشَيْءٍ»

وأما المفتونين بالديمقراطية فحالهم يرثى لها من الشتات والضياع وعدم وضوح الطريق وكثرة التناقض بل كونهم اليوم من أبعد الناس عن إقامة دولة الإسلام

وهؤلاء جميعاً لا شك لهم حظ من قوله تعالى :( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)

ومعنى هذا وارد في السنة

قال أحمد في مسنده 4142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَحَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: خَطَّ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا ثُمَّ قَالَ: «هَذَا سَبِيلُ اللَّهِ» ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ قَالَ: " هَذِهِ سُبُلٌ - قَالَ يَزِيدُ: مُتَفَرِّقَةٌ - عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ "، ثُمَّ قَرَأَ: (وَإِنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ، فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ)

وقد قال الله تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)

فهذا التبيان لكل شيء كيف يعتاض عنه بغيره في ترقيق القلوب والرد على الملاحدة والتمكين لأهل الإسلام

وهل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي مات وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا وأخبر أصحابه عنه علماً ، لم يعلم أمته كيف يردون على المبطلين وكيف يرققون قلوبهم وكيف يمكنون لأنفسهم ؟

هل يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم الذي علم أمته حتى الخراءة لم يعلمهم هذه المسائل الكبار ؟

وانظر إلى أحوال الصحابة ما كان يطمع مبطل أن يدخل عليهم شبهة في دينهم ، وكانوا قد حازوا التمكين وكانوا أرق الناس قلوباً

وما علموا شيئاً من علوم اليونان ولا علوم الصوفية ولا السياسات الحديثة

وإياك والقول ( الزمان غير الزمان ) فإن هذا من حبائل الشيطان ، فإن الذي نزل القرآن على علمه نبيه جعله هدى ونوراً وشفاء وتبياناً لكل شيء إلى يوم القيامة

وقد كان للسلف فطنة عظيمة تجاه أصحاب ( الغاية تبرر الوسيلة ) فهذا الشافعي قال في أصحاب التغبير ( تركت ببغداد زنادقة أحدثوا أمراً يصدون به عن القرآن )

في العادة نسمع هذا الأثر ونمر عليه مرور الكرام ، أما الآن فلا لنقف معه حرفاً حرفاً

لقد أسماهم الشافعي زنادقة وهذا حكم غليظ مع دعواهم أنهم يرققون قلوب العامة ، وهذا الحكم الغليظ اليوم بعد أن ترك الدين أرق من ثوب سابري في قلوب البعض لم يعد يمكنك أن تقوله في رجل يسب الله ! أو رجل اجتمع فيه عدد من نواقض الإسلام بل إنه يدعو إلى بعضها !

وهذا حكم الشافعي في أصحاب التغبير ، فكيف لو رأى من يزعم أن السماع خير من القرآن من عدة أوجه كما ادعى الغزالي في إحياء علوم الدين !

وتأمل قوله ( يصدون به عن القرآن ) ما أعظم فقه هذا الرجل ما نظر إلى حسن قصدهم ولكنه نظر إلى مآل قولهم والنتيجة الخطيرة التي يترتب عليها تعلق القلب بالتغبير

كما أن ابن مسعود لما رأى أصحاب الحلق كان من عظيم فقهه أن أدرك أن هذه بذرة الخوارج ولم ينظر إلى أن الأمر ذكر لله فإن من انحرف عن منهج الصحابة بشبر فسينحرف غداً بذراع ثم بأميال وفراسخ

وكيف رأى ابن مسعود ورأى الشافعي جماعة التبليغ المبنية على بلايا وخرافات هي أعظم بكثير مما أنكراه واشتدا في إنكاره ، ومبنية على مداهنة من تلبس بذلك حتى لو لم يقل به ؟

أفرأيت ما بين فقه السلف وفقه الخلف ؟

وبالمقابل تأمل قول الشافعي في أصحاب الكلام ( حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم على البلدان ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام )

تأمل هذا الحكم الشديد ضرب بالجريد والنعال وهذه قمة الإهانة ثم يطاف بهم على البلدان ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل الكلام

لم يقل ( يبين لهم برفق )

ولم يقل ( نفع الله بهم في الرد على الملاحدة )

ولم يقل ( فيهم فضلاء )

ما قال هذا كله وإنما احمر أنفه للكتاب والسنة ، وشدة إنكار المنكر العظيم إنما تأتي من فقه المنكر فليس الشأن في إنكار المنكر فقط بل في طريقة إنكاره فرب منكر ميع المسألة لما جاء ينكر

وتأمل مسألة كالقول بخلق القرآن ، أكاد أحلف أنها لو ظهرت في بعض الأعصار المتأخرة لجعلت في مصاف المسائل الفقهية ولصار بعضهم يقول ( اختلف العلماء في خلق القرآن على قولين )!

ولكنها لما ظهرت الفتنة في عصر أهل القلوب الحية أنكروها أشد الإنكار وعرفوا ما وراء ذلك حتى لم تختلف كلمتهم في إكفار الجهمية

أحمد يقال له رجل يطعن في أهل الحديث فيقول ( زنديق زنديق زنديق )

لم يقل ( لعله يقصد كذا وكذا ) أو ( لعله غضب فقال هذا الكلام )!

وابن عمر يسأل عن القدرية فيتبرأ منهم رأساً

بل قبل هذا كله النبي صلى الله عليه وسلم يقول له رجل ما شاء الله وشئت فيقول ( أجعلتني لله ندا بل ما شاء الله وحده )

في أمر التوحيد لا محاباة يقول للرجل ( بئس خطيب القوم أنت ) والرجل ما أراد إلا مدح النبي صلى الله عليه وسلم

وكثير ممن يتكلم في المصالح أثرت عليه الثقافة المادية فلا يرى المصالح إلا المحسوس ويجهل أموراً عظاماً كتعظيم الأمر والنهي بل إنكار بعض المنكرات العظيمة بشدة يؤدي إلى تعظيم الأمر والنهي في قلوب الناس وهذه مصلحة عظيمة كان السلف يحرصون عليها ، وإلى يومنا إلى نظرت في كلامهم صار نفسك نفرة عظيمة من كلام المبطلين فما كانوا يكتفون بتقرير المسائل حتى يحكموا على المخالف بما يستحق فمن قال كذا فهو مبتدع ومن قال كذا فهو كافر وهذا أشد شيء على المبطلين أن تنزل عليهم الأحكام التي يستحقونها

وهذا شيخ الإسلام أذكر أنني قرأت أنه سئل عن يهودي أسلم ثم وجد مفطراً في رمضان ومعه خمر ولحم خنزير وقد ذهب إلى رفقة له فسئل شيخ الإسلام عن ذلك فأفتى بقتله !

وعلل ذلك بأنه خشي أن تنقض عرى الإسلام إن لم يفتِ بذلك فإن هذا الرجل لو بقي حياً بين المسلمين بعد فعلته ما بقي في قلوبهم ذلك التعظيم للأمر والنهي

هذا الفقه الذي نحتاج إليه اليوم والله المستعان ، فكم من منكر عظيم صغر بعد بعض الإنكارات الباردة

وبعض من يتكلم في المفاسد لا يفهم الأمر على وجهه ، فتراه ربما سكت عن بيان غلط عظيم لا يصبر عليه بحجة المصلحة ، ولكن يكون لهذا السكوت من المفاسد من اغترار الناس بهذا الغلط ما لا يضاهي مصلحة تألف هذا الغالط الذي ظهر في كثير من الأمثلة أنه ليس أهلا للتألف ، ثم ربما وافقت من علم أن الأمر منكر المنية ولم يظهر إنكاره فيحسبه الناس مقراً

بل من أعظم المفاسد التي نراها اليوم أنه يأتي طالب علم يذكر أمامه مسألة غلط فيها معظم ويرى معتنقين لها ، فيبين ما فيها من غلط لما يرى أنه لا يسعه إلا ذلك فلا يزال به المقلدون حتى إذا ضاقت بهم السبل قالوا ( الشيخ فلان والشيخ فلان ساكتون عن قول شيخنا فما بالك أنت تنكر ) ، ويحصل له لذلك محنة وربما يتم هجره وأذيته في عرضه ، حتى إنه بعد سنوات يظهر أن الحق كان معه ، غير أن هذا الأمر يكون بعد فوات الأوان لأن طالب العلم هذا ربما يكون نفر أو اعتزل أو انشغل عن طلب العلم لما حصل له من المحن ، فمن يفكر بتألف المخطيء ألا يفكر بتألف مثل هذا الرجل !

وهذا الإمام أحمد لما عرض عليه كلام الكرابيسي ما تلكأ وما تردد في التحذير منه

ولما سئل عن الذين يقولون أن معاوية ليس خال المؤمنين حكم مباشرة بهجرهم والتحذير منهم

وما بالك في زماننا وقد ازداد الشر ازدياداً عظيماً وظهرت القواعد التي تقضي على منهج السلف في إنكار الضلالات كقولهم ( نصحح ولا نجرح ) وكقولهم ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه )

وكلما تقدم الزمان ازداد الشر وعظم الجهل وصار الناس بحاجة إلى بيان أوضح وأوقع في النفوس لما لأهل الباطل من الحفاوة عند عامة الناس كما لا يخفى على من أنار الله بصيرته

والكلام ذو شجون وأكتفي بهذا القدر في هذه الخاطرة والله المستعان

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

. .

جميع الحقوق محفوظة للكاتب | تركيب وتطوير عبد الله بن سليمان التميمي