الحمد لله والصلاة
والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فإن الصحيفة السجادية المنسوبة لزين
العابدين مشهورة جداً عند الرافضة ويسجلون فيها الصوتيات
وتسمى ( زبور آل محمد ) وقد دافعوا
عنها بقوة حتى لما أعجزتهم الحيلة في النظر الإسنادي ادعوا أنها معجزة وأنها لا
تصدر إلا من زين العابدين مع أنها تشبه كلام الصوفية المتأخرين
وقد طعن ياسر الحبيب في المناجيات
الاثني عشر في آخرها وقال أنها بلا إسناد وتشبه كلام الصوفية
ولو عقل لقال هذا الكلام نفسه في نهج
البلاغة
وإنك لتتعجب من دفاع الرافضة
المستميت عن مثل هذه الأمور والأخبار مع طعنهم بالمتواترات وتكذيبهم وتكفيرهم
لغالب الصحابة وثقتهم العجيبة بالرواة عن أئمتهم
والعجيب أن الصحيفة راويها لم تثبت
إماميته بل البرهان قائم على أنه ليس إمامياً كما سنوضح
وهو يحيى بن زيد بن علي
قال الخوئي في معجمه : أقول: يظهر من
مقدمة الصحيفة أنه كان مستقلا في أمره، وغير تابع لابن عمه جعفر بن محمد(عليه
السلام)، والله العالم.
والذي قاله الخوئي هو الذي يدل عليه
البرهان فإنه في بداية الصحيفة يذكر له عدم رضا الباقر عن خروج والده ، وأيضاً
يظهر تذمر الصادق من خروجه ومع ذلك ما أطاع الصادق ومعلوم أنه خرج كأبيه
جاء في مقدمة الصحيفة السجادية : ثم
قال أبو عبد الله عليه السلام: ما خرج ولا يخرج منا أهل البيت
إلى قيام قائمنا أحد ليدفع ظلما أو
ينعش حقا إلا اصطلمته البلية
وكان قيامه زيادة في مكروهنا
وشيعتنا.
والعجيب أن الروافض اليوم يدعون أن
الشيعة مع الثورة على الظالمين والواقع أن هذا خلاف نص المعصوم ، ولا أدري كيف
نخرج فعل الحسين _ عند الشيعة _ في ضوء هذه الرواية
ومن طعن فعليه الطعن في كل الصحيفة
السجادية
ثم إن راويها عن يحيى بن زيد
والمنفرد بها عنه رجل مجهول
جاء في رجال الخوئي : 9870 - متوكل
بن عمير:
قال النجاشي: " متوكل بن عمير
بن المتوكل: روى عن يحيى بن زيد دعاء الصحيفة، أخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن ابن
أخي طاهر، عن محمد بن مطهر، عن أبيه، عن عمير بن المتوكل، عن أبيه متوكل، عن يحيى
بن زيد بالدعاء ".
وقال الشيخ (768): " المتوكل بن
عمير بن المتوكل: روى عن يحيى بن زيد بن علي عليه السلام دعاء الصحيفة، أخبرنا
بذلك جماعة عن التلعكبري، عن أبي محمد الحسن، يعرف بابن أخي طاهر، عن محمد بن
مطهر، عن أبيه، عن عمير بن المتوكل، عن أبيه، عن يحيى بن زيد (رضي الله تعالى
عنه). وأخبرنا بذلك أحمد بن عبدون، عن أبي بكر الدوري، عن ابن أخي طاهر أبي محمد،
عن محمد بن مطهر ".
أقول: يظهر من النجاشي والشيخ أن
المتوكل هذا، وهو الذي يروي دعاء الصحيفة عن يحيى بن زيد، كان له ابن يسمى عمير
باسم جده والد المتوكل، كما إن المتوكل بن عمير سمي باسم جده والد عمير، هذا،
والمذكور في أول الصحيفة، أن الراوي له هو المتوكل بن هارون، ويمكن الجمع بامكان
أن والد المتوكل الذي هو جد المتوكل الراوي كان اسمه هارون، فوصف المتوكل الراوي
بابن هارون، والله العالم.
وقد انفرد بهذه الأدعية كلها ولم
يتابع على شيء منها لا في كتب السنة ولا في كتب الرافضة
وأيضاً إحدى روايات الصحيفة وهي
المطبوعة بين أيدينا في سندها وضاع عند الرافضة
جاء في رجال الخوئي : ، و قال: أبو
المفضل محمد بن عبد الله بن مطلب، حدثنا محمد بن جعفر بن بطة و قرأنا عليه
(انتهى). و قال في ترجمة محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل الكاتب يعرف بأبي الثلج:
«قال أبو المفضل الشيباني: حدثنا أبو بكر بن أبي الثلج، و أخبرنا ابن نوح، قال:
حدثنا أبو الحسن بن داود، قال: حدثنا سلامة بن محمد الأرزني، قال: حدثنا أبو بكر
بن أبي الثلج، بجميع كتبه». و مما يؤكد ما ذكرناه تفكيك النجاشي بالتعبير، حيث
قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي، ثم قال: و قال محمد بن عبد الله بن مفضل، و
قال في المورد الثاني: قال أبو المفضل الشيباني: حدثنا أبو بكر بن أبي الثلج، و
أخبرنا ابن نوح. و عند الاختلاف في التعبير في الموردين دلالة واضحة على ما
ذكرناه. و قال الشيخ (611): «محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني: يكنى أبا
المفضل، كثير الرواية حسن الحفظ، غير أنه ضعفه جماعة من أصحابنا، له كتاب الولادات
الطيبة الطاهرة، و كتاب الفرائض، و له كتاب المزار و غير ذلك، أخبرنا بجميع (كتبه
و) رواياته عنه جماعة من أصحابنا». و قال في رجاله في من لم يرو عنهم(ع)(110):
«محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني أبو المفضل، كثير الرواية، إلا أنه ضعفه
قوم، أخبرنا عنه جماعة». و قال ابن الغضائري: «محمد بن عبد الله بن المطلب
الشيباني أبو المفضل: وضاع، كثير المناكير، و رأيت كتبه، و فيها الأسانيد من دون
المتون، و المتون من دون الأسانيد، و أرى ترك ما ينفرد به». و طريق الشيخ إليه
صحيح.
والآن مع بعض مضامين الصحيفة
السجادية المخالفة لاعتقاد الرافضة
جاء فيها : محمد
- صلى الله عليه وآله - من أئمة
الهدى، وقادة أهل
التقى على جميعهم السلام، فاذكرهم
منك بمغفرة ورضوان
اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا
الصحابة
والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره،
وكانفوه، وأسرعوا
إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته،
واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في
إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء
والأبناء في تثبيت نبوته
وانتصروا به، و من كانوا منطوين على
محبته يرجون
تجارة لن تبور في مودته، والذين
هجرتهم العشائر إذ
تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات
إذ سكنوا في
ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما
تركوا لك وفيك،
وارضهم من رضوانك، وبما حاشوا الخلق
عليك،
وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك،
واشكرهم على هجرهم
فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة
المعاش إلى ضيقه و من كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل إلى
التابعين لهم بإحسان، الذين يقولون:
ربنا اغفر لنا
ولاخواننا الذين سبقونا بالإيمان خير
جزائك، الذين
قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم، ومضوا
على شاكلتهم، لم
يثنهم ريب في بصيرتهم، و لم يختلجهم
شك في قفو آثارهم
والايتمام بهداية منارهم، مكانفين
وموازرين لهم، يدينون
بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون
عليهم، ولا يتهمونهم فيما أدوا
إليهم، اللهم وصل على التابعين من
يومنا هذا إلى يوم الدين
وعلى أزواجهم وعلى ذرياتهم وعلى من
أطاعك منهم، صلاة تعصمهم بها من معصيتك، وتفسح لهم في رياض جنتك، وتمنعهم بها من
كيد الشيطان، وتعينهم بها على ما
استعانوك عليه من بر، وتقيهم
طوارق الليل والنهار إلا طارقا يطرق
بخير، وتبعثهم بها على اعتقاد
حسن الرجاء لك، والطمع فيما عندك، و
ترك التهمة فيما تحويه
أيدي العباد، لتردهم إلى الرغبة إليك
والرهبة منك، وتزهدهم
في سعة العاجل، وتحبب إليهم العمل
للآجل، والاستعداد لما بعد
الموت، وتهون عليهم كل كرب يحل بهم
يوم خروج الأنفس من
أبدانها، وتعافيهم مما تقع به الفتنة
من محذوراتها، وكبة
النار وطول الخلود فيها، وتصيرهم إلى
أمن من مقيل المتقين.
فهذا مدحه للصحابة ولا يعقل أنه كان
يقصد علياً وحده فإن علياً ما قاتل والداً ولا ابناً على الإسلام وهذا مدح لقوم
عامة ومن كانت هذه صفتهم كيف يتركون وصية رسول الله ولا يقاتلون عليها كما قاتلوا
على الإسلام عند ابتدائه ؟
وفي الصحيفة السجادية : وحصن ثغور
المسلمين بعزتك
وأيد حماتها بقوتك، وأسبغ عطاياهم من
جدتك،
اللهم صل على محمد وآله، وكثر عدتهم،
واشحذ أسلحتهم
واحرس حوزتهم، وامنع حومتهم، وألف
جمعهم، ودبر
أمرهم، وواتر بين ميرهم، وتوحد
بكفاية مؤنهم،
واعضدهم بالنصر، وأعنهم بالصبر،
والطف لهم في
المكر، اللهم صل على محمد وآله،
وعرفهم ما يجهلون وعلمهم ما لا يعلمون، وبصرهم ما لا يبصرون، اللهم
صل على محمد وآله، وأنسهم عند لقائهم
العدو ذكر
دنياهم الخداعة الغرور، وامح عن
قلوبهم خطرات
المال الفتون، واجعل الجنة نصب
أعينهم، و لوح
منها لأبصارهم ما أعددت فيها من
مساكن الخلد،
ومنازل الكرامة والحور الحسان
والأنهار المطردة
بأنواع الأشربة والأشجار المتدلية
بصنوف الثمر
حتى لا يهم أحد منهم بالإدبار، ولا
يحدث نفسه
عن قرنه بفرار، اللهم افلل بذلك
عدوهم، واقلم عنهم أظفارهم، و فرق بينهم و بين أسلحتهم،
واخلع وثائق أفئدتهم، وباعد بينهم و
بين أزودتهم
وحيرهم في سبلهم، وضللهم عن وجههم،
واقطع
عنهم المدد، وانقص منهم العدد، واملأ
أفئدتهم
الرعب، واقبض أيديهم عن البسط، واخزم
ألسنتهم
عن النطق، وشرد بهم من خلفهم، ونكل
بهم من
ورائهم، واقطع بخزيهم أطماع من
بعدهم، اللهم
عقم أرحام نسائهم، ويبس أصلاب
رجالهم،
واقطع نسل دوابهم وأنعامهم، لا تأذن
لسمائهم في قطر، ولا لأرضهم في نبات، اللهم وقو بذلك محال
أهل الإسلام، وحصن به ديارهم، وثمر
به أموالهم
وفرغهم عن محاربتهم لعبادتك، وعن
منابذتهم
للخلوة بك حتى لا يعبد في بقاع الأرض
غيرك، ولا
تعفر لأحد منهم جبهة دونك، اللهم اغز
بكل
ناحية من المسلمين على من بإزائهم من
المشركين،
وامددهم بملائكة من عندك مردفين حتى
يكشفوهم
إلى منقطع التراب قتلا في أرضك
وأسرا، أو يقروا
بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت
وحدك لا شريك.
هنا دعاء لحماة الثغور وما كان يحمي
الثغور آنذاك إلا جنود بني أمية ولم يكن للمسلمين ولاة يقاتلون الأعداء ويحمون
الثغور إلا الأمويين وما كان لأهل البيت دولة
وجيوش حتى يحموا بها ثغور المسلمين بل كانوا مستضعفين
فهذا دعاء لجنود بني أمية ولهم ولا
شك
وفي الصحيفة السجادية : اللهم إنك
أيدت
دينك في كل أوان بإمام أقمته علما
لعبادك، ومنارا
في بلادك بعد أن وصلت حبله بحبلك،
وجعلته
الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته،
وحذرت
معصيته، وأمرت بامتثال أمره،
والانتهاء عند
نهيه، وألا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر
عنه متأخر
فهو عصمة اللائذين، وكهف المؤمنين.
ويحيى بن زيد راوي الصحيفة الإمام
المعصوم الصادق ابن عمه وخرج فكان ذلك جرحة في عدالته ولو كان خروجه صحيحاً لأعانه
الصادق
وحتى زيد نفسه اعترف ياسر الخبيث
بتضارب الروايات في شأنه وقال بالتوقف في شأنه
يقول القاضي النعماني المغربي في شرح
الأخبار 3/ 284-285:
[مع زيد بن علي] ولـمـا نظر زيد بن
علي بن الحسين الى اقبال الناس على أخيه محمد بن علي وعلو ذكره فيهم حسده.
[ حـسـده ]
1- بأسانيد مختلفة:
وقال زيد بن علي (ليس الإمام منا من
أرخى عليه ستره، إنما الإمام من شهر سيفه).
وهذه ذكرها بعض شيوخهم مدحاً لتوثيق
الرواة المعارضين لموقف وكلام زيد بن علي.
2- بأسانيد مختلفة -في غيبة النعماني
ومقتضب الأثر وغيرها -:
أقول: ويشهد على عدم وقفه، مضافا إلى
ما ذكروا من الوجوه المزبورة، روايات: منها: ما رواه النعماني، الفقيه الثقة
النبيه المقدم، في كتابه الغيبة ، بإسناده عن داود بن كثير الرقي، قال: دخلت على
أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما بالمدينة - إلى أن قال بعد نقله قصة
[زيد عمه(1)] .... الخ مستدركات النمازي 8/ 83
(1) عن داود بن كثير الرقي، قال:دخلت
على أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) بالمدينة
فقال لي: ما الذي أبطأ بك يا داود
عنا ؟ فقلت: حاجة عرضت بالكوفة، فقال: من خلفت بها؟ فقلت: جعلت فداك خلفت بها عمك
زيدا تركته راكبا على فرس متقلدا سيفا ينادي بأعلى صوته : [سلوني سلوني قبل أن
تفقدوني فبين جوانحي علم جم قد عرفت الناسخ من المنسوخ ، والمثاني والقرآن العظيم
وإني العلم بين الله وبينكم].
وفي مرآة العقول للمجلسي (1111 هـ)
الجزء2 صفحة278
"و اعلم أن الأخبار في حال زيد
مختلفة ففي بعضها ما يدل على أنه ادعى الإمامة فيكون كافرا وفي كثير منها أنه كان
يدعو إلى الرضا من آل محمد و أنه كان غرضه دفع هؤلاء الكفرة و رد الحق إلى أهله
وربما يقال: إنه كان مأذونا عن الصادق ع باطنا و إن كان ينهاه بحسب الظاهر تقية و
فيه بعد وقيل: كان جهاده لدفع شرهم عنه وعن أهل البيت ع كجهاد المرابطين في زمن
الغيبة لدفع الكفرة أو كمجاهد المرء عدوه على سبيل الدفع عن نفسه وحرمه وماله و
إجماله في القول لئلا تتخلف عنه العامة وتتضرر منه الخاصة ولعل حمله على أحد هذه
الوجوه أولى فإن الأصل فيهم كونهم مشكورين مغفورين وقد وردت الأخبار في النهي عن
التعرض لأمثالهم بالذم و أنهم يوفقون عند الموت للرجوع إلى الحق والاعتقاد بإمام
العصر" أهـ
والرافضة اليوم عامتهم لا يعرف هذا
وأن زيداً مختلف في إسلامه أصلاً وهذا ينسحب على ولده ويعتبر ما تنسبه السنة
للرافضة في زيد كذباً لاشتهار خلافه عندهم
وفي رجال الطوسي : 420 - حمدويه،
قال: حدثنا أيوب، قال: حدثنا حنان بن سدير، قال: كنت جالسا عند الحسن بن الحسين،
فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤسا الزيدية، فقال: ماترى في النبيذ فان زيدا يشربه
عندنا؟ قال: ما أصدق على زيد أنه يشرب مسكرا، قال: بلى قد شربه قال: فان كان فعل
فان زيدا ليس بنبي، ولاوصي نبي، انما هو رجل من آل محمد يخطي ويصيب .
اختيار معرفة الرجال (أبو جعفر
الطوسي) (2/501)( مستفاد من الشابكة )
وما قيل في زيد يقال في ولده وتقدم
نص الخوئي في أنه كان مستقلاً يعني أنه ادعى الإمامة مع وجود الصادق وهذا كفر
عندهم
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله
وصحبه وسلم