الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما
بعد :
قال ابن حزم في كتابه الفصل (3/115)
:" لم يجز لأحد أَن يَقُول فِي الْكَافِر الْمُصدق بِقَلْبِه وَلسَانه بِأَن
الله تَعَالَى حق والمصدق بِقَلْبِه أَن مُحَمَّدًا رَسُول الله أَنه مُؤمن وَلَا
أَن فِيهِ إِيمَانًا أصلا إِلَّا حَتَّى يَأْتِي بِمَا نقل الله تَعَالَى إِلَيْهِ
اسْم الْإِيمَان من التَّصْدِيق بِقَلْبِه وَلسَانه بِأَن لَا إِلَه إِلَّا الله
وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله وَأَن كل مَا جَاءَ بِهِ حق وَأَنه بَرِيء من كل دين
غير دينه ثمَّ يتمادى بِإِقْرَارِهِ على مَا لَا يتم إِيمَان إِلَّا
بِالْإِقْرَارِ بِهِ حَتَّى يَمُوت لَكنا نقُول أَن فِي الْكَافِر تَصْدِيقًا
بِاللَّه تَعَالَى هُوَ بِهِ مُصدق بِاللَّه تَعَالَى وَلَيْسَ بذلك مُؤمنا وَلَا
فِيهِ إِيمَان كَمَا أمرنَا الله تَعَالَى لَا كَمَا أَمر جهم والأشعري
قَالَ أَبُو مُحَمَّد فَبَطل هَذَا
القَوْل الْمُتَّفق على تَكْفِير قَائِله وَقد نَص على تكفيرهم أَبُو عبيد
الْقَاسِم فِي كِتَابه الْمَعْرُوف برسالة الْإِيمَان"
هنا ينقل ابن حزم الاتفاق على تكفير
الأشاعرة لقولهم في مسألة الإيمان وينقل كلام أبي عبيد القاسم بن سلام ومن لطائف
الموافقات أنني كنت قد ذكرت كلام أبي عبيد في مقال مستقل ونزلت كلامه على الأشاعرة
وابن حزم ليس وحيداً في هذا الباب فابن
تيمية نص مرات وكرات على أن الأشعري قال بقول جهم في الإيمان القول الذي كفر به
السلف
قال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (7/120)
:" بَلْ قَدْ كَفَّرَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ وَوَكِيعٌ وَغَيْرُهُمَا مَنْ
قَالَ بِقَوْلِ جَهْمٍ فِي الْإِيمَانِ الَّذِي نَصَرَهُ أَبُو الْحَسَنِ. وَهُوَ
عِنْدَهُمْ شَرٌّ مِنْ قَوْلِ الْمُرْجِئَ"
وقال ابن تيمية في الدرء (3/274) :" ومع
هذا فلما قال جهم ومن واقفه: إن الإيمان مجرد المعرفة، أنكر ذلك أئمة الإسلام ن
حتى كفر من قال بهذا القول وكيع بن الجراح وأحمد بن حنبل وغيرهما وهذا القول: وإن
كان قد تابعه عليه الصالحي والأشعري في كثير من واكثر أصحابه فهو من أفسد الاقوال
وابعدها عن الصحة"
وقال ابن تيمية في الإيمان ص116 :"بل السلف كفروا من يقول بقول جهم في الإيمان"
وقال ابن تيمية في الإيمان ص116 :"بل السلف كفروا من يقول بقول جهم في الإيمان"
وقد ذكر محمد بن نصر في كتابه تعظيم قدر
الصلاة أن المرجئة الأولى كانت تكفر الجهمية بقولهم هذا
فالأشاعرة المتأخرون قولهم في إنكار العلو
كفر بالاتفاق ومخالف للمعلوم من الدين بالضرورة كما نص عليه غير واحد منهم ابن
تيمية في الدرء
وقولهم في القرآن كفري بل نقل ابن حزم
وابن القيم وابن أبي العز الاتفاق على التكفير به ، وابن حزم هو نفسه جهمي ولكنه
أصاب في هذا النقل
إضافة إلى قولهم في الإيمان
فلو لم يكن لهم إلا هذه البدع الثلاث لكفى
فكلها مكفرة بإجماع فكيف وهم قد أفسدوا أديان في أبواب الصفات والإيمان والقدر
والنبوات
وعامتهم في الأعصار المتأخرة قبورية بل ما
دخلت شبهة القبورية على أحد ما دخلت على الأشاعرة
ثم يأتي بعد هذا من يقول ( لم يخدم أحد
الإسلام كما خدمه الأشاعرة )
بل لم ينشر الكفر في المسلمين أحد نشر
الأشاعرة فقد تلقفوا البدع التي ذكرتها آنفاً وأشبعوا كتب الحديث والتفسير منها ،
ومن الثناء على معتنقيها وناشريها بين الناس ، غير أن الإسلام الذي يتحدث عنه هذا
الجاهل غير الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم
وآخر من منتسبي القاعدة يكتب ( الماتردية
الذين علمونا التوكل )
فأقول : خبت وخسرت إذ لم يكن في كتاب الله
ولا في سنة رسوله ولا أخبار السلف ما يعلمك التوكل حتى جاء الجهمية وعلموك التوكل !
قال الغزنوي الماتردي في رسالته في أصول
الدين ص252 :" واعتقد أَن الْإِيمَان فِي التَّحْقِيق وَهُوَ التَّصْدِيق
بِالْقَلْبِ وَهُوَ الْإِيمَان الْمَفْرُوض على العَبْد الْإِقْرَار بِاللِّسَانِ
ليظْهر عِنْد النَّاس مَا فِي الْجنان فتجري عَلَيْهِ أَحْكَام الْإِسْلَام فَمن
أُتِي بالتصديق بِالْقَلْبِ يكون مُؤمنا بَينه وَبَين الله تَعَالَى وَمن أَتَى
بهما يكون مُؤمنا عِنْد الله وَعند النَّاس"
وهذا هو إرجاء الجهم بن صفوان حيث يرى التلفظ
باللسان شرط لإجراء الأحكام الدنيوية ومن يصدق بقلبه ولا يظهر بلسانه مؤمن عند
الله وهذا معناه أنه سينجو في الآخرة وهذا أعظم الغلو في الإرجاء وهو الذي كفر به
السلف وهو عقيدة عامة الماتردية
ورجح حسن أيوب الأشعري من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين، (تبسيط العقائد الإسلامية 29ـ32) . ومال إليه البوطي و (كبرى اليقينيات 196) .
ورجح حسن أيوب الأشعري من المعاصرين أن المصدق بقلبه ناجٍ عند الله وإن لم ينطق بالشهادتين، (تبسيط العقائد الإسلامية 29ـ32) . ومال إليه البوطي و (كبرى اليقينيات 196) .
ومن يعظم المجاهد الذي عقيدته كفرية هو
معظم للوسيلة مهمل للغاية
قال عبد الله بن أحمد في السنة 506 - حَدَّثَنِي
عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ الدُّورِيُّ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ
سَلَّامٍ، يَقُولُ: «كَلَّمْتُ النَّاسَ وَكَلَّمْتُ أَهْلَ الْكِتَابِ، فَلَمْ
أَرَ قَوْمًا أَوْسَخَ وَلَا أَقْذَرَ وَلَا أَطْفَسَ مِنَ الرَّافِضَةِ، وَلَقَدْ
نَفَيْتُ ثَلَاثَةَ رِجَالٍ إِذْ كُنْتُ بِالثَّغْرِ قَاضِيًا جَهْمِيَّيْنِ
وَرَافِضِيًّا أَوْ رَافِضِيَّيْنِ وَجَهْمِيًّا وَقُلْتُ مِثْلُكُمْ لَا
يُجَاوِرُ أَهْلَ الثُّغُورِ»
وقال حرب الكرماني في مسائله حدثنا محمد
بن عمر بن علي، قال: حدثنا الحسن بن حبيب، عن وائل بن زريق، عن عبد العزيز بن عمر،
عن عمر بن عبد العزيز قال: لا تغزوا مع القدرية، فإنهم لا ينصرون.
أقول : الجهمية شر من القدرية باتفاق كما
نبه على ذلك ابن تيمية في بيان التلبيس ، وإن نصروا فإنما ينصرون من باب تأييد هذا
الدين بالرجل الفاجر ورحمة بالمسلمين المستضعفين
قال القفطي صاحب حز الغلاصم :" فَبين
سُبْحَانَهُ بقوله {وَقد نزل عَلَيْكُم فِي الْكتاب} مَا كَانَ أَمرهم بِهِ من
قَوْله فِي السُّورَة المكية {فَلَا تقعد بعد الذكرى مَعَ الْقَوْم الظَّالِمين} ثمَّ
بَين فِي هَذِه السُّورَة المدنية أَن مجالسة من هَذِه صفته لُحُوق بِهِ فِي
إعتقاده وَقد ذهب قوم من أَئِمَّة هَذِه الْأمة إِلَى هَذَا الْمَذْهَب وَحكم
بِمُوجب هَذِه الْآيَات فِي مجَالِس أهل الْبدع على المعاشرة والمخالطة مِنْهُم
أَحْمد بن حَنْبَل وَالْأَوْزَاعِيّ وَابْن الْمُبَارك فَإِنَّهُم قَالُوا فِي رجل
شَأْنه مجالسة أهل الْبدع قَالُوا ينْهَى عَن مجالستهم فَإِن انْتهى وَإِلَّا ألحق
بهم يعنون فِي الحكم قيل لَهُم فَإِنَّهُ يَقُول إِنِّي أجالسهم لأباينهم وأرد
عَلَيْهِم قَالُوا ينْهَى عَن مجالستهم فَإِن لم ينْتَه ألحق بهم"
وهذا القفطي أشعري غير أنه هنا أحسن النقل
عن أئمة أهل السنة
فهذا الحكم فيمن يقارنهم فكيف بمن يزعم أن
الجهمية الأشعرية لم يخدم أحد الإسلام خدمتهم ، فكيف بجاهل بالتوحيد يزعم أنه ما
تعلم التوكل إلا منهم
وقد قال القرطبي الأشعري في تفسيره (7/ 319) :" ولا عذر للمقلد في التوحيد"
وقال ابن حجر الأشعري في شرح البخاري (3/240) :" وَفِيهِ ذَمُّ التَّقْلِيدِ فِي الِاعْتِقَادَاتِ لِمُعَاقَبَةِ مَنْ قَالَ كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ "
فماذا لو نزلنا هذا الكلام على الأشاعرة في المسائل الثلاث المذكورة ، بل وغيرها إضافة إلى مسائل توحيد الألوهية
وقد قال القرطبي الأشعري في تفسيره (7/ 319) :" ولا عذر للمقلد في التوحيد"
وقال ابن حجر الأشعري في شرح البخاري (3/240) :" وَفِيهِ ذَمُّ التَّقْلِيدِ فِي الِاعْتِقَادَاتِ لِمُعَاقَبَةِ مَنْ قَالَ كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُهُ "
فماذا لو نزلنا هذا الكلام على الأشاعرة في المسائل الثلاث المذكورة ، بل وغيرها إضافة إلى مسائل توحيد الألوهية
هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه
وسلم