الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
فهذه رواية مكذوبة على رسول الله صلى الله
عليه وسلم انتشرت في هذه الأيام بفعل بعض القصاص والله المستعان
قال أبو جهل لعنه الله يا محمد إن أخرجت
لنا طاوسا من صخرة في داري آمنت بك فدعا ربه فصارت الصخرة تئن أنين المرأة الحامل
ثم انشقت عن طاووس صدره من ذهب ورأسه من زبرجد وجناحه ياقوت ورجلاه من جوهر فلما
رآها أبو جهل لعنه الله أعرض عن الإيمان وقال في بعض الأيام يا محمد السموات أقوى
أم الأرض فقال السماء فقال ربك أقوى أم الصخرة فقال قدرة ربي قال قل له أن يخرج من
هذه الصخرة طيرا في فمه كتاب يشهد لك حتى أصدقك فنزل جبريل وأمره أن يشير إلى
الصخرة فانشقت عن طير في فمه ورقة مكتوب فيها لا إله إلا الله محمد رسول الله أمة
مذنبة ورب غفور فقال أنت أسحر من سحرة فرعون قال وأنت مقتول أشر من قتل فرعون فلما
كان يوم بدر قال جبريل بدر كبحر فرعون وذلك أن فرعون وقومه هلكوا بالماء وصار محمد
وقومه يمشون على الرمال فتغوص أرجلهم في الرمل فضعفت قوتهم وأصابتهم الجنابة
والعطش فأرسل الله عليهم المطر فاشتد الرمل تحت أقدامهم واغتسلوا من الجنابة
وشربوا ثم انحدر الماء إلى الأرض التي بها أبو جهل وقومه فصارت أرجلهم تغوص في
الطين أهلكهم الله قال الله تعالى وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب
عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام وذكر النيسابوري في سورة
اقرأ لما نزلت سورة الرحمن قال النبي صلى الله عليه وسلم من يقرؤها على رؤساء قريش
فقال ابن مسعود أنا يا رسول الله أقرؤها عليهم فلما قرأها عليهم ابن مسعود صكه أبو
جهل لعنه الله فشق أذنه فاغتم النبي صلى الله عليه وسلم ثم نظر فوجد جبريل يضحك
فقال ما يضحكك قال ستعلم يوم بدر فلما كان يوم بدر لم يحضر ابن مسعود إلا بعد فراغ
القتال فقال يا رسول الله فاتني فضل الجهاد فقال التمس من به حياة فاقتله فلك أجر
شهيد فالتمس فوجد أبا جهل فقال أخبر صاحبك محمدا أنه أبغض الخلق إلي في الحياة وفي
الممات فقطع رأسه ابن مسعود وأراد حمله فلم يستطع فشق أذنه وجره بخيط إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وجبريل يضحك فقال جبريل يا رسول الله أذن بأذن والرأس
زيادة.
هذه الرواية ذكرها الصفوري صاحب نزهة
المجالس وهو من أهل القرن التاسع وذكرها الآلوسي في تفسيره وهو قد جاء بعد الألف
ولا أصل لها في كتب الحديث والسيرة فهي
رواية مكذوبة قطعاً
وكان ممن أشاعها مع الأسف سعيد بن مسفر
الداعية الشهير في بعض محاضراته ولهذا انتشرت بين الناس انتشاراً عظيماً
واليوم يذكرها بعضهم لداع فقهي والله
المستعان ولا يجوز لمسلم أن يذكر هذه الرواية جازماً بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا البيان بل الواقع أنه لا يجوز له ذكره حتى قبله ولكن بعض العامة اغتر بالقصاص والله المستعان
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم