الأحد، 23 أبريل 2017

عراب الملاحدة دوكنز : حتى لو كانت المثلية جينية فليست حتمية ..



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
                                                       أما بعد :
 

يقول دوكنز في العلم والحقيقة ص188 :" وبالمثل فإن حيازة جين معين لا تلزم أن تحتم بطريقة جازمة على أحد الأفراد أن يكون مثلياً جنسياً والأمر الأكثر احتمالاً إلى حد بعيد أن يكون التأثير السببي هنا إحصائياً ، فتأثير الجينات في الأجساد والسلوك يشبه تأثير تدخين السجائر على الرئتين فإنه يزيد من الاحتمالات الإحصائية بأن تصاب رئتاه بالسرطان على أنه لا يتحتم على نحو جازم أن يكون مصيره هو سرطان الرئة كذلك الامتناع من التدخين لا يحمينا على نحو جازم من سرطان الرئة فنحن إنما نعيش في عالم من الإحصاءات

دعونا نتخيل أن هناك عنواناً صحفياً يقول العلماء يكتشفون أن المثلية الجنسية تنتج عن سبب من الواضح أن هذا ليس خبراً مطلقاً هذا قول تافه فكل شيء ينتج عن سبب أما عندما يقال إن المثلية الجنسية تنتج عن جينات فإن هذا قول أكثر أهمية وله جدارة جمالية لأن فيه هزيمة لأمور مزعجة مستوحاة سياسياً ولكنه لا يقول شيئاً عن حتمية المثلية أكثر مما يقوله عنواني الصحفي التافه "

ثم قال في آخر المقال :" وبالتالي سواءً كنت كارهاً للمثليين جنسياً أو محباً لهم وسواء كنت ترغب في حبسهم أو في شفائهم فإن الأفضل ألا تكون أسبابك عن ذلك لها أي علاقة بالجينات "

أقول : هذا كلام مهم لعراب الملاحدة ريتشارد دوكنز يبدد به آمال محبيه الذين ينشدون وجود دليل على ان المثلية الجنسي
أمر جيني فدمر دوكنز هذا وقال أنه حتى لو كان جينياً فإنه ليس حتمياً ولن يكون الإنسان مجبراً على هذا

ما سبب اختيار دوكنز لهذا المذهب ؟

الواقع أن عامة الملاحدة لا يعرفون مذهبهم فكل السلوكيات جينية عند دوكنز وأضرابه من التطوريين وهذا ما وضحه في الجين الأناني وهذه ركيزة هامة في نظرية التطور

فالإنسان غير خارج عن القانون الطبيعي فكل سلوكياته محكومة بجينات

ولشدة شناعة هذا المذهب لو تصور الناس بصورته الحقيقية فإن كاهن الكنيسة الداروينية ريتشارد دوكنز حاول تحسين الأمر والقول بأن ما تفرضه الجينات إحصائي يعني مجموعة من عدة خيارات وأن الإنسان له يتغلب على جيناته فالجينات صنعتنا ولكننا قادرين على التغلب عليها !

وهذا كلام شاعري لا معنى له إلا بالإيمان بأننا شيء زائد على المادة ولا تنفع دوكنز ميماته المضحكة في تمرير القضية

إذن البحث في أن المثلية هي جينية أو ليست جينية أمر لا معنى له تطورياً فكل سلوكياتنا جينية فإذا دمجنا هذه الحقيقة مع نفي سام هاريس للإرادة الحرة انتهينا إلى جبرية محضة في كل سلوكياتنا وهو ما يميل إليه دوكنز إذا جاءوا يحتجون عليه بالإرادة الحرة على نفي المذهب المادي هو يتلاعب ويثبتها ضمنا إذا أراد ترقيع شناعة الداروينية

وقد شبه الانتخاب الطبيعي بالسرطان الذي نشرحه في المحاضرات ولكننا نقاومه في الواقع

وفي الحقيقة هذا تشبيه متلاعب فالسرطان حالة مرضية تقع لبعض البشر دون بعض بل تقع للأقل منهم ولكن الانتخاب الطبيعي نظرية كونية لا يفلت منها كائن حي فكيف يمكننا الخروج عن مقتضياتها !

وأمر آخر يتعلق بالمثلية أو اللواط والسحاق ألا وهو أن هذه العلاقات تناقض فكرة الداروينية أو الجين الأناني لأنها علاقات لا ينشأ عنها نقل جينات وتوالد وهذا يخالف المقصد الأساسي من الوجود عند القوم وهو نقل الجينات في حياة ستنتهي إلى العدم البارد !

والواقع أن الملحد واللوطي عليه أن يعمل بوصية راسل في كتابه انتصار السعادة أنه لا ينبغي أن يظهر مخالفة العامة إذا كان ذلك سيؤدي للسجن أو أي ضرر شديد

وهذا هو المنطق بالنسبة لإنسان لا يؤمن بالآخرة ولا بعدالة سماوية فلو فرضنا أن المتدين قتلك ظلماً أو سجنك ظلماً بسلطة الأغلبية فلن يشعر كثيراً بالذنب بل لن يشعر به نهائياً لأنه لو كان اعتقادك صحيحاً فلا معنى للشعور بالذنب ومن يعاقب على الذنب وما نحن سوى حيوانات متطورة القوي يفرض إرادته على الضعيف ولو كان اعتقاده صحيحاً فواضح جداً أن هذا لن يكون خبراً سعيداً بالنسبة لك( هذه الحجة يذكر الرافضة نحواً منها عن جعفر الصادق على رجل زنديق )

فلا داعي للعنتريات الفارغة التي تخالف قاعدة البقاء للأصلح والفلسفة الإلحادية الجبانة التي أصل لها راسل لتحصيل السعادة فهذا أمر في العادة يقوله أقوام مأجورون إنما يدفع لهم ليقولوا هذا الكلام
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم